حوار: نورهان الرياني
رمي الرمح هي رياضة من الرياضات التقليدية القديمة التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، والتي تهدف لتحقيق أطول مسافة أثناء الرمي بطريقة خاصة، حيث تترابط فيها سرعة الاقتراب مع اكتسابه أوضاع فنية خاصة يتدرب عليها اللاعب، فتساعد الرمح لاكتساب أقصى قوة انطلاق لأطول مدى ممكن.
وتميز بعض اللاعبين من الجنسيات المختلفة في لعبة رمي الرمح ، مثل: اندرياس توركلدسين، بربورا سبوتكوفا، وستيفي نيريوس.
وفي ظل الصمت الذي فرضته جائحة كورونا لعدة شهور، تجمد النشاط الرياضي وخصوصا علي مستوي الألعاب الفردية وتجمدت عزيمة اللاعبين ايضا،
ولكن بالرغم من الصعوبات؛ بزخ نجم جديد في سماء العاب القوي للاعاقات الحركية يدعي "باسم رجب"، الذي حصل علي الميدالية الفضية في مسابقة رمي الرمح ضمن بطولة فزاع الدولية، المقامة بمدينة دبي والمؤهلة لدورة طوكيو 2021.
"باسم"، ابن مدينة دمنهور محافظة البحيرة، في الثلاثينيات من زهرة شبابه، الذي بدأت فكرة رمي الرمح وشرع فيها منذ عام 2009، وحصل علي أثرها ارقام قياسية كبيرة حتي وقتنا هذا، فانفردت به جريدة أنباء بلدنا للتعرف عليه وعلي موهبته الرياضية وكيفية تغلبه علي الصعوبات.
وبسؤاله:
*كيف كانت نشأتك؟
أجاب: انا من ذوي الهمم، أتممت دراستي وحصلت علي الليسانس في أصول الدين، بدأ مشواري منذ زمن بعيد عندما كنت العب بالطوب في الشارع مثل أي طفل، ورآني كابتن "حسن الحليوي"، وأشاد بي قائلا"هتبقي لاعب رمي رمح كويس" وشجعني ووقف بجانبي، وتبناني كابتن محمد عثمان مدير نادي المعاقين رياضياً، فاجتهدت في تدريبي وثابرت من أجل تحقيق حلمي، واشتركت في اول بطولة دخل بها المنتخب وحققت اهداف كبيرة.
*هل أثرت اعاقتك علي حلمك الرياضي؟
مُطلقا، إرادتي كانت دائما اقوي من كل شيئ، فدائماً عيني تراني في القمة لا غير، وبدليل حصولي علي المركز السابع في بطولة العالم 2009، وإشتراكي مؤخراً في بطولة فزاع في شهر فبراير الماضي في الامارات نتيجة لكسر الارقام القياسية وفزت بالمركز الثالث وحصلت علي الميدالية الفضية، وكانت أول ميدالية عالمية تدخل نادي معاقي دمنهور.
*من دعمك منذ بداية مشوارك الرياضي؟
الفضل كان لله اولا ثم اسرتي وأهلي، فأمي كانت تحفزني دائما إلي أن أتقدم للافضل، وخالتي هي التي اعتنت بي منذ صغري، وبنت خالتي كانت دائمة التشجيع وكانت خير سند لي، أما والدي واخوتي البنين والبنات كانوا رافضين المبدأ من الأساس في البداية خوفاً علي مستقبلي، ولكن بعد أن شاهدوا نجاحي دعموني اكتر من اي شخص.
*كيف وصلت للعالمية؟
كنت أعرف أن المحلي لا يوجد به منافس، فتسلقت عيناي الي جبال العالمية، فتعودت علي رمي الرمح "واقف" لمدة عشر سنوات حتي وصل الي 45 متر، ولكن منذ سنتين نصحني الدكتور حمدي عبد الرحيم باللعب "جالس" حتي وصل إلي 30 متر حاليا والفرق بينه وبين الرقم العالمي 5 متر فقط.
*هل طرق اليأس بابك يوماً ما؟
مطلقاً، فعندما كنت انوي السفر لتونس في بطولة العالم، و جهزت نفسي لذلك جيدا وبذلت قصاري جهدي في التمرينات وذهبت بالفعل الي المطار، ولكن أتاني خبر أصابني بالصاعقة وهو عدم السماح لي بالسفر وسيتم تأجيله بسبب خطأ في الإجراءات الإدارية.
أصبت بالصدمة وخصوصا انها كان أولي سفر لي في بطولة العالم 2017، ولكن رضيت بقضاء الله وارادتي كانت مصدر قوتي وكثفت تمريناتي الي أن يتم تحديد سفري من جديد.
*ما حلمك في المستقبل؟ وهل تحلم بالالتحاق في أي نادي؟
حلمي هو الحصول علي الميدالية الذهبية ورفع علم مصر خارجاً، المشاركة في البطولة نفسها قيمة كبيرة جداً.
واحلم بالبقاء في النادي باقي عمري، حصلت مسبقا علي عروض من نوادي كثيرة و كبيرة وبمبالغ طائلة، ولكن ولائي للنادي الام واحترامي له يمنعني.
*ماذا تقول لمدربك؟
أتوجه بالشكر الي المدرب الدكتور الكابتن ابو المكارم ابو الحمد، علي تدريبي إلي أن حققت طفرة في الأرقام القياسية، والشكر الأكبر للكابتن حسن الحليوي، فكان الأب والاخ والصديق، واثني علي الكابتن حمدي عبد الرحيم المدير الفني.
*ماشعورك تجاه بطولة طوكيو المقبلة؟
شعور الرهبة والمسئولية تجاه دخول مسابقة كبيرة وعريقة ممتزج بشعور العزيمة لتحقيق أكبر هدف لمصر
*من هو قدوتك ومثلك الأعلي من المشاهير؟
مثلي الاعلي هو الكابتن محمد صلاح في تعبه وشقاؤه للوصول إلي العالمية.
*ما رأيك في مستوي الألعاب الفردية في مصر؟
في رأيي الالعاب الفردية في مصر تكاد معدومة ولا تلقي اهتمام كبير من المسئولين علي عكس الإهتمام بكرة القدم،
ولا يشاهدها ويهتم بها إلا الذي يلعب بنفس الوسط.
*ما هواياتك التي كنت شغوف بها في الصغر؟
كنت شغوف بمجال الصحافة والإعلام ولكن ظروفي وانشغالي بالرياضة منعني، ولكن عندما اتأثر بالاحداث المحيطة في وجداني ونفسي، أهِم بكتابة الاشعار والدواوين والمقالات، فكتبت ديوان عن حادثة البدرشين وعن تصادم قطار العياط، وبالإضافة الي حبي الجم في كتابة القصص القصيرة.
فأصبحت هذة الهواية في أوقات الفراغ فقط لبرهة من الوقت.
*ماذا تقول لكل من دعمك؟ وماذا تقول للرئيس السيسي؟
خالص شكري وتقديري وامتناني لكل من دعمني ووقف بجانبي إلي أن وصلت للاوليمبيات، واتمني دعواتهم المستمرة.
واشكر سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أشرف صبحي وزير الرياضة علي ما يقومون من أعمال ، واتمني منهم الاهتمام بالقدر الكافي بالرياضات الفردية.
إرسال تعليق