النفسية النرجسية وارتفاع لغة الأنا بقلم نورهان امين

النفسية النرجسية وارتفاع لغة الأنا بقلم نورهان امين



كنا توقفنا الأسبوع الماضي عن اتباع الأساليب القديمة الغير فعالة لإعادة شخص أخر من ضمن توضيح مبادئ استيفن آر كوفي في كتابة الرائع "العادات السبع للناس الأكثر فعالية"في ريادة الأعمال والتغلب على مشاكل الحياة ومسك زمام الأمور في المستقبل...

المشاكل الخارجة تحت نظاق السيطرة

يقول استيفن عنها:
إنك تتحمل مسؤلية تغيير وجهك العابس إلى وجه بشوش وتقبل المشكلات برضا وسلام نفسي والتعلم منها حتى لو لم ترق لك وبهذه الطريقة لا نسمح لتلك المشكلات بالسيطرة علينا

وسواء كانت المشكلة مباشرة أو غير مباشرة أو خارجة عن السيطرة فإننا نملك بين أيدينا الخطوة الأولى التي تساعدنا على وضع الحل فتتغير عاداتنا وتغيير أساليب التأثير التي نتبعها وتغيير نظرتنا للمشكلات الخارجة عن سيطرتنا كلها أمور تقع داخل دائرة تأثيرنا

ومن الملهم أن ندرك أن الاستجابة التي نختارها عند التعامل مع ظرف معين تُحدث تأثيراً قوياً في هذا الظرف فإذا قمنا بتغيير جزء من الوصفة الكيميائية فإننا نغير طبيعة النتائج بالتبعية

وسلوكنا يخضع لسيطرة المبادئ فالعيش في توافق معها يجلب عواقب حميدة أما انتهاكها فيجلب عواقب وخيمة ونحن نتمتع بحرية اختيار استجابتنا لأي موقف ولكن عند قيامنا بذلك فنحن نختار بالتبعية العواقب المرتقبة"عندما نختار أحد أطراف العصا فنحن نختار الطرف الآخر"

ومما لاشك فيه أن كل واحد منا مرت بحياته لحظات اختار فيها أموراً اتضح فيما بعد أنها كانت خاطئة فقد جلبت علينا اختياراتنا عواقب تمنينا فيما بعد لو لم تحدث وإذا خيرنا مرة أخرى لقمنا بالأمر بطريقة مختلفة ونحن نطلق على هذه الخيارات كلمة أخطاء وهي الأمر الثاني الذي يميز تفكيرنا

النرجسية وارتفاع لغة الأنا

الوقوع في الخطأ والاعتراف به على الفور وتصحيحه والتعلم منه واتباع هذه القاعدة حرفياً هو مفتاح التحول من الفشل إلى نجاح وكما يقول تي جي واتسن مؤسس شركة آي بي إم"يقع النجاح على الجانب الأقصى من الفشل

ولكن عند عدم الاعتراف بالخطأ وعدم تصحيحه والتعليم منه هو خطأ من نوع أخر فذلك عادة ما يغرق الشخص في خداع الذات ويقوده إلى طريق التبرير وغالباً يؤدي إلى اختلاق الأعذار (اختلاق أكاذيب)للذات وللآخرين وهذا الخطأ الثاني يعزز الأول حيث لا يعطيه الأهمية المتناسبة مع حجمة مما يتسبب في إلحاق ضرر أعمق بالذات

وأكثر الأمور إيلاماً لنا ليست أخطاءنا أو أخطاء الآخرين وأنما هي استجابتنا لتلك الأمور وإن استجابتنا لأي خطأ تؤثر على جودة اللحظة لذا من المهم أن نعترف على الفور بأخطائنا ونصوبها ومن ثم تفقد تأثيرها على اللحظة التالية ومن ثم نستعيد قوتنا مرة أخري

اكتب تعليق

أحدث أقدم