أسامة شعبان
قرر الأستاذ جابر عبد المنعم مشابط أن يكون وداعه للعمل غير عاديًا؛ كما كان اداءه لرسالته مختلفًا طوال 37 عامًا من العطاء غير المحدود... تتدرج فيهن أستاذنا الفاضل من معلم لغة عربية إلى موجه اول لغة عربية بإدارة أبوحمص التعليمية، ومن حيث بدأ كطالب بمدرسة شاكر فرج الثانوية بنين؛ شاء القدر أن يَخُٓطَ بيده رسالة وداعه للعمل بنفس المدرسة في أخر مرور له كموجه أول للغة العربية حيث ترك رسالة فحواها
" زرت المدرسة اليوم وسَعدتُ بلقاء مدير المدرسة وهيئة التدريس في اخر زيارة لرحلة التدريس التي بدأت من 13/11/1984م وختامها يوم 31/8/2021م في أحب المدارس إليّ، المدرسة التي تعلمت فيها ودرسّت بها، وعملت موجهًا لها، ومرت الرحلة كأنها طيف مرّ أمام عيني، تعلمت فيها الكثير من تلاميذي وأساتذتي، فأسأل الله تعالى أن يتقبل تلك الفترة واكون كما قال تعالى
" ونكتب ما قدموا وآثرهم... " وأوصي بمن يأتي بعدي بحمل هذه الرسالة بأمانة فهى رسالة الأنبياء ...وأسال الله تعالى التوفيق للجميع "
ما يزيد عن ثلاثة عقود من العطاء سكن الأستاذ جابر قلوب الطلاب، وسيرته الطيبة أسكنته قلوب أوليِّ الأمر، كان حريصًا بشهادة الجميع على نشر العلم، ولم يبتغِ ثراءًا من خلفه؛ حَرِصَ طوال فترة عمله أن يكون رسولًا للعلم؛ شاكرًا الله عَزَّ وجَلَّ أن اختاره لهذا الدور العظيم.
معلم الأجيال والمربي الفاضل، والقدوة و......الخ، كلها صفات إن جاز وصم أشخاص بها؛ كان المعلم أولىٰ من يجوز عليه هذا الوصم، وكان أستاذنا الفاضل جابر مشابط على قمة من يستحقون تلك الألقاب التي تتزين وتزداد فخرًا عندما ترتبط باسمه ....
و من حسن حظي إن حظيت بهذا الشرف وجلست أمام أستاذي ومعلمي الفاضل جابر مشابط، وتتلمذت تحت يديه خلال المرحلة الثانوية، فأتقدم لكم بخالص شكري وتقديري نيابةً عني وعن كل زملائي عن كل حرف تعلمناه من سيادتكم؛ دون أن تبخل علينا يومًا بحرفًا من نهر عِلمك العذب النقي؛ جعله الله في ميزان حسناتكم وزادكم عِلمًا وقدرًا.
إرسال تعليق