رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الزعيم الثوري أحمد عرابي

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الزعيم الثوري أحمد عرابي

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي  يتحدث عن الزعيم الثوري أحمد عرابي 

بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود  عبد القوي عبد اللطيف 
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين 
الرئيس التنفيذي لجامعة فرديرك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية 
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا 
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا 
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية 
مما لاشك فيه أن  الزعيم أحمد عرابي انضمامه للجيش كان وليد صدفة بحتة، حيث شب في فترة تولي سعيد باشا حكم مصر، وأصدر قرارا منذ توليه يطالب بانضمام أولاد مشايخ البلاد وأقاربهم إلى العسكرية فسلك هذا المسار، إنه القائد العسكري والزعيم الثوري أحمد عرابي الذي وُلد في 1 إبريل عام 1841، ويوافق هذا اليوم ذكرى نفيه من قبل سلطات الاحتلال الانجليزي.
بدأ  أحمد عرابي مسيرته التعليمية منذ طفولته، حيث اهتم والده عمدة قريتهم على تعليمه المبادئ الدينية الصحيحة إلى جانب تعليمه العمليات الحسابية والقراءة والكتابة منذ طفولته حتى أرسله إلى التعليم الديني في قرية هرية رزنة بمحافظة الشرقية ودفعه إلى بعض الدروس الحسابية على أيدي أساتذة كبار، وأنهى تلك المسيرة وهو في الثامنة من عمره عام 1849م، وذلك بعد أن طلب من والده الذهاب إلى الجامع الأزهر في القاهرة لاستكمال تعليمه.
تولى سعيد باشا حكم مصر في 1854 وأمر بانضمام أولاد المشايخ وأقاربهم إلى العسكرية، وكان عرابي يبلغ من العمر آنذاك الثالثة عشرة من عمره، فما كان له إلا أن التحق بالمدرسة الحربية، وتميز عرابي بذكائه الشديد وسرعة البديهه ما دفعه للإرتقاء في السلك العسكري نحو الرُتب المتقدمة في سن صغير، حيث أصبح نقيبا وهو في العشرين من عمره.
واصل أحمد عرابي ترقياته العسكرية في أوقات زمنية قصيرة مقارنة بغيره ممن التحقوا معه بالعسكرية حيث بلغ رتبة عقيد وهو في العشرينات من عمره، وكان جهده وعمله المثمر نتيجة لكسب ثقة سعيد باشا، حيث وثق فيه كثيرا لدرجه أنه كان يأخذ رأيه ويشاركه في ترتيب المناورات الحربية، وتعمقت العلاقة بينهم المبنية على ثقة كبيرة حتى أهداه نسخة من أندر الكتب حول تاريخ نابليون بونابرت باللغة العربية. 
توفى سعيد باشا وكان لذلك أثر سيء على الأحوال العسكرية في البلاد، خاصة بعد تولي الخديوي إسماعيل الحكم خلفه، حيث عاد مرة أخرى إلى سياسة التفرقة بين المصريين والشراكسة في الجيش، والذي نتج عنها احتجاج أحمد عرابي ومجموعة أخرى من ضباط الجيش، خاصة بعد إصدار عثمان رفقي ناظر الجهادية –وزير الدفاع- قرارات متحيزة إلى الضباط الشراكسة وظالمة للمصريين مثل استبدال بعض كبار القادة من المصريين بآخرين من الشراكسة في مواقع قيادية بالجيش إلى جانب مجموعة أخرى من القرارات الظالمة للضباط المصريين، مما أشعل الخوف داخل قلب عرابي والضباط من عودة عصر المماليك من جديد. 
قدم أحمد  عرابي ومجموعة من الضباط المصريين بعض المطالب إلى عثمان رفقي وكان بينها المساواة بين المصريين والشركس، زيادة عدد الجيش المصري ومجموعة من الطلبات الأخرى بهدف بناء جيش قوي من المصريين، ولكن رُفضت هذه الطلبات وقام الخديوي بالقبض على عرابي وغيره من الضباط، حتى تدخل القنصل الفرنسي إستجابة لطلب عرابي لفض هذا الصراع، حتى وافق الخديوي على مطالبهم وأمر بتشكيل حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وفيها عرابي وزيرا للدفاع لما رآه الخديوي من إلتفاف الشعب حوله.
بعد مشاجرات بين الخديوي والحكومة، وجدت بريطانيا وفرنسا منفذا للتدخل في شئون مصر الداخلية، وبعد مجموعة من الأحداث والتدخلات التي أسفرت عن مذبحة الإسكندرية في والتي بدأت بقتل أحد المصريين على أيدي بريطاني، تطورت الأحداث حتى نشرت بريطانيا الشائعات أن السبب فى ذلك هو عرابي بنشره الكراهية وتحريضه للمصريين ضد الأجانب.
واستمرت المعارك والأحداث، ولكن انتهت بفشل الحركة العرابية بسبب تعاون الخديوي مع بريطانيا والتدخل الأجنبي، حتى قامت بريطانيا بنفيه وزملائه في 28 ديسمبر عام 1882 إلى سريلانكا ومجموعة من المدن الأخرى، ثم عاد بعد 20 عاما بسبب مرضه الشديد وإصابته بالعمى نتيجة للتعذيب وفارق الحياة في 21 سبتمبر عام 1911 تاركا أثرا في السياسة المصرية، ونموذجا قوميا يُحتذى به على مر السنوات وذلك عن عمر ناهز 70 عاما.

اكتب تعليق

أحدث أقدم