المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس)
مما لاشك فيه أنه لما ولدت السيدة آمنة محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أرضعته سبعة أيام, ثم أرضعته ثويبة الأسلمية مولاة أبي لهب أياما, وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح.
وثويبة أرضعت عم النبي حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه, وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلها وهي بمكة, وكانت خديجة تكرمها, وقيل: إن خديجة سألت أبا لهب في أن تبتاعها منه لتعتقها فلم يفعل, فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة أعتقها أبو لهب, وقيل: أعتقها حين بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ورأى أبا لهب بعض أهله في النوم في شر حال, فقال: ما لقيت بعدكم راحة, إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم اثنين. ولم نذق بعدكم رخاء غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة, وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد يوم الاثنين, وكانت ثويبة قد بشرته بمولده, قالت له: أشعرت أن آمنة ولدت غلاما لأخيك عبد الله؟ فقال لها: اذهبي, فأنت حرة. فنفعه ذلك (الروض الأنف للسهيلي) أي: فنفعه فرحه بمولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الإمام ابن الجزري شيخ قراء عصره: (فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار لفرحه ليلة مولد محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما حال المسلم الموحد من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ببشره بمولده وبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنة النعيم. (سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي).
وفي هذا المعنى يقول الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين الدمشقي:
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه.. وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتي أنه في يوم الاثنين دائما..يخفف عنه بالسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي كان عمره.. بأحمد مسرورا ومات موحدا
وبعد الهجرة كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعث إلى ثويبة من المدينة بكسوة وحلة حتى ماتت بعد فتح خيبر, فبلغت وفاتها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأل عن ابنها مسروح, فقيل: مات. فسأل عن قرابتها فقيل: لم يبق منهم أحد.
ثم أرضعته صلى الله عليه وآله وسلم أم كبشة حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله بن الحارث السعدية, وهي التي أرضعته حتى أكملت رضاعه, ورأت لنبوته وسيادته براهين وآيات, أرضعته بلبن ابنها عبد الله أخي أنيسة وجدامة وهي الشيماء أولاد الحارث بن عبد العزي بن رفاعة السعدي, وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب, وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ثم أسلم عام الفتح وحسن إسلامه, وكان عمه حمزة مسترضعا في بني سعد بن بكر فأرضعت أمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جهتين, من جهة ثويبة ومن جهة السعدية..
إرسال تعليق