يا سيد السادات جئتك قاصدا * أرجو رضاك و أحتمي بحماك
والله يا خير الخلائق إن لي * قلبا مشوقا لا يروم سواك
و بحق جاهك إنني بك مغرم * و الله يعلم أنني أهواك
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ * كلا و لا خلق الورى لولاك
أنت الذي من نور البدر اكتسى * و الشمس مشرقة بنور بهاك
أنت الذي لما رفعت إلى السما * بك قد سمت و تزينت لسراك
أنت الذي نادك ربك مرحبا * و لقد دعاك لقربه و حباك
أنت الذي فبنا سألت شفاعة * ناداك ربك لم تكن لسواك
أنت الذي لما توسل آدم * من زلة بك فاز و هو أباك
و بك الخليل دعا فعادت ناره * بردا و قد خمدت بنور سناك
وبك المسيح أتى بشيرا مخبرا * بصفات حسنك مادحا لعلاك
و كذاك موسى لم يزل متوسلا * بك في القيامة محتم بحماك
والأنبياء و كل خلق في الورى * و الرسل والأملاك تحت لواك
لك معجزات أعجزت الورى ** و فضائل جلت فليس تحاك
نطق الذراع بسمه لك معلنا ** و الضب قد لباك حين أتاك
والذئب جاءك و الغزالة قد أتت ** بك تستجير و تحتمي بحماك
وكذا الوحوش أتت إليك و سلمت ** وشكا البعير إليك حين رآك
و دعوت أشجار أتتك مطيعة * و سعت إليك مجيبة لنداك
و الماء فاض براحتيك و سبحت * صم الحصى بالفضل في يمناك
و عليك ظللت الغمامة في الورى * و الجذع حن إلى كريم لقاك
و كذاك لا أثر لمشيك في الثرى ** و الصخر قد غاصت به قدماك
و شفيت ذا العاهات من أمراضه ** وملأت كل الأرض من جدواك
ورددت عين قتادة بعد العمى ** وأبن الحصين شفيته بشفاك
و على من رمد به داويته ** في خيبر فشفى بطيب لماك
و مسست شاة لأم معبد بعدما ** نشفت فدرت من شفا رقياك
في يوم بدر قد أتتك ملائك ** من عند ربك قاتلت أعداك
و الفتح جاءك بعد فتحك مكة * و النصر في الأحزاب قد وافاك
هود و يونس من بهاك تجملا ** و جمال يوسف من ضياء سناك
قد فقت يا طه جميع الأنبياء ** طرا فسبحان الذي أسراك
و الله يا ياسين مثلك لم يكن ** في العالمين وحق نباك
عن وصفك الشعراء عجزوا ** و كلوا عن صفات علاك
بك لي فؤاد مغرم يا سيدي ** و حشاشة محشوة بهواك
فإذا سكت ففيك صمتي كله ** و إذا نطقت فمادحا علياك
و إذا سمعت فعنك قولا طيبا ** و إذا نظرت فما أرى إلاك
أنا طامع بالجود منك و لم يكن ** لمثلي في الأنام سواك
فلأنت أكرم شافع و مشفع ** ومن التجى بحماك نال رضاك
فاجعل قراى شفاعة لي في غد ** فعسى أرى في الحشر تحت لواك
صلى عليك الله يا علم الهدى ** ما حن مشتاق إلى لقياك
وعلى صحابتك الكرام جميعهم ** والتابعين وكل من والك
إرسال تعليق