رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فضل الصلاة على رسول الإسلام

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فضل الصلاة على رسول الإسلام



 رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فضل الصلاة على رسول الإسلام

بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
مستشار مركز التعاون الأوروبي العربي بألمانيا الإتحادية
ما أحوجَنَا أنْ يكونَ حديثُنَا عن فضائلِ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ، وخاصة وما أجملَ أنْ يكونَ الحديثُ عن رسولِ اللهِ ﷺ وما أحلَى أنْ يكونَ اللقاءُ عنهُ، وكيف لا؟ وهو سيدُ النبيينَ، وإمامُ الموحدينَ، وقائدُ الغُرِّ المحجلينَ، وصاحبُ الشفاعةِ العُظمَي يوم الدين، ولِمَا لا؟ وهو إمامُ الأنبياءِ، وإمامُ الأتقياءِ، وإمامُ الأصفياءِ، وكيف لا؟ وهو البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ، والرؤوفُ الرحيمُ بأمتِهِ، العطوفُ بهم، الحريصُ عليهم بأبِي هو وأُمِّي ﷺ وكيف لا؟ واللهِ ما رأيتُ مصلِّيًّا على النبيِّ المختارِ إلا وقد جُبرَ وكيف لا؟ والصلاةُ على النبيِّ يا سادةٌ مصدرُ السعادةِ وكيف لا؟ ومِن مُذهِبَاتِ الأحزَان كَثرةُ الصَّلاةِ علَى النَّبيِّ ﷺ وكيف لا؟ وإذا ذكرتَ مُحمدًا ﷺ حلتْ البركاتُ وكيف لا؟ إنّ الحوائجَ لتُقضَى بكثرةِ الصّـلاةِ على النبيِّ ﷺ. يا حبيبَ اللهِ
صلتْ عليكَ ملائكُ الرحمنِ ** وسرَى الضياءُ بسائرِ الأكوانِ
لما طلعتَ على الوجودِ مزودًا *** بحمَى الإلهِ ورايةِ القرآنِ.
قال حسانُ بنُ ثابتٍ في وصفِ النبيِّ ﷺ وفي مدحِهِ:
لـمّـا رأيــتُ أنــوارَهُ سـطـعَــتْ *** وضعتُ مِن خيفتِي كفّي على بصري
خـوفًـا على بصري مِن حسنِ صورتهِ *** فلـستُ أنـظـرُهُ إلّا عـلـى قـدرِي
روحٌ مِن النـورِ في جسمٍ مِن القمرِ *** كـحـليـةٍ نُسجـتْ مِـن الأنجـمِ الـزهرِ
أولًا: فضائلُ الصلاةِ على النبيِّ المختارِ ﷺ.
لقد أرسلَ اللهُ -تعالى- نبيَّنَا مُحمدًا ﷺ، رحمةً للعالمينَ، ونجاةً لِمَن آمَنَ بهِ مِن المتقينَ، فهو عبدُ اللهِ ورسولُهُ، وصفيُّهُ ونجيُّهٌ وخليلُهٌ، وأمينُهُ على وحيهِ، وخِيرتُهُ مِن خَلقِهِ، النبيُّ الرحيمُ، والرسولُ الكريمُ، صاحبُ المقامِ المحمودِ، والحوضِ المورودِ، أعلًى اللهُ مقامَهُ، وفَضْلُهُ ﷺ على الأمةِ عظيمٌ، فَبِهِ هدانا اللهُ إلى الصراطِ المستقيمِ، وأنقَذَنَا بهِ مِن عذابِ الجحيمِ، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 128]. وَقَد قَامَ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- بِإبلَاغِ الرِّسَالَةِ وَأَدَاءِ الأمَانَةِ والنُّصْحِ للأُمَّةِ عَلَى التَّمَامِ وَالكَمَالِ، فَبَشَّرَ وَأَنْذَرَ، وَدَلَّ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ وَحَذَّرَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى عَليْهِ وَهُو وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ قَبْلَ وَفَاتِهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم- بِمُدَّةٍ يَسِيرَةٍ ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾ المائدة: 3. وكيف لا؟ واللهُ جلَّ وعلا أدَّبَ نبيَّهُ ﷺ فأحسنَ تأديبَهُ، وعلَّمَهُ فأحسنَ تعليمَهُ، وشرحَ له صدرَهُ، ورفعَ لهُ قدرَهُ، وأعلَى لهُ ذكرَهُ، وطهرَهُ ورفعَهُ وكرّمَهُ على جميعِ العالمين، وكيف لا؟ والقلوبُ تتعلقُ بالجمالِ كأمرٍ فطريٍّ جبليٍّ، فكيف بمَن جمعَ اللهُ لهُ الجمالَ والكمالَ خَلقًا وخُلقًا أبِي هو وأُمّي ﷺ ؟ زكَّاهُ ربٌّهُ في كلِّ شيءٍ ، زكَّاهُ في عقلِهِ فقالَ جلَّ وعلَا:((مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى))النجم:2]، وزكَّاهُ في بصرِهِ فقالَ جلَّ وعلَا((مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى )) [النجم:17] ، وزكَّاهُ في صدرهِ فقالَ جلَّ وعلا)) أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)) الشرح:1 ، وزكَّاهُ في ذكرهِ فقالَ جلَّ وعلا((وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ))الشرح:4، وزكَّاهُ في طهرهِ فقال جلَّ وعلا: (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ))الشرح:2،وزكَّاهُ في صدقهِ فقال جلَّ وعلا (( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى))النجم:3 ،وزكَّاهُ في علمهِ فقال جلَّ وعلا)) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ((النجم:5] ، وزكَّاهُ في حلمهِ فقال جلَّ وعلا: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة:128، وزكَّاهُ في خُلقهِ كلِّهِ فقال جلّ وعلا(( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ))القلم: 4واللهِ الذي لا إلهَ غيرهُ لو ظللتُ الدهرَ كلَّهُ أتحدثُ عن رسولِ اللهِ ما استطعتُ وكيف لا؟ ونِعَمُ اللهِ –تَبَارَكَ وَتَعَالَى- على عِبَادِهِ كَثِيرَةٌ لا تُحْصَى، وَأَعْظَمُ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ اللهُ بِهَا على الثَّقَليْن الجِنِّ والإنْسِ:أنْ بَعَثَ فِيهم عَبْدَهُ وَرَسُولَهُ وَخَلِيلَهُ وَحَبِيبَهُ وَخِيرَتَهُ مِن خَلْقِهِ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعلى آلِهِ وَسَلَّم-؛لِيُخْرِجَهُم به مِن الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ، وَيَنْقُلَهُم به مِن ذُلِّ العبوديةِ للمَخْلُوقِ إلى عِزِّ العبوديةِ للخالِقِ الكريم، ويُرْشِدَهُم إلى سبيلِ النَّجَاةِ والسعادةِ، وَيُحَذِّرَهُم مِن سُبُلِ الهَلَاكِ وَالشَّقَاوَةِ، وَقَد نَوَّهَ اللهُ تَعَالَى بِهَذهِ النِّعْمَةِ العظيمةِ والمِنَّةِ الجسيمةِ في كتابِهِ العزيزِ فقَالَ جلَّ وعلا: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾ آل عمران: 164. لذا بعثً اللهُ نبيَّهُ مُحمدًا ﷺ ليكونً قدوةً متجددةً على مرِّ العصورِ والأجيالِ فقالَ جلَّ وعلا :(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا)) الأحزاب:21]، فلا يعرفُ قدرَ النبيِّ ﷺ إلّا الربُّ العليُّ. لذا لم يصلِّ اللهُ تباركَ وتعالَى على نبيٍّ مِن الأنبياءِ كمَا صلَّى على سيدِ الأنبياءِ؛ تشريفًا لهُ وتكريمًا لهُ، بل لم يَؤمُرْ اللهُ تباركَ وتعالى أمةً بالصلاةِ على نبيِّهَا كمَا أمرَ أمةَ الإسلامِ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّهَا ﷺ تشريفًا لهُ وتكريمًا لهُ.
وفي بَيَانِ مَعْنَى الصَّلَاةِ عَلَى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم-: قالَ الإِمَامُ ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-:أصلُ هذه اللفظةِ في لغةِ العربِ يرجعُ إلى معنييْن:أحدِهِما: الدعاءُ والتبرك.والثاني: العبادة.فمِنَ الأول: قولُهُ تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ﴾ [التوبة: 103]، وقولُهُ تعالى في حقِّ المُنافقين: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ﴾ [التوبة: 84]، وقولُ النبيِّ ﷺ: «إذا دُعِيَ أَحَدُكُم إلى الطَّعامِ فَلْيُجِب، فإِنْ كَانَ صَائِمًا فَلْيُصَلِّ». أخرجَهُ مسلم. وفُسِّرَ الحديثُ بالمعنييْن جميعًا؛ قيلَ: فَليَدْعُ لَهُم بالبركةِ، وقيلَ: يُصلِّي عندهم بَدَلَ أَكْلِهِ، وَقِيلَ: إنَّ الصَّلَاةَ في اللغةِ معناها: الدعاء، والدعاءُ نوعان: دعاءُ عبادةٍ ودعاءُ مسألة، وبِهِمَا فُسِّرَ قولُهُ تَعَالَى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]؛ قيل: أطبعوني أُثِبْكُم، وقيل: سَلُوني أُعْطِكُم، وفُسِّرَ بِهِما قَولُهُ تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186].
إذا كانَ اللهُ تباركَ وتعالَى في عظمتِهِ وكبريائِهِ، وملائكتِهِ في أرضِهِ وسمائِهِ يصلونَ على النبيِّ الأمِّيِّ إجلالًا لقدرِهِ، وتعظيمًا لشأنِهِ، وإظهارًا لفضلِهِ، وإشارةً إلى قربِهِ مِن ربِّهِ، فمَا أجوجنَا نحن المؤمنُون الموحدُون أنْ نكثرَ مِن الصلاةِ والسلامِ عليهِ امتثالًا لأمرِ ربِّنَا،
وإعطائِهِ لهُ ﷺ بعض حقوقِهِ علينَا، وكيف لا؟ واللهُ جلَّ وعلَا أخرجنَا بهِ مِن الظلماتِ إلى النورِ، ومِن عبادةِ العبادِ إلى عبادةِ ربِّ العبادِ، ومِن جورِ الأديانِ إلى عدلِ الإسلامِ ومِن ضيقِ الدنيا إلى سعةِ الدنيا والآخرةِ، وهدانَا بهِ إلى الصراطِ المستقيمِ، وجعلنَا بهِ مِن خيرِ الأممِ، وفضلنَا بهِ على سائرِ الناسِ أجمعين، وكتبَ اللهُ لنَا بهِ الرحمةَ التي وسعتْ كلَّ شيءٍ قالَ ربُّنَا ((وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلامّىَّ)) [الأعراف:156-157].فالحمدُ للهِ الذي هدانَا للإسلامِ، والحمدُ للهِ أنْ جعلنَا مِن أمةِ النبيِّ المختارِ ﷺ.فأكثرُوا أيُّها الأخيارُ مِن الصلاةِ والسلامِ على النبيِّ المختارِ يفتحُ اللهُ عليكم أبوابَ رحمتهِ، واعلمُوا يقينًا أنَّ الصلاةَ علي النبيِّ ﷺ تشرحُ الصدورَ، وتزيلُ الهمومَ، وتفرجُ الكروبَ، ،وتغفرُ الذنوبَ، وبها يسمُو الإنسانُ إلى أعلى الدرجاتِ، وترفعُ مقامَ العبدِ، فيسمُو بها إلى الدرجاتِ العُلَى، لذا كانتْ الصلاةُ على النبيِّ ﷺ لها فضائلُ كثيرةٌ وعديدةٌ في الدنيا والآخرةِ، منها على سبيلِ المثالِ لا الحصرِ: أنَّها امتثالُ أمرِ اللهِ الواحدِ الديانِ فعندمَا يأمرُنَا اللهُ جلَّ وعلَا بأمرٍ ويبدأُ بهِ بنفسهِ فاعلمْ أنَّهُ أمرٌ عظيمٌ قال جلَّ وعلا(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا((الأحزاب:56 ، فالصلاةُ مِن اللهِ رحمةٌ وثناءٌ، ومِن الملائكةِ دعاءٌ واستغفارٌ، ومِن الناسِ محبةٌ وإتباعٌ. بل الصلاةُ على النبيِّ ﷺ تزيدُ الحسناتِ وتمحُو السيئاتِ وترفعُ الدرجاتِ في جنةِ ربِّ العالمين فعنْ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي اللهُ عنه قَالَ : أصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِهِ الْبِشْرُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَصْبَحْتَ الْيَوْمَ طَيِّبَ النَّفْسِ يُرَى فِي وَجْهِكَ الْبِشْرُ قَالَ: “أَجَلْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ مِنْ أُمَّتِكَ صَلَاةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَهَا) رواه أحمدُ، فطوبَي لمَن كُتبتْ له الحسناتُ وغُفرتْ له السيئاتُ ورُفعتْ له الدرجاتُ.
بل الصلاةُ على النبيِّ ﷺ تدفعُ الهمومَ وتزيلُ الكروبَ وتغفرُ الذنوبَ وتسترُ العيوبَ كما قالَ النبيُّ الأمينُ، كمَا في حديثِ أُبَيّ بنِ كعبٍ رضي اللهُ عنه قال:كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ) وفي روايةٍ لأحمد:إذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ)) ولله در القائل:
وإنْ أتتكَ جيوشُ الهمِّ غازيةً*** فبالصلاةِ على المختارِ تنهزمُ
بل الصلاةُ على النبيِّ المختارِ ﷺ سببٌ لشفاعتهِ لكَ يوم القيامةِ فأيُّ شرفٍ بعدَ هذا الشرفِ!! وأيُّ أجرٍ بعدَ هذا الأجرِ!! إنَّها شفاعةُ النبيِّ العدنانِ ﷺ ففي الحديثِ الذي رواهُ مسلمٌ مِن حديثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي اللهُ عنه يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:” إِذَا سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا على فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى على صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ) رواه مسلم وفي روايةِ الطبرانِي قالَ ﷺ مَن صَلَّى عليَّ حينَ يصبحُ عشرًا وحينَ يُمسِي عشرًا أدركتْهُ شفاعتِي) فاللهُمَّ صلِّ وسلم على سيِّدِ الخلقِ وحبيبِ الحقِّ ﷺ.
بل كفَي بالصلاةِ على النبيِّ المختارِ ﷺ شرفًا أنَّ اللهَ يُصلِّى عليكَ ومَن أنت حتى يُصلِّى عليكَ مولاك؟ أنت العبدُ الضعيفُ الذليلُ الذي لا تملكُ لنفسِكَ حولًا ولا قوةً ولا حياةً ولا نشورًا، إذا صليتَ على نبيِّكَ صلَّى عليك مولاكَ جلَّ جلاله لقولِ النبيِّ ﷺ: مَن صلَّى على واحدةً صلَّى اللهُ عليهِ بهَا عشرًا) رواه مسلم.
وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَطَالَ السُّجُودَ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَجَدْتُ لِلَّهِ شُكْرًا)) رواه الحاكم، فطوبَي لمَن صلَّى عليهِ مولَاه. بل الصلاةُ على النبيِّ المختارِ سببٌ لعرضِ اسمِ المصلِّى عليه وذكرِهِ عندَهُ لقولهِ :(إنَّ صلاتَكم معروضةٌ عَلَيَّ إنَّ اللهَ وكَّلَ بقبري مَلائِكةً يُبَلِّغوني عن أمَّتي السَّلامَ) رواه الدرامي وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ للهِ مَلائِكةً سيَّاحين في الأرضِ يُبَلِّغوني من أمَّتي السَّلامَ) بل إنَّه ﷺ يردُّ على مَن سلّمَ عليه، فلقد أخرجَ أحمدُ وأبو داود بإسنادٍ صحيحٍ عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ، إلَّا ردَّ اللهُ عليَّ رُوحي، حتى أَرُدَّ عليه السَّلامَ) رواه أبو داود، بل الصلاةُ على النبيِّ المختارِ ﷺ سببٌ لتثبيتِ القدمِ على الصراطِ والمرورِ مِن عليهِ، أسالُ اللهَ أنْ يثبتَ أقدامنَا على الصراطِ، فعن عبدِ الرحمنِ بنِ سمرةَ قال النبيُّ : وَرَأيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَزْحَفُ عَلَى الصِّرَاطِ وَيَحْبُو أَحْيَانًا وَيَتَعَلَّقُ أَحْيَانًا، فَجَاءَتْهُ صَلَاتُهُ عَلِيَّ فَأَقَامَتْهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَأَنْقَذَتْهُ))، بل المكثرُ مِن الصلاةِ والسلامِ على رسولِ اللهِ ﷺ يضربُ البرهانَ الساطعَ والدليلَ القاطعَ على محبتهِ لرسولِ اللهِ ﷺ، والحبيبُ ﷺ يبشرُهُ بأنَّه مع مَن أحب، فعن أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ السَّاعَةِ فَقَالَ :مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لَا شَيْءَ إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ قَالَ أَنَسٌ فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ) رواه البخاري. لذا يقولُ أبو بكرٍ الصديق رضي اللهُ عنه: الصلاةُ على رسولِ اللهٍ ﷺ أمحقٌ للخطايا مِن الماءِ للنارِ، والسلامُ على النبيِّ ﷺ أفضلُ مِن عتقِ الرقابِ، وحبُّ رسولِ اللهِ ﷺ أفضلُ مِن مهجِ الأنفسِ))، بل الصلاةُ على النبيِّ ﷺ سببٌ مِن أسبابِ رؤيةِ النبيِّ في المنامِ، أسمعتُم عن ذلكم البنتِ التي لم تتجاوزْ الثلاثين مِن عمرهَا ترَي النبيَّ كلَّ ليلةٍ ولمَّا سُألتْ عن ذلك قالتْ لأنَّها تُصلِّى على النبيِّ كلَّ يومٍ أكثر مِن مائةِ مرة. اللهُ أكبرُ
وكيفيةُ الصلاةِ والتسليمِ على النبيِّ ﷺ أنْ تُقرِنَ الصلاةَ والسلامَ سويًّا فتقول: اللهم صلِّ وسلم استجابةً لأمرِ اللهِ عزَّ وجلًّ فهذا هو المجزئُ في صفةِ الصلاةِ عليه ﷺ قال ربُّنَا: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]. وأفضلُ صيغةٍ تُصلِّى بها على النبيِّ المختارٍ الصيغةّ الإبراهيمية التي وردتْ في التحياتِ فعن أبي محمدٍ بنِ عجرةَ قال: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، قدْ عَلِمْنَا كيفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ، فَكيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: فَقُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) رواه البخاري وعن أبي حميدٍ الساعد قال:
أنَّهُمْ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قالَ: قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى أزْوَاجِهِ، وذُرِّيَّتِهِ كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى أزْوَاجِهِ، وذُرِّيَّتِهِ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.) متفق عليه .
وأفضلُ منكَ لن ترَ قطُ عيني*** وأحسنُ منكَ لم تلدِ النساءُ
خُلِقتَ مُبرَّأً مِن كلِّ عيبٍ *** كأنَّك قد خُلِقتَ كما تشاءُ
مواطنُ يُستحَبُّ فيها الصلاةُ والسلامُ على النبيِّ المختارِ ﷺ.
هناكَ مواطنُ كثيرةٌ يُستحبُّ فيها الصلاةُ على النبيٍّ منها: قبلَ الدعاءِ عندمَا ترفعُ أكفَّ الضراعةِ إلى اللهِ. فعن فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْد: سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ ﷺ فقال النبِيُّ ﷺ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ ﷺ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ) رواه الترمذي
وفي الحديثِ الذي رواهُ الطبرانيُّ في الأوسطِ ورجالُهُ ثقاتٌ قال ﷺ كلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حتى يُصلَّى على النبيِّ، لذا قال ابنُ عطاءٍ: (للدعاءِ أركانٌ وأجنحةٌ وأسبابٌ وأوقاتٌ. فإنْ وافقَ أركانَهُ قوي، وإنْ وافقَ أجنحتَهُ طارَ في السماءِ، وإنْ وافقَ مواقيتَهُ فاز، وإنْ وافقَ أسبابَهُ نجحَ. وأسبابُ الدعاءِ هي الصلاةُ على النبيِّ، وأركانُهُ: حضورُ القلبِ والرقةُ والاستكانةُ والخشوعُ وتعلقُ القلبِ باللهِ وقطعُه ُالأسباب، وأجنحتُهُ الصدقُ، ومواقيتُهُ الأسحارُ، وأسبابُهُ الصلاةُ على النبيِّ عند ذكرِهِ وسماعِ اسمهِ أو كتابتها .بل مِن الأوقاتِ التي يُستحبُّ فيها الإكثارُ مِن الصلاةِ عليهِ عندَ دخولِ المسجدِ وعندَ الخروجِ منهُ:فعن فاطمةَ رضي اللهُ عنها قالتْ: قال رسولُ اللهِ: إ ذا دخلتِ المسجدَ فقولِي : بسم اللهِ، والسلامُ على رسولِ اللهِ، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ، وعلى آلِ محمدٍ، واغفِرْ لنا، وسَهِّلْ لنا أبوابَ رحمتِك فإذا فرغْتِ فقولي مثل ذلك ، غيرَ أنْ قولي : وسَهِّلْ لنا أبوابَ فضلِكَ) بل مِن الأوقاتِ التي يُستحبُّ فيها الإكثارُ مِن الصلاةِ عليهِ يومُ الجمعةِ: فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ « إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلَىَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ » قَالَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ قَالَ يَقُولُونَ بَلِيتَ. قَالَ «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ) رواه أحمد وأبو داود ولله در القائل:
وشمسُ الخميسِ إذ تغيبُ *** زدْ في الصلاةِ على الحبيبِ
إياكَ والغفلةَ عن الصلاةٍ على النبيِّ المختارِ ﷺ.
انتبهْ يا مَن تغفلُ عن الصلاةِ على سيدِ الأنامِ أنت على خطرٍ عظيمٍ أنت على طريقِ الهلاكِ في الدنيا والآخرةِ لذا هبطَ الأمينُ جبريلُ يومًا على قلبِ النبيِّ الأمينِ ﷺ فقال كما في حديثِ كَعْبِ بنِ عُجْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا إِلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ حِينَ ” ارْتَقَى دَرَجَةً: «آمِينَ»، ثُمَّ ارْتَقَى الْأُخْرَى فَقَالَ: «آمِينَ»، ثُمَّ ارْتَقَى الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «آمِينَ»، فَلَمَّا نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَفَرَغَ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ كَلَامًا الْيَوْمَ مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ قَبْلَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: «وَسَمِعْتُمُوهُ؟»، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ” إِنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، رَحِمَهُ اللهُ-فعَرَضَ لِي حِين ارْتَقَيْتُ دَرَجَةً فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبْرِ أَوْ أَحَدَهُمَا، لَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْتُ: آمِينَ، وَقَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ ” رَوَاهُ الْحَاكِمُ وَالطَّبَرَانِيُّ، بل البخلُ الحقيقيُّ يا سادة أنْ تبخلَ مِن الصلاةِ والسلامِ على حبيبِكَ المصطفى العدنانِ، فعن علىٍّ بنٍ أبي طالبٍ عنه أنَّهُ قال:البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بل مَن غفلَ عن الصلاةِ على النبيِّ أخطئَ طريقَ الجنةِ يا ربِّ سلم فعن ابنِ عباسٍ عن النبيِّ : مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ عَلَيَّ خَطِئَ طَرِيقَ الْجَنَّةِ)) رواه الطبراني، بل الغفلةُ عن الصلاةِ عن النبيِّ سببٌ مِن أسبابِ الحسرةِ والندامةِ في الدنيا والآخرةِ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ) رواه الترمذي.
فاحرصْ دائمًا وأبدًا على الصلاةِ والسلامِ على النبيِّ المختارِ لتسعدَ في الدنيا والآخرةِ، وصلِّي على الحبيبِ قلبكَ يطيبُ، فالصلاةُ على الحبيبِ مسكٌ وطيبٌ، الصلاةُ على الحبيبِ شمسٌ لا تغيبُ، الصلاةُ على الحبيبِ شفاءٌ بلا طبيب، الصلاةُ على الحبيبِ تدعُو وربُّكَ يستجيبُ، مِن صلَّى على الحبيبِ أبدًا لا يخيبُ، إذا ما ضقتَ بالعيشِ الكئيبِ فبادرْ بالصلاةِ على الحبيبِ، فمَا مِن حزينٍ صلَّى عليهِ إلّا أتاهُ الفرجُ القريبُ.
يا مصطفَى ولأنتَ ساكنُ مهجتِي *** رُوحِي فداكَ وكلُّ ما ملكتْ يدِي
إنِّي وقفتُ لنصرةِ دينكَ همتِّي *** وسعادتِي ألّا بغيرِكَ اقتدٍي
لك معجزاتٌ باهراتٌ جَمَّةٌ *** وأجلُّهَا القرآنُ خيرُ مؤيدِي
يا ربِّ صلِّ على الحبيبِ محمدٍ *** واجعلهُ شافعَنَا بفضلِكَ في غدِ
حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

اكتب تعليق

أحدث أقدم