رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الشرطة في الميزان

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الشرطة في الميزان




بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمودعبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بمملكة كمبوديا
مما لاشك فيه أن الشرطة المصرية .. مؤسسة وطنية عريقة فهي من الشعب وملك الشعب ، وفي خدمة الشعب وأمنه، فرجال الشرطة هم أبناء كل المصريين، لهم سجل مشرف في كل الأوقات، قدموا من بينهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ، وهم يتصدون لقوى الإرهاب والشر والتطرف، دفاعًا عن أمن واستقرار مصر وحماية لجبهتها الداخلية .. ومازالت الشرطة المصرية تقدم التضحيات كل يوم وتضرب أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن بعزيمة لاتلين أو تنكسر ويبذل رجالها أرواحهم من أجل مصر وشعبها العظيم.
وفى الخامس والعشرين من يناير 2019 يتم الاحتفال بعيد الشرطة الـ 67 ، وهى ذكرى الملحمة الشجاعة لرجال الشرطة فى معركة الاسماعيلية عام 1952 والذين قال عنهم الرئيس عبدالفتاح السيسى أنهم رجال صدقوا الوعد ، وبذلوا كل غال ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريماً أبياً مرفوع الرأس ، رجال رفضوا الاستسلام ، وآثروا المقاومة والاستشهاد بشرف وبسالة، ضاربين المثل لمن أتى بعدهم من أجيال، ومؤكدين أن مصر الحرة الكريمة تستحق كل التضحية وكل الفداء.
ويواصل رجال الشرطة أداءهم لواجبهم بتوفير الأمن والأمان للمواطنين فى كافة ربوع البلاد، فلا يمكن أن تستقيم الأمور سوى بجهاز شرطة قوى وأمين على هذا الشعب، فمصر دعامة رئيسية للاستقرار والأمن فى منطقة الشرق الأوسط.
واجبات ومسئوليات جهاز الشرطة :
أن مصر دولة مؤسسات، ويجب الحفاظ على هذه المؤسسات، “ودائماً أقول أن جميع التحديات يمكن التغلب عليها مادام الشعب متمسكاً بوحدته ، فجميع ما يتم توجيهه ضدنا يهدف لخلق انقسام بين أطياف الشعب ، بين الشرطة والشعب أو بين الجيش والشعب ، ونحن يجب علينا احترام كل مؤسسات الدولة والحفاظ عليها، الجيش والشرطة والقضاء والبرلمان والدستور كلها مؤسسات يجب احترامها، لإن هذه هى ضمانة الحفاظ على الدولة المصرية، وأ ” .
وتنص المادة 206 من الدستور على " أن الشرطة هيئة مدنية نظامية ، فى خدمة الشعب، وولاؤها له، وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن، وتسهر على حفظ النظام العام ، والآداب العامة ، وتلتزم بما يفرضه عليها الدستور والقانون من واجبات، واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ، وتكفل الدولة أداء أعضاء هيئة الشرطة لواجباتهم ، وينظم القانون الضمانات الكفيلة بذلك".
معركة الكبرياء الوطنى .. معركة الاسماعيلية 1952
كانت منطقة القناة تحت سيطرة القوات البريطانية بمقتضى اتفاقيه 1936، والتي نصت أن تنسحب القوات البريطانية إلى محافظات القناة فقط دون أي شبر في القطر المصري، فلجأ المصريون إلى تنفيذ هجمات فدائية ضد القوات البريطانية داخل منطقه القناة كبدتها خسائر بشرية ومادية ومعنوية فادحة؛ وكان الفدائيون ينسقون مع رجال الشرطة لشن هجمات فعالة وقاسمة ضد القوات البريطانية، وهو ما فطن له البريطانيون ؛ حيث قاموا بترحيل المصريين الذين كانوا يسكنون الحي البلدي في الإسماعيلية، بينما كانوا هم يسكنون الحي الأفرنجي، وذلك للحد من عملياتهم البطولية ضد قواتهم ، ولكن ذلك لم يؤثر على الفدائيين ، وزادت هجماتهم شراسة، وذلك بالتنسيق مع قوات الشرطة المصرية.
وعندما فطنت القوات البريطانية بأن رجال الشرطة يساعدون الفدائيين، قررت إبعاد كافة أفراد الشرطة المصرية من مدن القناة، على أن يكون ذلك فى فجر يوم 25 يناير 1952، وفوجىء رجال الشرطة بعد وصولهم إلى مقر عملهم في مبنى محافظة الاسماعيلية، بقوات الاحتلال البريطاني تطالب اليوزباشي مصطفى رفعت قائد بلوكات النظام المتواجدة بمبنى محافظة الإسماعيلية ، بإخلاء مبنى المحافظة خلال 5 دقائق ، وترك أسلحتهم بداخل المبنى ، وحذروهم بمهاجمة المبنى في حالة عدم استجابتهم للتعليمات .
رفض اليوزباشي مصطفى رفعت الانسحاب وترك مبنى المحافظة ، وقال لقائد قوات الاحتلال "إكس هام" (إذا أنت لم تأخذ قواتك من حول المبنى.. سأبدأ أنا الضرب ، لأن تلك أرضى ، وإنت الذي يجب أن ترحل منها ليس أنا.. وإذا أردتوا المبنى فلن تدخلوه إلا ونحن جثثا"، ثم تركه ودخل مبنى المحافظة وتحدث إلى جنوده وزميله اليوزباشي عبدالمسيح، وقال لهم مادار بينه وبين "إكس هام"، فما كان منهم إلا أن أيدوا قراره بعدم اخلاء المبنى، وقرروا مواجهة قوات الاحتلال على الرغم من عدم التكافؤ الواضح فى التسليح ؛ حيث كانت قوات الاحتلال تحاصر المبنى بالدبابات والأسلحة المتطورة بينما لا يملك رجال الشرطة سوى بنادق قديمة الطراز.
وبدأت المعركة من خلال قيام القوات البريطانية باطلاق قذيفة دبابة أدت الى تدمير غرفة الاتصال "السويتش" بالمبنى ، وأسفر ذلك عن استشهاد عامل التليفون ، لتبدأ المعركة بقوة ، والتي شهدت في بدايتها إصابة العشرات من رجال الشرطة واستشهاد آخرين ، فخرج اليوزباشي مصطفى رفعت قائد قوة بلوكات النظام المتواجدة داخل مبنى المحافظة إلى ضابط الاحتلال البريطاني في مشهد يعكس مدى جسارة وشجاعة رجل الشرطة المصري، فتوقفت الاشتباكات ظناً من قوات الاحتلال بأن رجال الشرطة سيستسلمون ، ولكنهم فوجئوا بأن اليوزباشى مصطفى رفعت يطلب الإتيان بسيارات الإسعاف لعلاج المصابين وإخلائهم قبل استكمال المعركة، ولكنهم رفضوا واشترطوا خروج الجميع أولا والاستسلام ، وهو ما رفضه اليوزباشي مصطفى رفعت وعاد إلى جنوده لاستكمال معركة الشرف والكرامة ، والتي لم يغب عنها أيضا أهالي الإسماعيلية الشرفاء ، حيث كانوا يتسللون إلى مبنى المحافظة لتوفير الغذاء والذخيرة والسلاح ، رغم حصار دبابات الاحتلال للمبنى .
ومع استمرار الاشتباكات ، بدأت الذخيرة في النفاذ من رجال الشرطة المصرية، ولكنهم رفضوا أيضا مجرد فكرة الاستسلام ، فقرأوا جميعا فاتحة كتاب الله والشهادتين ، وقرروا القتال حتى آخر طلقة، وقرر اليوزباشى مصطفى رفعت الخروج من المبنى لمواجهة قائد قوات الاحتلال (إكس هام) أملا منه فى أن يؤدى ذلك الى فك الحصار وانقاذ زملائه، وعندما خرج توقف الضرب وفوجىء بضابط آخر أعلى رتبة من (إكس هام)، وبمجرد أن رأى هذا الضابط اليوزباشى مصطفى رفعت ، أدى له التحية العسكرية، فما كان من اليوزباشى رفعت إلا أن بادله التحية، وتبين بعد ذلك أن ذلك الضابط هو الجنرال ماتيوس قائد قوات الاحتلال البريطانى في منطقة القناة، وتحدث الجنرال ماتيوس إلى اليوزباشي مصطفى رفعت، وقال له بأنهم فعلوا ما عليهم بل أكثر ، وانهم وقفوا ودافعوا عن مبنى المحافظة ببطولة لم تحدث من قبل، وأنهم أظهروا مهارة غير عادية باستخدامهم البنادق التي معهم ووقوفهم بها أمام دبابات وأسلحة الجيش البريطاني المتعددة ، وأنه لا مفر من وقف المعركة بشرف، فوافق اليوزباشي مصطفى رفعت على ذلك مع الموافقة على شروطه ، وهي أن يتم نقل المصابين والإتيان بالإسعاف لهم، وأن الجنود حين يخرجون من المبنى لن يرفعوا ايديهم على رؤوسهم وانما ستخرج بشكل عسكري يليق بها ، فوافق الجنرال ماتيوس على تلك الشروط ، وخرجت قوات الشرطة بشكل يليق بها ، لقد أسفرت تلك الملحمة التاريخية للشرطة المصرية التى لم ولن ينساها التاريخ، عن استشهاد نحو 50 من رجالها وإصابة 80 آخرين، فاستحقت أن تكون عيداً للشرطة المصرية.
الشهداء والمصابون .. تضحيات كبيرة
تعد بطولات رجال الشرطة التي نتابعها اليوم ، امتدادا طبيعيا لتاريخ طويل من البطولات والتضحية، تاريخ يحفل بالعديد من المحطات التي تؤكد وطنية هذا الجهاز ، ويحرص أفراده على التضحية بالغالي والنفيس لحفظ أمن المواطن وسلامته.
ـ مصر تواجه التحديات بإرادة الشعب، ووعى المصريين هو حائط الصد لحماية البلاد.
ـ رجال الجيش والشرطة يتلقون الرصاص والنار فى صدورهم نيابة عن المصريين، لأنهم أولاد المصريين.
وفى السنوات الماضية قدمت الشرطة المصرية العديد من أبنائها فداء للوطن من ضباط وجنود .. منهم آباء يعولون أسرهم وشباب في عمر الزهور فضلوا للوطن أن يحيــا علــى حياتهــم.وقال الرئيس السيسى "نقول لذويهم إننا لن ننساهم أبدا ولن نتخلى عنكم أبدا ولن نترك أبدا أبدا ثأرهم" .كما أشاد الرئيس بأسر الشهداء مشيدًا بمواقفهم النبيلة وتضحياتهم الغالية بأبنائهم فداءً للوطن، ومثنيًا على دور سيدات مصر من أمهات وأرامل الشهداء اللاتى ضربن أروع الأمثلة فى الصمود، مؤكدًا ما يكنه سيادته من تقدير واحترام للمرأة المصرية اعترافًا بدورها الواعى وتقديرًا لتضحياتها العظيمة.
معركة التنمية تحتاج إلى إلى الأمن
وهكذا تثبت الشرطة المصرية ورجالها الأبطال انهم لم ولن يترددوا أبدا في التضحية بدمائهم وأرواحهم ليأمن كل مواطن على حياته وعرضه وماله، ولن يتوانوا في التعامل بمنتهى الحزم والحسم مع كل من يحاول المساس باستقرار الوطن ، أو من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المواطنين لأن للوطن درع يحميه...،



اكتب تعليق

أحدث أقدم