عزيزي ، كن خفيفًا يحبك الناس.. ولا تكن ثقيلاً ينفضوا من
حولك، هكذا باختصار طريقة التعامل مع الناس، ولا تنسى هذا الدعاء العظيم: «اللهم اجعلنا
خفافًا على قلوب الناس، نموت فيقولوا كنا نحب رؤيتهم»، لكن للوصول لهذه الدرجة عليك
أولا أن تزهد فيما عند الناس، فورا يحبك الناس، فعن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي
رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: «ازهد في الدنيا يحبك الله،
وازهد فيما عند الناس يحبك الناس». ومن أفضل ما قرأت : لا تكن أبداً خيارا ثانياً،
ولا فرصة ثانية أو احتمالا آخر ولا خطة احتياطية إمّا كمالاً أو زوالاً ،لا تكن عاديا
أو زائدا لا تكن علاجا مؤقّتًا، أو حلّا أخيرا أسفل قائمة الحلول ،لا تكن متاحًا دائمًا،
فالمتاح مُستَباح، لا تعطي كثيرا ولا تبذل وفيرا فالمبذول مملول.
لا تكن حاضرا دائما، فالغياب يزيد الاشتياق ويشعل جذوة الحبّ
،لا تكن طيّبا مع الجميع فبعض الطيبة ضعف قدّس نفسك، كن سرمديا خالدا، كن نرجسيا بعض
الأحيان
عليك أن تفرّق بين العطاء الذي قد تظلم به نفسك، والعون الذي
تنصفها به
أن تعرف متى تغيب ومتى تحضر، متى تُقدم ومتى تُحجم أن تقسو
دون إجحاف وأن ترأف وتحنو دون إسفاف
أن تكون صيفا متى شئت وشتاءً متى أردت ، لا تبذل مشاعرك لمن
لا يستحق، فهي ليست رخيصة واعلم أنّه ليس أعزّ منك إليك.
فلتكن نفسك عزيزة بالقدر الذي تتحمّل به تبعات الصحبة وتكاليفها
وتقلّباتها، تكلّم حتى يُظنّ أنّك لن تصمت واصمت حتى يُعتقد بأنك لا تتكلّم
جامل بالقدر الذي يستحق، واعترف بهزيمتك أمام من هم أقوى
منك ، لا تقترب حدّ الاحتراق ولا تبتعد حدّ النسيان
لا تكُن ثقيلا فتٌملَّ ولا خفيفا فتهان وتذلّ ،لا تتنازل
عمّا لا يٌتنازل عنه، ولا تفرّط فيما لا يفرّط فيه ، اختر أصدقاءك كما تختار ملابِسكَ
، لا تتمسّك بمن يريد الرحيل، ولا تترك يد من تهمّه مصلحتك ، واعلم أنّ من لا يريدك
لن يراك ولو كنتَ أمامه، ومن يريدٌك يبحث عنكَ حتى بالزحام
لا تفرض نفسك أو رأيك على أحد، أعط الآخر فرصة ليختار ويقرّر
، واعلم أنّه كلّنا مستغنى عنه، ومفرّط فيه في أيّ لحظة
عوّد نفسك على قول كلمة "لا"، ولا تكن طيّبا زيادة،
ولا تدع عاداتك تتحكّم فيك . كن صادقًا مع نفسك ومع الآخرين وباقى الأشياء ستأتى بعد
ذلك فسر الاحترام هو "من أجل أن تكتسب الاحترام يجب أولاً أن تحترم نفسك وتقدم
نفسك فى صورة حسنة".. حسنة وليست مثالية .
إرسال تعليق