رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن التطرف من أخطر الامراض التي تفتك بالمجتمعات

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن التطرف من أخطر الامراض التي تفتك بالمجتمعات

بقلم المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف 
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ,
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين .
مما لاشك فيه   أن التطرف من أخطر الأمراض التي تفتك بالمجتمعات، وتقتل روح التسامح بين الناس، وتخلق أنماطاً من العقول المتعصبة الملأى بالكراهية والحقد نحو الآخر، وهو آفة اجتماعية وفكرية وأخلاقية تشير إلى الخروج عن القيم والأفكار والسلوكيات الإيجابية في مجتمع معين، وبالمقابل تبني قيماً ومعايير سلبية دخيلة على المجتمع، وقد يتحول من مجرد أفكار إلى أفعال ظاهرية قد يصل الدفاع عنها إلى حد اللجوء إلى العنف، بغرض فرض المبادئ التي يؤمن بها الفكر المتطرف بقوة على الآخرين، وقد تتفاقم المسألة لدرجة اللجوء العنف .
ومفهوم التطرف بشكل عام فهويعرف لغة : بأنه "مجاوزة حد الاعتدال أو عدم التوسط".
أما اصطلاحاً : فالتطرف هو "الغلو في عقيدة أو فكر أو مذهب أو غيره ".
أما التطرف الفكري فإنه : يمثل حالة من التعصب في الرأي والخروج عن حد الاعتدال في التمسك بتعاليم الدين والمغالاة في تنفيذ أوامر الله ونواهيه، وجمود الشخص على فكره، فلا يعترف بآراء الآخرين ، ويتبع معهم أساليب العنف والإكراه.
التطرف الفكري  :"عبارة عن تبني أفكاراً غير سليمة تولد أقوالاً وأفعالاً ضارة بالنفس وبالآخرين وبالمحيط الذي يعيش فيه الفرد". وهناك من يعرفه بأنه "حالة من الانغلاق الفكري تجعل الفرد على ثقة مطلقة بمعتقداته، وفي ذات الوقت تجعله لا يتقبل آراء الآخرين، فالمتطرف دائماُ يحاول فرض رأيه وأفكاره بالقوة مستخدماً العنف تجاه الآخرين".
وإجرائياُ : يعرف التطرف الفكري بأنه تجاوز حدود الاعتدال والوسطية في الفكر الإنساني الذي قد يترتب عليه سلوكيات ضارة بالفرد والمجتمع في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يعيشها صاحب هذا الفكر المتطرف. 
وللتطرف الفكرى العديد من المظاهر منها على سبيل المثال لا الحصر التالي:
 - سوء الفهم والتفسير للأمور الدينية والتعصب للرأي وعدم تقبل الرأي الآخر والاعتراف به، وخاصة في الأمور الاجتهادية والتي يعتبرها المتطرف لسوء فهمه مسلمات ليس فيها إلا رأي واحد، وهو قوله ورأيه ويرى نفسه هو وحده على حق وما عداه على الضلال.
- التعصب للرأي تعصباً لا يعترف معه للأخرين بحقهم في الاختلاف وإبداء الرأي، حيث يجيز لنفسه أن يجتهد في أعقد المسائل وأعمق القضايا ويفتي فيها وفق ما يتوصل إليه من رأي، سواء وافق أو خالف الآخرين .
 - تكفير الآخرين وهو من أخطر مظاهر التطرف ، حيث إن أصحاب هذا الفكر يضللون الناس باسم الدين، ويكفرونهم ويستبيحون دمائهم وأموالهم.
-  رفض الحوار وعدم تقبل رأي الآخر، والتعامل بالأسلوب الحاد والخشن والعنيف مع الآخرين في المواقف الحوارية والنقاشية.
- سوء الظن بالأخرين فضلا عن النظرة التشاؤمية التي يتبناها المتطرفين، وهي من أهم سماتهم، فهم لا يروا الأعمال الحسنة لغيرهم، ويقومون بتضخم سيئات وأخطاء الآخرين بهدف توجيه الاتهام والإدانة.
- ومن مظاهر التطرف الواضحة في الآونة الاخيرة ، توجهات المتطرفين نحو العزلة عن المجتمع ، أي تكوين مجتمع خاص منفصل عن المجتمع الأم بهدف تطبق أفكارهم ومعتقداتهم الخاصة .
-  كذلك من مظاهر التطرف لدى الجماعات المتطرفة أنها تحاول فرض معتقداتها على أفراد المجتمع مدعية أنها وصيه على الدين وحريصة على تطبق شرائعه ،وتعد هذه الحالة من أسواء أنواع التطرف التي سيطرت على المجتمعات في الآونة الأخيرة ومارست العنف والتخريب باسم حماية الدين من خلال تكفير وإطلاق فتاوي التكفير وإهدار الدماء.
 أثار التطرف الفكرى على الفرد والمجتمع!! 
 يمكن تلخيص هذه الاثار فيما يلى :التطرف دائماً يرتبط بالتعصب الأعمى والعنف، الذي يؤدي لمزيد من الصراعات المدمرة التي تفكك بناء المجتمع، وتساهم في مزيد من التدهور الثقافي والفكري والعلمي، لأنه قتل لقدرات الإنسان باعتباره كائناً مبدعاً.
-  يمثل التطرف دائماً حنيناً إلى الماضي والعودة إلى الوراء، أي أنه يكون دائماً ذا منحى رجعي ، وبالتالي فإنه يجر العلاقات الاجتماعية والتفاعلات الإنسانية إلى أوضاع بالية وقديمة لا تلائم تقدم العصر.
-  يساهم التطرف الديني فى تدهور وتراجع أي عملية تنموية، ذلك أن أهم عناصر التنمية هو الإنسان ، والإنسان هو العامل الأساسي في إحداث التنمية.
ويمكن القول بعد ذكر ما سبق: أن التطرف الفكرى يمكن أن يؤدي إلى دمار المجتمع بأكمله وتفكيكه وخلخله نسيجه لاجتماعي وتماسكه وضعف علاقاته وتفاعلاته الاجتماعية، والتي تتمثل بانتشار الأفكار الرجعية والمتخلفة وعدم تقبل الآخر، وتفكك المجتمع وعدم ترابطه، وعجزه عن التفكير في حلول مشكلاته، وعن تطوير ذاته ويصبح مجتمعاً تابعاً ويفقد استقلاليته ومقدرته على تحديد مصيره ومستقبله، وهذه كله من خلال استنزاف الطاقات البشرية بمزيد من الصراعات والعنف الذي يؤدي لعدم تكامل المجتمع.
والواقع أن العلاج لظاهرة التطرف الفكرى
علينا أن نعمل بخطوات مدروسة وبناءة لحماية المجتمع من التطرف الفكرى من خلال ما يلى :
 - ضرورة تعزيز قيم التسامح ونشرها فهي أساس للاستقرار والسلم المجتمعى، والعمل على تحقيق مصلحة المجتمع وتقديمها على أى مصلحة خاصة .
-  تطوير سياسات التعليم والمناهج التربوية ليكون لها دور في تعزيز القيم الإيجابية وثقافة التسامح والتراحم ونبذ التطرف والعنف والعصبية.
-  العمل على ضبط الخطاب الديني والتوفيق فيما بين المؤسسات الدينية وتوجيهها نحو خطاب ديني معتدل وواضح ينبذ العنف والتطرف وينمي قيم التآلف والتعاون والقيم والاخلاق الحميدة.
- ضرورة تكاتف الإعلاميين والمثقفين والجامعات لتبني خطاب تنويري تثقيفي يساهم في تنمية أفكار المجتمع ووعيه.
- إعادة صياغة البرامج التعليمية والثقافية الشبابية بحيث يكون الهدف منها التركيز على ثقافة التعايش السلمي بين كل أفراد المجتمع 
- تلقى العلم من أهله ، فمن أراد أن يحصل على العلم الصحيح عليه أن يستقيه من أهله ، كما كما أخبرنا المولى سبحانه وتعالى فى قوله " فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ، وقو النبى صلى الله عليه وسلم " إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ،فما علمتم منه فقولوه ،وما جهلتم فردوه إلى عالمه "

اكتب تعليق

أحدث أقدم