رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإمام الحافظ بن كثير

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإمام الحافظ بن كثير

 


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإمام الحافظ بن كثير

بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
مما لاشك فيه أنه ترجم لابن كثير أكثر من عشرين مصدراً، كما ترجم لنفسه حين ترجم لوالده رحمهما الله، يقول ابن كثير رحمه الله: ((وفيها - أي في هذه السنة - توفي الوالد، وهو الخطيب شهاب الدين أبو حفص عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي، من بني حصلة، وهم ينتسبون إلى الشرف وبأيديهم نسب، وقف على بعضها شيخنا المزي فأعجبه ذلك وابتهج به، فصار يكتب في نسبي بسبب ذلك: - القرشي - من قرية يقال لها: الشركوين غربي بصرى، بينها وبينه أذرعات، ولد بها في حدود سنة أربعين وستمئة، واشتغل بالعمل عند أخواله بني عقبة ببصرى، فقرأ ((البداية)) في مذهب أبي حنيفة، وحفظ ((جُمَل الزجاجي))، وعُنِيَ بالنحو والعربية واللغة وحفظ أشعار العرب، حتى كان يقول الشعر الجيد الفائق في المديح والمراثي وقليلاً من الهجاء، وقُرر في مدارس بصرى بمبرك الناقة شمالي البلد حيث يزار، وهو المبرك المشهور عند الناس، والله أعلم بصحة ذلك.
ثم انتقل إلى خطابة القرية شرقي بصرى، وتمذهب للشافعي، وأخذ عن النواوي والشيخ تاج الدين الفزاري، وكان يكرمه ويحترمه فيما أخبرني شيخنا العلامة الزملكاني، فأقام بها نحواً من ثنتي عشرة سنة، ثم تحول إلى خطابة مجيدل القرية التي منها الوالدة، فأقام بها مدة طويلة في خير وكفاية وتلاوة كثيرة وكان يخطب جيداً، وله قَبول عند الناس، ولكلامه وقع؛ لديانته وفصاحته وحلاوته، وكان يؤثر الإقامة في البلاد لما يرى فيها من الرفق ووجود الحلال له ولعياله، وقد وُلِد له عدة أولاد من الوالدة؛ عبد الوهاب وعبد العزيز ومحمد وأخواته عدة، ثم أنا أصغرهم، وسميت باسم الأخ إسماعيل؛ لأنه كان قد قدم دمشق فاشتغل بها بعد أن حفظ القرآن على والده، وقرأ مقدمة في النحو، وحفظ ((التنبيه)) و((شرحه)) على العلامة تاج الدين الفزاري، وحصل ((المنتخب)) في أصول الفقه، قاله لي شيخنا ابن الزملكاني، ثم إنه سقط من سطح الشامية البرانية، فمكث أياماً ومات، فوجد الوالد عليه وجداً كثيراً، ورثاه.
فلما ولدت أنا له بعد ذلك سماني باسمه، فأكبر أولاده إسماعيل وآخرهم وأصغرهم إسماعيل، فرحم الله من سلف وختم بخير لمن بقي، وكانت وفاة الوالد في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعمئة، في مجيدل القرية، ودفن بمقبرتها الشمالية عند الزيتونة، وكنت إذ ذاك صغيراً ابن ثلاث سنين أو نحوها، لا أدركه إلا كالحلم، ثم تحولنا من بعده في سنة سبع وسبعمئة إلى دمشق صحبة الأخ كمال الدين عبد الوهاب، وقد كان لنا شقيقاً، وبنا رفيقاً شفوقاً، وقد تأخرت وفاته إلى سنة خمسين، فاشتغلت على يديه في العلم، فيسر الله تعالى منه ما يسر، وسهل منها ما تعسر)) إ هـ.
من أشياخه شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية. وأشهر مؤلفاته ((البداية والنهاية)) و ((تفسير القرآن العظيم)) وقد كُفَّ بصرُه أواخر حياته.
توفي سنة 774هـ بدمشق ودفن قريباً من شيخه ابن تيمية رحمهما الله تعالى: رثاه بعض طلبته بقوله:
لفقدِكَ، طلابُ العلوم تأسفوا
وجادوا بدمع لا يبيد غزيرِ
ولو مزجوا ماءَ المدامعِ بالدما
لكان قليلاً فيك يابن كثيرِ
وكتب آخر على نسخة من البداية والنهاية:
لقد سُقتَ في التاريخ كل عجيبةٍ
وصححَت جمعاً فيه جبرُ كسيرِ
وأوضحتَ ما قد أبهم الناسُ كلُّهم
وما ذا قليلٌ منكَ يا بنَ كثيرِ
يرحمه الله تعالى رحمة واسعة.

اكتب تعليق

أحدث أقدم