رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن طلاقة القدرة في الإسراء والمعراج

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن طلاقة القدرة في الإسراء والمعراج



بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بإسبانيا،
الرئيس التنفيذي للأكاديمية الملكية للأمم المتحدة
مما لاشك فيه أن رحلة الإسراء والمعراج معجزة كبرى دالة على مدى القدرة المطلقة لله تعالى، فهو سبحانه خالق الأسباب والمسببات، وما كان عجيبًا في دنيا الناس فليس عجيبًا عند الله (عز وجل)، ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
وقد أيّد الله (عز وجل) بهذه الرحلة المباركة حبيبه المصطفى ( ﷺ )، حيث ارتقى به من عالم الأرض إلى عالم السماء؛ وأوصله إلى سدرة المنتهى؛ ليريه من آياته الكبرى وعجائب قدرته العظمى.
وهذه الآيات الكبرى منها ما علمناه، ومنها ما لم نعلمه، حيث أسرى سبحانه وتعالى بنبيه (ﷺ) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماوات العلا، ومنها إلى المسجد الأقصى فالمسجد الحرام مرة أخرى، في ليلة واحدة؛ إنها القدرة الإلهية المطلقة لا شيء سواها.
ولقد رأى نبينا ( ﷺ ) في ملكوت السماوات من عجائب قدرة الله سبحانه ما رأى، ويلفت القرآن الكريمٍ نظرنا إلى آيات الله الكبرى، حيث يقول تعالى: (سَنُرِيهِم آياتنَا في الآفَاقِ وفي أَنفسهِم حَتى يَتَبيْنَ لَهُمْ أنهُ الحَق).
ومن هذه الآيات الكبرى: تسخير الله (عز وجل) البراق لرسولنا ( ﷺ )، حيث يقول ( ﷺ): (أتيت بالبُراق، وهو دابّةُ أبيضْ طويل، يضعْ حافرّه عند مُنْتهَى طرْفِه)،وفي هذا من دلائل قدرة الله تعالى ما فيه، كما فيه تعليم نبينا (ﷺ) درس الأخذ بالأسباب، فقد كان سبحانه قادرًا على أن يسري به من غير وسيلة ولا سبب أصلا.
ومنها: لقاؤه ( ﷺ ) بالأنبياء والمرسلين، حيث تجلت قدرة الله تعالى على الإحياء، حين أحياهم له ( ﷺ ) فصلوا خلفه في المسجد الأقصى، والتقى بمن التقى بهم في السماوات العلا، فرحبوا به جميعًا، ودعوا له بخير، وهذا وفاء منهم لعهدهم وميثاقهم مع الله سبحانه، في قوله تعالي : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (.
ومنها : رؤيته ( ﷺ ) البيت المعمور في السماء ، حيث يقول نبينا ( ﷺ ) : ( فإذا أنا بإبراهيم مسندا ظهره إلي البيت المعمور ، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه )، وقد أقسم الله (عز وجل) به في القران الكريم لشرفه وعظمته ، حيث يقول سبحانه: ( والبيت المعمور )
ومنها: بلوغه ( ﷺ ) سدرة المنتهى، وهذا من تكريم الله تعالى لنبينا ( ﷺ ) حيث يقول الحق سبحانه : (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ).
***
لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج تكريمًا إلهيّ لنبينا ( ﷺ ) بعد كل ما تعرّض له من محن وشدائد: فكانت نفحة تُذهِب الكرب، وتطمئن النفس، حيث يقول سبحانه: (فَإِنَ مَعَ العسْر ِيُسْرًا * إن مَعَ العُسْرِ يُسْرَا).
وقد أطلع الله (عز وجل) نبيّه فيها على حقائق غيبية وأسرار كونية إعلامًا له ( ﷺ) بأنه في معية الله (عز وجل) وكفالته وعصمته، ولله در الإمام البوصيري حين قال :
سريت من حرم ليلا إلى حرم * كما سرى البدرٌ في داج من الظّلَمٍ
وبت ترقي إلي أن نلت منزلة *ٍ من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدّمتك جميع الأنبياء بها * وَالرْسْل تقديم مَخْدُوم عَلَى خَدّم
اللهم ارزقنا حسن التأسي بنبيك (صلى الله عليه وسلم) في الدنيا وشفاعته في الآخرة

اكتب تعليق

أحدث أقدم