بقلم المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه ان تاريخ الكلية يعود إلى عهد محمد علي باشا الكبير، وبالتحديد لعام 1839. بالطبع في هذا الوقت لم يكن إسمها كلية الهندسة ولم يكن هناك جامعة باسم جامعة عين شمس، ويمكن تقسيم نشأة الكلية على خمس مراحل:
المرحلة الأولى: قرر محمد علي باشا في سنة 1839 إنشاء مدرسة “العمليات التقنية” وكان الهدف منها تخريج فنيين ومهندسين في مجالات الصناعة المدنية والحربية، فأخذ قصر إبنه إسماعيل في منطقة بولاق وأنشأ فيه المدرسة وبمرور الوقت بدأت تتطور أكتر وانضمت إليها “مدرسة المعادن” التي كانت في مصر القديمة.
المرحلة الثانية: كانت منطقة العباسية في الماضي شبه مهجورة وعبارة عن صحراء اسمها الصحراء الريدانية أو صحراء “الحصوة” نسبة للحصى الكتير الموجود بها، وكان يقطنها تجمع بسيط من فرقة من الشيعة الإسماعيلية يطلق عليهم “الفداوية”. وفي الفترة من عام 884-886 هجرية (1479-1481 ميلادية) قام الأمير المملوكي يشبك بن مهدي ببناء قبة فيها وكانت بمثابة استراحة له وللسلطان قايتباي في هذا الوقت، ومازات هذه القبة موجودة حتى الآن ومعروفة باسم “القبة الفداوية”.
وعندما تولى عباس حلمي الأول حكم مصر سنة 1848 قرر تعمير هذه المنطقة وإنشاء ثكنات للجيش المصري فيها ولذلك سميت هذه المنطقة باسم العباسية، نسبة إلى عباس باشا خديوي مصر في ذلك الوقت. ولتشجيع العمران بهذه المنطقة قام عباس باشا بوهب الأراضي لكثير من الباشوات وعلية القوم في العباسية لتشجيع العمران فيها، ومن أشهر الباشاوات الذين أقاموا سرايات وقصور في العباسية كان عبده باشا المعاصر للخديوي إسماعيل. وكانت المنطقة التي أقيم فيها قصر عبده باشا معروفة باسم “مولد النبي” نسبة لاحتفالات المولد النبوي الشريف التي كانت تقام فيها.
في سنة 1868 قرر الخديوي إسماعيل تطوير مدرسة العمليات فأنشأ مدرسة “الفنون والصنائع” في بولاق وكانت على طراز مدرسة الصنائع في فرنسا وهدفها تخريج صناع ومهندسين وفنيين في المجالات المختلفة من صناعة والسكك الحديد وغيرها.
وكان أول ناظر (عميد) لهذه المدرسة هو الفرنسي “جيجون بك” ، وفي عام 1869 انضمت مدرسة التلغراف إلى مدرسة الفنون والصنائع وكانت هذه هي البداية الفعلية لقسم الاتصالات الكهربية.
المرحلة الثالثة : في عام 1908 تولى المهندس الإنجليزي “چون مكنوتن” John McNaughton نظارة الكلية، وتقرر تقسيم المدرسة إلى ثلاثة أقسام رئيسية: قسم الميكانيكا والكهرباء، وقسم المباني والتشييد، وقسم الفنون والصناعات الزخرفية، وأصبحت مدة الدراسة بها 5 سنوات (4 سنوات للدراسة والسنة الأخيرة للتدريب العملي).
واستمر الوضع على هذا الحال حتى عام 1918 حتى تولى “ويليام ستيوارت” William Stewart نظارة الكلية
المرحلة الرابعة: في عام 1918 تقرر فصل قسم “الفنون والصناعات الزخرفية” عن المدرسة ونقله إلى سراي فاضل باشا الدرمللي في منطقة حمزاوي في الأزهر وانتقل بعدها لسراي الأورمان في الجيزة واستقر فيها وتطور حتى صار فيما بعد كلية الفنون التطبيقية، التي انضمت إلى جامعة حلوان في عام 1975.
وفي عام 1932 انتقل قسم “الميكانيكا والكهرباء” وقسم “المباني والتشييد” لسراي (قصر) عبدة باشا في العباسية.
وبذلك أصبح لمدرسة الفنون والصنائع فرعان:
1. فرع “مدرسة الفنون التطبيقية” (الذي به الفنون والصناعات الزخرفية) بسراي الأورمان
2. فرع “مدرسة الهندسة التطبيقية” (الذي فيه الأقسام الهندسية: كهرباء وميكانيكا ومبانى وتشييد) بالعباسية.
المرحلة الخامسة: في عام 1946 صدر قرار وزاري بتحويل مدرسة الهندسة التطبيقية للمعهد العالي للهندسة بالعباسية، واستمر هذا الحال حتى عام 1950 عندما تأسست جامعة “إبراهيم باشا الكبير” وانضم إليها المعهد العالي للهندسة وتحول لكلية الهندسة. وبعد 23 يوليو عام 1952 تقرر تغيير اسم الجامعة من جامعة “ابراهيم باشا” إلى جامعة “هليوبوليس” التي تم تغيير اسمها بعد ذلك إلى جامعة “عين شمس”
وتبلغ مساحة الكلية حالياً 98 ألف متر مربع (أي حوالي 23 فدان) وتعتبر من أكبر كليات الهندسة من حيث المساحة في مصر.
إرسال تعليق