رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مكانة ومنزلةُ مصرَ في القرآنِ والسنةِ

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن مكانة ومنزلةُ مصرَ في القرآنِ والسنةِ



بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن مصرَ لها مكانةٌ عظيمةٌ في الإسلامِ، ولمنزلةِ مصرَ ومكانتِهَا ذُكرَتْ في القرآنِ خمسُ مراتٍ صراحةً، قال تعالى: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ}[البقرة:61]، وقال: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}. [يونس:87]، وقال جلَّ شأنهُ: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا}. [يوسف:21]، وقال جلَّ وعلَا: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللهُ آمِنِينَ}. [يوسف: 99]، وقال سبحانَهُ وتعالى: {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ}. [الزخرف: 51].
وقد أشارَ القرآنُ ضمنًا إلى مصرَ في كثيرٍ مِن الآياتِ، منها قولُهُ تعالَى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ}. [يونس: 93] المقصودُ هنَا مصر، وقولُهُ عزَّ وجلَّ: {وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50]. قال ابنُ عباسٍ وسعيدُ بنُ المسيبِ ووهبُ بنُ منبه وغيرُهُم: هي مصرُ، وقولُهُ تعالَى: {فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}. [الشعراء: 57-58]. وقولُهُ تعالَى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}. [الأعراف: 137]. يعني مصر، وقولُهُ تعالَى: {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ}. [الدخان: 25-26] . يعني قوم فرعونَ الذين سكنوا مصرَ ثم تركوهَا بعدَ هلاكِهِم.
كما ذُكرَتْ سيناءُ في القرآنِ الكريمِ مرتينِ: الأولَى في قولهِ تعالى: {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ}. [المؤمنون:20]. والثانيةُ في قولهِ تعالَى: { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ }.[التين:1 ، 2 ].
ولمكانةِ مصرَ الكبيرةِ تواترتْ الأحاديثُ النبويةُ الشريفةُ التي تتحدثُ عن مصرَ، فقد أوصَى بهَا الرسولُ ﷺ، فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا أَوْ قَالَ: ذِمَّةً وَصِهْرًا».(مسلم).
فالرحمُ هي أمُّنَا هاجرُ زوجةُ أبي الأنبياءِ إبراهيمَ عليه السلامُ، وأمُّ أبِينَا إسماعيلَ عليه السلامُ، أمَّا الصهرُ فهي السيدةُ “ماريةُ القبطيةُ” التي تزوجَهَا رسولُ اللهِ ﷺ، وأنجبتْ لهُ ابنَهُ إبراهيمَ الذي سمَّاهُ على اسمِ أبي الأنبياءِ الخليلِ إبراهيم، كي يعلمَنَا رسولُنَا الكريمُ مدى احترامِ الإسلامِ لشتّى الدياناتِ وسائرِ الأنبياءِ.
كمَا كرَّرَ الرسولُ ﷺ وصايتَهُ بقبطِ مصرَ في قولِهِ: ” إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ ، جُعْدٌ رُءُوسُهُمْ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ “. (صحيح ابن حبان وصححه شعيب الأرنؤوط). يعني قبط مصر، وقال أيضًا: «اللهَ اللهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللهِ».( الطبراني وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح).
وهكذا حظيتْ مصرُنَا الحبيبةُ بمكانةٍ كبيرةٍ ومنزلةٍ عظيمةٍ كما جاءَ في القرآنِ والسنةِ.
” قال الكنديُّ رحمَهُ اللهُ: لا يُعلَمُ بلدٌ في أقطارِ الأرضِ أثنَى اللهُ عليهِ في القرآنِ بمثلِ هذا الثناءِ، ولا وصفَهُ بمثلِ هذا الوصفِ، ولا شهدَ لهُ بالكرمِ غيرَ مصر. وفضَّلَ اللهُ مصرَ على سائرِ البلدانِ، كمَا فَضَّلَ بعضَ الناسِ على بعضٍ والأيامَ والليالِي بعضهَا على بعضٍ، والفضلُ على ضربين: في دينٍ أو دُنيا، أو فيهمَا جميعًا”.( حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة- جلال الدين السيوطي).
ثانيًا: مصرُ منبعُ الحضاراتِ الإنسانيةِ
إنَّ مصرَنَا الحبيبةَ تميزتْ بأنَّهَا مهبطُ ومنبعُ الحضاراتِ في جميعِ مجالاتِ الحياةِ.
ففي مجالِ الخيراتِ والبركاتِ والأرزاقِ نجدُ أنَّ مصرَ لها يدٌ على جميعِ البلدانِ، وهذه حقيقةٌ ذكرَهَا القرآنُ الكريمُ في قولِهِ تعالَى: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ}[البقرة:61].
” روى أبو بصرةَ الغفارِي قال: مصرُ خزانةُ الأرضِ كلِّهَا، وسلطانُهَا سلطانُ الأرضِ كلِّهَا، قال اللهُ تعالى على لسانِ يوسفَ عليه السلامُ: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}. (يوسف: 55)، ولم تكنْ تلك الخزائنُ بغيرِ مصرَ، فأغاثَ اللهُ بمصرَ وخزائِنِهَا كلَّ حاضرٍ وبادٍ مِن جميعِ الأرضِ.
وعن عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاص قال: مَن أرادَ أنْ ينظرَ إلى الفردوسِ فلينظرْ إلى أرضِ مصرَ حين تخضرُّ زروعُهَا، ويزهرُ ربيعُهَا، وتكسَى بالنوارِ أشجارُهَا وتغنِّى أطيارُهَا”. ( فضائل مصر المحروسة- ابن الكندي ).
ويقولُ سعيدُ بنُ هلال:” إنَّ مصرَ أمُّ البلادِ وغوثُ العبادِ، إنَّ مصرَ مصورةٌ في كتبِ الأوائلِ وقد مدتْ إليهَا سائرُ المدنِ يدَهَا تستطعمُهَا وذلك لأنَّ خيراتُهَا كانتْ تفيضُ على تلك البلدانِ”.(فضائل مصر المحروسة لابن الكندي).
ويقولُ الجاحظُ: ” إنَّ أهلَ مصرَ يستغنونَ بمَا فيهَا مِن خيراتٍ عن كلِّ بلدٍ، حتى لو ضربً بينهَا وبينَ بلادِ الدنيَا بسورٍ ما ضرَّهُم ” . ( حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة- جلال الدين السيوطي).
وفي مجالِ القرآنِ وتجويدهِ والقراءاتِ وأعلَى الأسانيدِ عليكَ بمصرَ، يقولُ أحدُهُم: القرآنُ نزلَ بمكةَ وقرئَ بمصرَ.
وفي مجالِ الأخلاقِ، تجد أنَّ أهلَ مصرَ هُم مِن ألينِ الناسِ تعامُلًا وأحسنِهم أخلاقًا وأدبًا، قال تاجُ الدينِ الفزارِي: “مَن أقامَ في مصرَ سنةً واحدةً وجدَ في أخلاقهِ رقةً وحسنًا”.(حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة-السيوطي).
وفي مجالِ التاريخِ نجدُ في مصرَ مشاهدَ تاريخيةٍ تفيضُ بالذكرياتِ الغاليةِ، مثلَ نهرِ النيلِ المباركِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ، وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ». (مسلم).
وفيها طورُ سيناء الذي كلَّمَ اللهُ فيهِ موسَى تكليمًا، فمصرُ على أرضِهَا وُلِدَ موسَى وهارونُ عليهما السلامُ، وعاشَ على أرضِهَا إبراهيمُ وتزوجَ منها، ودخلَهَا نبيُّ اللهِ يعقوبُ عليه السلامُ وأولادُهُ الأحدَ عشرَ وسبقَهُم إليهَا نبيُّ اللهِ يوسفُ عليه السلامُ، وقَدَمَ إليهَا نبيُّ اللهِ عيسَى ابنُ مريمَ عليه السلامُ.
وهناكَ آثارٌ ومشاهدُ تاريخيةٌ عظيمةٌ: كالجامعِ الأزهرِ وأهراماتِ الجيزةِ وبرجِ القاهرةِ وقلعةِ محمد علِى ومنارةِ ومكتبةِ الإسكندريةِ وغيرِهَا .
وفي مجالِ العلومِ والفونِ، نجدُ أنَّ البعثاتِ المصريةَ الموفدةَ سفراءٌ إلى دولِ العالمِ في جميعِ التخصصاتِ، في الطبِّ، وفي الذرةِ، وفي الهندسةِ، وفي الصيدلةِ، وفي الدعوةِ، وفي الأدبِ، وفي غيرِ ذلك مِن المجالاتِ.
فضلًا عن الوفودِ العربيةِ وغيرِ العربيةِ التي تفدُ إلى مصرَ لتنهلَ مِن علومِهَا في جميعِ هذه المجالاتِ، كما هو مشاهدٌ ومعاصرٌ في جميعِ الجامعاتِ المصريةِ عامةً، وجامعةِ الأزهرِ الشريفِ خاصةً.
وهكذا كمَا ذكرَ الكُتَّابُ والمؤرخون والمؤلفون، كان لمصرَ دورٌ بارزٌ في بناءِ الحضاراتِ الإنسانيةِ بجميعِ مجالاتِهَا المختلفةِ، والتي تشعُّ بنورِهَا على العالمين، وما أجملَ قولُ الشاعرِ:
قَارَنْتُ مِصْـــرَ بِغَيْــرِهَا , فَتَدَلَّلَــتْ *** وَعَجِـــزْتُ أَنْ أَحْظَىَ لَهَـــا بِمَثِيْــــلِ
هَــذِيْ الْحَضَارَةُ مُعْجِزَاتٌ فيِ الـوَرَىَ *** عَقـــــِمَ الـــزَّمَانُ بِمِثْلِــــهَا كَبَـــدِيْلِ
رَفَـــــعَ الإِلَــــهُ مَقَامَهــَا , وَأَجَــــــلَّهُ *** فِيْ الذِّكْـــرِ , وَالتَّـوْرَاةِ , وَالإِنْجِيْـلِ
ويقول أيضًا الشاعرُ المصريُّ فاروق جويدة:
فيا مِصرُ صَبرًا على مَا رأيتِ *** جفاءَ الرفاق لشعبٍ أمين
سَيبقى نَشيدُكِ رَغمَ الجِراحِ *** يُضيءُ الطَريقَ على الحَائرين
سَيبقى عَبيرُكِ بَيتَ الغَريبِ *** وسَيفَ الضَعيفِ وحُلمُ الحَزين
سَيبقى شَبابكِ رَغمَ اللَّيالي *** ضِياءً يَشعُ على العَالمين
فهيا اخلعِي عنكِ ثَوبَ الهُمومِ *** غَداً سوفَ يَأتي بِما تَحلمين
ثالثًا: مصرُ محفوظةٌ بحفظِ اللهِ
إنَّ مصرَ دائمًا محفوظةٌ بحفظِ اللهِ لهَا، فاللهُ حاميهَا رغمَ طمعِ الطامعين وحقدِ الحاقدين ومكرِ الماكرين، وقد تعددتْ الشواهدُ والآثارُ التي تُثبتُ ذلك وتؤكدهُ،” فعن كعبِ الأحبارِ قال: مكتوبٌ في التوراةِ: مصرُ خزائنُ الأرضِ كلِّهَا، فمَن أرادَ بهَا سوءًا قصمَهُ اللهُ، ولولا رغبتِي في بيتِ المقدسِ ما سكنتُ إلَّا مصر. قِيلَ: ولِمَ؟ قال: لأنَّها بلدةُ معافاةِ مِن الفتنِ، ومَن أرادَهَا بسوءٍ كبَّهُ اللهُ على وجههِ، وهو بلدٌ مبارَكٌ لأهلِهِ فيهِ. وروى عن شفي الأصبحِي أنَّه قال: مصرُ بلدةُ معافاةٍ مِن الفتنِ، لا يريدُهُم أحدٌ بسوءٍ إلّا صرعَهُ اللهُ، ولا يريدُ أحدٌ هلاكَهُم إلّا أهلَكَهُ اللهُ “.( حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة- جلال الدين السيوطي).
وهذا نبيُّ اللهِ نوحٌ عليهِ السلامُ يدعُو لمصرَ بالأمنِ والأمانِ والبركاتِ والخيراتِ. ” فعن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ أنَّه قالَ: دعا نوحٌ عليه السلامُ ربَّهُ، لولدهِ وولدِ ولدهِ: مصر بنِ بيصر بنِ حام بنِ نوح، وبه سُميَّت مصرُ، وهو أبو القبطِ، فقال: اللهُمَّ باركْ فيهِ وفي ذريتهِ، وأسكنْهُ الأرضَ المباركةَ التي هي أمُّ البلادِ وغوثُ العبادِ، ونهرُهَا أفضلُ أنهارِ الدنيا، واجعلْ فيها أفضلَ البركاتِ، وسخرْ له ولولدهِ الروضَ، وذللهَا لهم، وقوهِم عليهَا.” ( فضائل مصر المحروسة- ابن الكندي ).
إنَّ مصرنَا الحبيبةَ محفوظةٌ ومحميةٌ، وستظلُّ إنْ شاءَ اللهُ منبعَ العبادةِ والقرآنِ والابتهالاتِ والدعاءِ والتضرعِ إلى اللهِ حتى قيامِ الساعةِ، ورحمَ اللهُ الدكتور مصطفى محمود حيثُ يقولُ في كتابهِ المؤامرة الكُبرى: “ ستظلُّ مصرُ محفوظةٌ ومحروسةٌ تحتَ ظلِّ العرشِ .. وستظلُّ خيمةَ عبادة .. حتى يأذن اللهُ للدنيَا بانتهاء. ”.
حقًا ، ستظلُّ مصرُ دائمًا محفوظةً بحفظِ اللهِ الجميل، رغمَ طمعِ الطامعين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الماكرين، وهذا وعدٌ مِن اللهٍ تعالًى لأهلِ مصرَ كما جاء في القرآنِ الكريمِ، وإذا كان اللهُ تعالى قال في شأنِ المسجدِ الحرامِ: { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ }.[الْفَتْحِ: 27]، فإنَّهُ سبحانَهُ وتعالى قال في شأنِ مصرَ: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ}، يقولُ الإمامُ الرازي رحمَهُ اللهُ: “مَعْنَى قَوْلِهِ: آمِنِينَ يَعْنِي عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَهْلِيكُمْ لَا تَخَافُونَ أَحَدًا، وَكَانُوا فِيمَا سَلَفَ يَخَافُونَ مُلُوكَ مِصْرَ وَقِيلَ: آمِنِينَ مِنَ الْقَحْطِ وَالشِّدَّةِ وَالْفَاقَةِ”.(مفاتيح الغيب).
فمصرُ أمانٌ على النفسِ والمالِ، أمانٌ على الأهلِ، أمانٌ مِن القحطِ والشدةِ والفاقةِ. وصدقَ الشاعرُ حيثُ يقولُ:
هَــــذِيْ عِنَــــايَةُ قَــــادِرٍ خُصَّــتْ بِهَا *** مِصْـــرٌ , لِتَبْقَىَ مَوْضِــــعَ التَّفْضِــــيْلِ
بُوْرِكْتِ مِصْــرُ , فَــــلاَ أَرَانِيَ بَالِـغـــا *** حَــقَّ الْمَدِيْحِ , وَإِنْ جَهَـدْتُ سَبِيْــلِي
يَا مِصْــرُ : يَرْعَاكِ الإِلَــهُ كَمَا رَعَـىَ *** تَنْزِيْلـــــَهُ مِنْ عَــــــابِـثٍ وَدَخِيْـــــلِ
مِصرُ الكنانةُ ما هانتْ على أحدٍ *** الله يحرُسُها عطفاً ويرعَاها
ندعوك يا رب أن تحمي مرابعها *** فالشمس عين لها والليل نجوَاها
نسألُ اللهَ أنْ يمنَّ على مصرِنَا بالخيراتِ والبركاتِ، وأنْ يديمَ علينَا نعمةَ الأمنِ والأمانِ والاستقرارِ، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ ؛

اكتب تعليق

أحدث أقدم