رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن يغتنم المسلم العشر الأواخر من رمضان

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن يغتنم المسلم العشر الأواخر من رمضان



بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن الله سبحانه وتعالى أعطى فرصة للمؤمن أن يعوض ما فاته من شهر رمضان الكريم، فمن فاته شيئا من العبادات أو قصر فيها يعطيه الله فرصة في العشر الأواخر من الشهر لكي يقوم بمراجعة ما مر عليه، فتعد هذه الأيام بمثابة أيام المراجعات للمسلم تماما كما يفعل الطالب قبل الامتحان، فإن فاتته المذاكرة من بداية العام الدراسي يمكنه أن ينقذ نفسه ويراجع المقرر قبيل الامتحان بأيام فينشط ذهنه ويُحصّل الدرجات المرجوة، وكذلك على المسلم في العشر الأواخر من رمضان أن يعيد النظر فيما فاته من تقصير خلال هذا الشهر الكريم خاصة وأن الله عز وجل يفتح في هذه الأيام أبواب الرحمة والمغفرة.
الاعتكاف والتقرب إلى الله
تبدأ العشر الأواخر من رمضان بالاعتكاف والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وهو سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى المسلم أن يأمر أهله بالقيام والذكر وتلاوة القرآن تماما كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم فكان إذَا دَخَلَ العَشْرُ الأواخر من رمضان شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ.
حسن الظن بالله وعفوه ومغفرته
و أنه على المسلم أن يكثر من الدعاء فآية الدعاء وضعت بين آيات الصيام لتبشر المؤمن أنه إذا ما قال يارب قال الله عز وجل لبيت وهذا ظننا بالله عز وجل الذي قال في سورة البقرة:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
استجابة الدعاء
فمن الهدايات التي تُؤخذ من هذه الآية أن آية الدعاء جاءت في وسط آيات الصيام، فبعدها حديث عن الصيام، وقبلها حديث عن الصوم، فهذا يدل - والله تعالى أعلم- كما ذكر جمع من أهل العلم بأن الدعاء في رمضان له مزية، وأن الدعاء مع الصيام له مزية؛ ولهذا قال النبي ﷺ: للصائم دعوة مُستجابة، ولاحظ دعوة هنا نكرة في سياق الإثبات، والنكرة في سياق الإثبات بمعنى المُطلق، يعني غير مُحددة بوقت معين، فطالما أنه صائم فمنذ أن يُمسك إلى أن يُفطر له دعوة مستجابة.
الدعاء في العشر الأواخر من رمضان
فالدعاء -كما هو معلوم- له أحوال يُستجاب بها كالصوم، وله أوقات كالأسحار، وبين الأذان والإقامة، وله أيضًا مواضع وأماكن حري أن يُستجاب للدعاء فيها، كما لا يخفى، فهنا دلت هذه الآية على أن رمضان له ميزة، فالآيات تتحدث عن رمضان وعن الصيام، وكذلك الصوم ولو كان في غير رمضان ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر أي أنه في أي وقت دعا في أول النهار، أو في وسطه، أو في آخره، لكن بالحديث: وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه، هذه فرحة وليست دعوة.
كيف تنال الرحمة والبركات في رمضان
والواقع أن هناك فرصة أيضًا قد يتحرى فيها الإنسان أن ينال الرحمات والبركات وهي ليلة القدر الموجودة في العشر الأواخر من رمضان وهذه الليلة خير من ألف شهر بين فضلها وعظمها وكثرة ما يقع فيها من الفضائل ففيها يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر.
مبشرات في العشر الأواخر من رمضان
ومن المبشرات في العشر الأواخر كثرة العتق من النيران فكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بالعتق من النار كما أن من نفحات شهر رمضان كما جاء فى حديث مشهور عندما اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بصحابته في آخر يوم من شعبان وقال لهم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا، مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يُزَادُ فِى رِزْقِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ لَهُ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مثل أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ؟ قَالَ: «يُعْطِى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى مَذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِمًا سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، مَنْ خَفَّفَ فِيهِ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ، وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَانِ لا غِنَاءَ بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَتَسْتَغْفِرُونَهُ، وَأَمَّا اللَّتَانِ لا غِنَاءَ بِكُمْ عَنْهُمَا، فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ».
دعاء ليلة القدر
فكل منا يُقبل إلى الله ويتضرع إليه سبحانه وتعالى ويدعوه "اللهم اعتق رقابنا ورقاب والدينا من النار" وأيضًا من الدعاء أن سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَت: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ، تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي".
العفو
والعفو من الله عز وجل في الدنيا والآخرة هو من خير الجوائز التي يفوز بها العبد من الله تعالى ويكفي أن شهر رمضان قُسِّم إلى ثلاثة أقسام فنجد أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النيران.
الجائزة الكبرى في رمضان
ومن الأمور الواجب على المؤمن فعلها في العشر الأواخر من شهر رمضان الإسراع بالصدقات للفقراء والمساكين لأنها فرض وعلينا أن نغتنم العشر الأواخر بأن نقوم بمراجعات عامة على مقرراتنا التي قررت من رب العالمين ودرسها لنا الرسول الكريم وسنرى الفوز في آخر يوم رمضان كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن آخر يوم رمضان تكون الجائزة الكبرى

اكتب تعليق

أحدث أقدم