لماذا يهتم أولياء الامور تعليم ابنائهم اللغات الاجنبية ... أساتذةعلم الاجتماع يجيبوا

لماذا يهتم أولياء الامور تعليم ابنائهم اللغات الاجنبية ... أساتذةعلم الاجتماع يجيبوا


كتب / ايهاب الديب 


أدوات مختلفة غيَّرت أساليب التنشئة الاجتماعية في الأسر المصرية، أبرزها التغير التقني الحالي، فأصبحت الأسر في جزر شبه منعزلة تماماً، فلا مجال واضح وصريح لتعليم اللغة العربية كثقافة أولاً وهوية قبل أن تكون مادة تُدرس في المدارس للطلاب، الأمر الذي أدى إلى إحساس أولياء الأمور بأن تنشئة الطلاب اجتماعياً بأساليب أجنبية أو بالأدق استخدام كلمات أجنبية في الثواب والعقاب هو نهج سليم لتأسيس جيل مواكب للعصر الحالي، هكذا وصف أساتذة علم اجتماع علاقة التنشئة الاجتماعية باللغة العربية في الوقت الحالي في حديثهم لـ«الوطن» بمناسبة اليوم العالمي للغة الـ«ض».

تهتم أغلب الأسر المصرية في الوقت الحالي بتنشئة الأطفال تنشئة «شبه أجنبية»، فالكلمات المستخدمة في الثواب والعقاب أجنبية لا علاقة لها بالعربية على الأطفال، وكأن الطفل يعيش في دولة أخرى غير موطنه الأصلي، فترى الدكتورة دينا أبوالعلا، أستاذة علم الاجتماع في جامعة المنصورة، أن أغلب الأسر تهتم في الوقت الحالي بتمكين أبنائها من الحديث بالأجنبية في مختلف أمور حياته بعيداً عن العربية حتى في كلمات العقاب والمدح، وأسهم ذلك في طمس اللغة عند الطفل: «كأن الطفل عايش في دولة تانية غير دولته الأم»، مشددة على ضرورة تجنب استخدام لغة ثانية غير اللغة الأم، خاصة في التعامل مع الأطفال.

«دينا»: اكتساب لغة غير العربية يكون في العملية التعليمية نفسها وليس في الحياة اليومية
اكتساب الطفل لغات أخرى هو أمر محمود لكن في حدوده ووفق الاحتياج لذلك، فتقول «دينا» لـ«الوطن»، إن اكتساب أي لغة أخرى غير العربية يكون في العملية التعليمية نفسها وليس في الحياة اليومية، لأن عكس ذلك خطأ تماماً في التنشئة ويقلل من انتماء الطفل للبلد فاللغة جزء من الهوية والانتماء.

بررت أستاذ علم الاجتماع، هروب أولياء الأمور من تعليم أبنائهم للغة العربية في المراحل المبكرة، لكونهم يرغبون في توفير تعليم في مدارس لغات كنوع من التميز واعتبار هذه المدارس سمة العصر واعتبار اللغة الإنجليزية أساسية على مستوى العالم فتعليمها لغة وسلوك ضرورة كما يعقتد أولياء الأمور، مشددة على ضرورة تربية الأبناء على أن اللغة هي أساس تكوين الإنسان ليعبِّر بها عن شخصيته وبلده ومشاعره، فيجب تعليم الطفل مهارات القراءة والكتابة وتدريبه على التعبير عن مشاعره لتنمية اللغة عنده.



لم يكن أسلوب تدريس «العربية» في المدارس مواكباً للتحديات التي تواجه اللغة، فتؤكد «دينا»: «تحس أنه مدرس اللغة العربية بيعلم نحو وصرف وبلاغة بس مش لغة تواصل وتعبير عن هوية»، لافتة إلى أنه من أسباب صعوبة اللغة في المدارس وعدم تقبلها لدى بعض الطلاب هو تعدد فروعها: «اللغة الإنجليزية ليها فروع مثل القصة والقواعد لكن بطرق مبسطة وهو ما يفسر سبب جذب التلاميذ لها».

المناهج الغربية التي يتم التعامل بها تؤثر على هوية الطالب قبل لغته
العيش في بيئة متوازنة وبها علاقات طيبة وقوية وتواصل مستمر بين أفرادها سبب رئيسي في تنمية حب اللغة العربية لدى الطفل، وفلا بد من وجود متابعة من أولياء الأمور لبنائهم وتنمية ثقافة الاعتذار فكلها من ثقافة اللغة والتربية، وفق «دينا»، موضحة أن العوامل التي تساعد على تنمية اللغة عند الطفل هي ترسيخ فكرة الهوية باللغة وإجادة التواصل والتعبير عن النفس وتوصيل رسالة للطالب مفادها أن اللغة جزء من حياته وتكوينه.

المؤسسات التعليمية في الوقت الحالي تهتم بعمل المقابلة الشخصية بالإنجليزية كغالبية عظمى، بالرغم من كون المؤسسة عربية الأصل، وكلها عوامل بحسب «دينا» أثرت بالسلب على اللغة: «العربية تعبر عن المكان فلابد من استخدامها أولاً وبعدها استخدام أي لغات أخرى»، لافتة إلى أن المناهج الغربية التي يتم التعامل بها تؤثر على هوية الطالب قبل لغته.

«إيمان»: أولياء الأمور «تنحوا» عن اللغة بأخرى ونحتاج لإعادة النظر في دورهم
لغات مختلفة طرأت على المجتمع المصري، منها «الفرانكو»، فتقول الدكتورة إيمان عبدالله، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، إن ظهور لغات «غريبة» غير العربية وهو ما يمثل خطورة على اللغة يجب أن تلتفت إليها الأسر المصرية، مشددة على ضرورة الاحتفاظ باللغة وتعليم الأجيال الناشئة أساسياتها.



وأضافت، أن اللغة تربط بين الأمم والشعوب، وهي تراث وتاريخ وهوية فيجب على الآباء تشجيع الأبناء على عدم ترك اللغة العربية والفخر بها بدلاً من اللغات الأجنبية الأخرى التي دائماً ما يتفاخرون بإتقانها: «الناس بدأت تتنحى عن العربية»، مؤكدة على الأسر بضرورة تعليم الأطفال اللغة بطرق مبسطة فلا بد من إعادة النظر في أدوراهم تجاه الأطفال .

اكتب تعليق

أحدث أقدم