ما وراء التوحد...

ما وراء التوحد...



يعد التوحد من الأمراض التي لم تكن على نطاق واسع من الفهم والمعرفة بين الأشخاص ، يعاني اصحابها بعدم القدرة على شرح ما بداخلهم ، وصعوبة التفاعل مع من حوله ، وعدم تأقلمهم بسهولة مع الأحداث المحيطة بهم ، وقد تطورت ثقافة التوحد مع مرور الوقت ؛ حيث أصبح هناك الكثير من الأسر والأفراد تسعي لمعرفة الأكثر،  سواء بالبحث الدائم عن الدراسات او استشاره الأطباء المختصين.

إن مرضى التوحد لديهم عالم منغلق علي أنفسهم لا يقومون بممارسة الأنشطة مع أشخاص لا يعرفوهم بل يأخذون وقتاً للتأقلم والاعتياد عليهم ، فتفكيرهم مختلف وتعاملهم استثنائي من شخص لشخص آخر ، لا يدرج خلف قانون لكي نلتزم به ؛ فهم لديهم الاكتفاء الذاتي بداخلهم فعالمهم ملئ بالأسرار والحكايات المدهشة والمختلفة ؛ حيث تكون اهتماماته مقيده ومخصصه بتفكيره ، يعد حبهم للعزلة وعدم افصاحهم عن مشاعرهم سبباً لأفتقارهم مهارات التواصل الاجتماعي بين أفراد أسرتهم ومع عالمهم الخارجي.

<<غياب دور الاهل>>
تظهر رعايتك واهتمامك بظهور اياً من الأعراض وملاحظاتها على الفور وينعدم دور اهتمامك بإنعدام ملاحظتك وعدم مراقبك لسلوك طفلك ؛ فلا ينتهي دورك عند الطعام والشراب وتلبيه احتياجاتهم ؛ فظهور المرض في سن مبكر جدا وانت في غفلة يعتبر صافره تنبيه لتدهور حالة طفلك في المستقبل ؛ فهذا الاهمال سوف تدفع ثمنه في حاله رؤية طفلك مختلف في تصرفاته وسلوكه عن الأطفال الطبيعيين ، ومن هنا سيطرح عليك ذهنك الكثير من الأسئلة ، لماذا لا يقومون باللعب مع الأطفال؟ ولماذا عندما اناديه لا يلتفت لي ولا ينظر الي ؟
، وبالرغم من غياب اهتمامك الي انه سيفرض عليك الملاحظة عند استثناء وتدهور سلوك طفلك حينها ؛ فالبداية في الاهمال والرعاية لديك ، والنهاية ستكون نتيجة لإهمالك.

<<أضرار ناتجه>>
يشير التوحد إلى اضرار بالغه منها سلوكياُ ونفسياً على الطفل ؛ فكلما نتركه بمفرده سيتطرق اليه شعور بأنه ليس لديك مشاعر لإعطائها له ، وبالمقابل لا يفصح عن مشاعره ؛ ويبقي في حاله وحده مع عقله ، بالتالي يكون الضرر سلوكياً بتأخر تفاعله مع الأشخاص والتحدث إليهم ؛ لما يلقاه من عدم اكتراث لأمره ، ويظهر ذلك على اتزانه الجثماني برفضه للعناق او اللمس ، أو اللعب مع الآخرين بل يفضل اللعب بمفرده ، وانسحابه في عالمه الذاتي ؛ ومن السلوك الدائم عدم طلبه لما يريد بشكل مباشر ؛ فينتج عن ذلك بكائه او تكراره لتصرفات غير مفهومه للحصول على ما يريد دون الافصاح عنه ، وهذا ما يسير بدل نحو تكلمه بنبره وايقاع غير طبيعي فيقوم بالتأرجح  والدوران وبفعل حركات غير متزنة ويكون حساس اتجاه الضوء والصوت المرتفع او الاشخاص ؛ وكلما تم تشخيص المرض مبكرا كلما تم الحد من هذه الاضرار واحده تلو الأخرى.

<<أدوار مطلوبة >>
يجب على اولياء الامور زياده ملاحظاتها و اكتشاف المرض في مرحله مبكره ، ومن ثم تفاعله مع افراد اسرته ، ومطالبته بما يتم مطالبه اخوته به ليدرك انه مثلما يتم بمعاملته يعاملونه دون تميز عن الاخرين وانت لديه واجبات يجب الانتهاء؛ مما يبني له الثقة الداخلية ويطور مهارات سلوكه  وتحفيز مهاراته اليومية.

وجود دور المنظومة التعليمية من اهم الادوار اللازمة ؛  حيث تشمل ادماج الطفل في مجموعه من الأنشطة التي تساعد على زياده مهاراته الاجتماعية ، وزياده مهارات الاتصال وحثه على فعل الامور البسيطة ، وكثره مدحه و تشجيعه باستخدام لهجه الحماس والدعم بطرق مختلفة وتشجيعه بين زملائي وتعليمه فن المبادرة للتواصل الاجتماعي مع الاخرين ومكافئته بشيء او طعام يحبه لكي يولد بداخله حب فعل الاشياء وتكرارها.

علينا حث  اطفال المجتمع والتحدث اليهم بتوصيل فكره عدم البعد او نبذ الاطفال الذين يعانون من التوحد لان لكل شخص نقاط ضعف وقوه ويجب كلاًمنا تكمله الاخر ؛ وذلك بتبادل اللاعب والفكاهة وعدم تميزه ومعاملته بطريقه طبيعية مثل كافه الاطفال لزياده ثقته بنفسه ومع الوقت يكون شبه طبيعي في كافه المعاملات اليومية.

وبدء حملات توعيه مثل استعراض مقاطع لحالات مشابهه والسلوك الايجابي اتجاهها من قِبل المجتمع وجميع الفئات وتشجيع من يتم الوصول الى مستوى دراسي متميز وتقديم المفاجئات والهدايا لهم لحثهم على المزيد من التفوق.

وفي النهاية لكل مرض اسباب وطرق علاج لكن هذا المرض اسبابه غامضه وغير معروفه فيجب علينا السعي وتدبير الكثير من الطرق لانتشال اطفالنا من عقولهم المغلقة لانتزاعهم من تفكيرهم الذاتي المليء بالوحدة وخروج عقولهم لمن حولهم بمشاركه سلوكهم ومشاعرهم.

اكتب تعليق

أحدث أقدم