رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن إحسان رسول الإسلام إلى زوجاته

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن إحسان رسول الإسلام إلى زوجاته

 


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن إحسان رسول الإسلام إلى زوجاته
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية العربي الدولي
مما لاشك فيه أن السنة النبوية تشكل مادة ثرة وغنية بالمواقف النبوية التي توضح الجانب الإنساني في العلاقة الزوجية، فقد بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالدين الكامل الذي به تمام النعمة والسعادة للإنسان، ومن المواقف النبوية التي توضح ذلك إحسانه وبره صلى الله عليه وسلم بزوجاته:
يتعجب المرء من طبيعة العلاقة الزوجية التي تنشأ بين فردين غريبين قد لا يعرف أحدهما الآخر، ثم يرتبطان بميثاق قوي غليظ، يبني بينهما علاقة قريبة جداً وشراكة في جميع الجوانب، فإذا هذان الزوجان يعيشان تحت سقف واحد تظللهما أقوى مشاعر المحبة والألفة، يقتسمان اللقمة الواحدة ويفرحان معا ويحمل أحدهما مع رفيقه همه، ولا يكاد يطرأ لأحدهما أمر سرور أو حزن إلا ورفيقه يعلم حاله ويتقاسم معه مشاعره.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أساس هذه العلاقة بقوله: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"، فهي علاقة ملاصقة واندماج وصفها الله تعالى بقوله: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ... ﴾ [البقرة: 187].
وعاشها المصطفى صلى الله عليه وسلم بكيانه كله، فتجده قدوة في الوفاء لشريكة دربه في الدعوة، وأم أبنائه خديجة رضي الله عنها، فيفرح لرؤية ما يذكره بها ويتواصل بإحسانه وبره لأهلها بعد وفاتها، وتحكي عائشة غيرتها الشديدة منها ووفائه لها فتقول رضي الله عنها: " ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، وإني لم أدركها، وكان النبي إذا ذبح الشاة فيقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، قالت: فأغضبته يوما فقلت: خديجة؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم إني قد رزقت حبها" [1]، ويحزن بقدر ما يتذكر أيامها الخوالي ويرق رقة شديدة عند رؤيته للقلادة التي كانت قد أهدتها لابنته زينب رضي الله عنها وبعثتها فداء لزوجها أبي العاص بعد غزوة بدر[2]، كما تسمعه وهو يعبر عن الشفافية في المشاعر الزوجية وهو يقول لعائشة رضي الله عنها: "إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت عني غضبى، فقالت: ومن أين تعرف ذلك؟ قال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين: لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم. قالت: أجل والله يا رسول الله، ما اهجر إلا اسمك"[3].
وتحكي مداعبته لها وتلطفه وتودده لها بقولها: " كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ فيشرب، و أتعرق العرق - وهو العظم الذي عليه اللحم - وأنا حائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيّ"[4].
ويحكي لنا أنس رضي الله عنه مشهداً رائعاً لعناية الزوج بزوجه ورفقه بها في حديثه عن صفية رضي الله عنها يقول: "فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحوّي لها وراءه بعباءة، ثم يجلي عند بعيره فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب"[5].
________________________________________
[1] صحيح مسلم، ك فضائل الصحابة ب فضائل خديجة أم المؤمنين ح 2435.
[2] انظر، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم،عبد الملك ابن هشام: تحقيق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد،2/297ط: بدون، ( الرياض، توزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد).
[3] صحيح البخاري، ك النكاح ب غيرة النساء ووجدهن ح 5228.
[4] صحيح مسلم، ك الحيض ب جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وطهارة سؤرها ح 299.
[5] صحيح البخاري، ك المغازي ب غزوة خيبر ح 4211.

اكتب تعليق

أحدث أقدم