بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
مما لاشك فيه أن المعروف أن البصر العادي الذي نرى من خلاله هو الذي يتكون من العينين وعصبين بصريين وامتدادات إلى خلف المخ وهناك بصر يتبع الروح مفصول عنها وهو البصر الحديد لا ندري مم يتكون لأنه إلى الآن غير مرئي وعند الموت وأحيانا قبله ينتهي عمل البصر العادي الذي نرى من خلاله تماما...وعند موت البصر العادي ينشط البصر الحديد المكشوف عنه الغطاء.وأول ما يقوم به هذا البصر الحديد هو تتبع الروح قال تعالى: ﴿ فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴾ [ق: 22]...
البصر الحديد هو البصر كثير الحدة، البصر النافذ. وبصر المرء يوم القيامة نافذ لأنه من السهل عليه يومئذ رؤية حقيقة الأمور فلا يتأثر ولا ينخدع بالمظاهر. إنه يوم يكون البصر فيه حديدا. والمبالغة في وصف شيء بالحدة تعطي هذه الصيغة أي "حديد". كما أنه من الممكن أن يقال "حاد" أو "كثير الحدة"، لكن الله سبحانه وتعالى قال ﴿ حَدِيدٌ ﴾ ولم يقل غيرها. لذا يسهل الربط بين "الحديد" المقصود منه تلك المادة المنيعة و "الحديد" المقصود منه كثرة الحدة والنفاذ يوم الهول الأكبر.
يوجد على بصر كل إنسان غطاء يمنعه من رؤية أشياء كثيرة.. وبعد الموت يصبح بصر الإنسان قويا بعد أن يزاح هذا الغطاء عن العين.. عندها سيرى كل شيء... الجن والملائكة وغير ذلك...حتى أنه يرى روحه وهي تطلع... وأحياناً يزاح هذا الغطاء قبل الموت بدقائق أو ساعات...لذلك نسمع من البعض الذين هم على فراش الموت أنهم يرون الملائكة أو أنهم يرون الجنة إن كانوا صالحين.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) الحديث رواه مسلم وأحمد..... فالروح مفصولة عن البصر ويتبعها البصر أينما ذهبت... وكأنه جهاز مستقل بذاته...والبصر هنا هو البصر الخارق (الحديد) مكشوف عنه الغطاء.
لاحظ أن البصر الحديد ينشط بعد موت صاحبه..أي أن البصر الحديد موجود لدى كل شخص منا منذ أن يولد... لكنه يعتبر نائماً ولا يستيقظ إلا عند خروج الروح إلى بارئها...
والسؤال هنا: هل يستيقظ البصر الحديد ونحن أحياء؟
الجواب: أن البصر الحديد يستيقظ "ينشط" آلاف المرات خلال حياتنا...بل كلنا قد رأينا من خلال هذا البصر تقريبا كل ليلة... رأينا الكثير من الأشياء من خلال هذا البصر...
وكلما زاد صلاح المرء وورعه وزهده في الدنيا...زادت في المقابل قوة إبصاره من خلال البصر الحديد.
إنه يستيقظ عندما ننام … إن كنت رأيت في أحلامك الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أو الصحابة...أو رأيت ملائكة أو شياطين... أو رأيت الجنة أو النار أو يوم القيامة... أو رأيت شخصاً تعرفه.. توفي منذ زمن.. أو أو أو أو... فعندها تكون قد استخدمت بصرك الحديد...
لو ركزنا فيما سبق سنجد أن البصر العادي يستيقظ "ينشط " عندما نكون أحياء ويموت "ينتهي" عندما نموت.. أما البصر الحديد ينام عندما نكون مستيقظين ويستيقظ عندما ننام...
كما أنه يستيقظ اليقظة الأخيرة عندما تطلع الروح أو قبلها بفترة بسيطة وهي اليقظة التي لا يغفو بعدها أبدا...
ومن هنا نعلم سبب قول الرسول أن رؤيا الأنبياء حق...فبصرهم الحديد الذي زادت حدته جداً باعتبارهم أنبياء وصفوة الخلق... حتى رأوا الله سبحانه وتعالى - حتى إن لم يروه جهاراً - فيكفي أنهم رأوه وكلمهم لنعلم مدى قوة بصرهم الحديد...
وهذا يعيدنا للقاعدة المذكورة في الأعلى وهي...أنه كلما زاد صلاح المرء وورعه وزهده في الدنيا... زادت في المقابل قوة إبصاره من خلال البصر الحديد...
اللهم قو أبصارنا لرؤية الحق واتباعه ورؤية الباطل واجتنابه إلى يوم نلقاك.
إرسال تعليق