رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن التخطيط في حياة الفرد قيمة لاغنى عنها


بقلم \ المفكرالعربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى 
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين 
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية 
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا 
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا 
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا 
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
لقد أعطى الله - عز وجل - كل إنسانٍ عقلاً وميَّزه به عن سائر المخلوقات لكي يَستخدم الإنسان هذا العقل فيما ينفعه في دينه ودُنياه ويستعين به في تطوير ذاته وتطوير المُجتمع الذي يعيش فيه، ولعل قيمة هذا العقل تبرز بصورة واضِحة عند حاجة الإنسان إلى التخطيط لحياته المستقبلية، فإن كان الله - عز وجل - قد أمرنا أن نعمل لآخرتنا، فهو كذلك قد أمَرَنا أن نعمر دنيانا، وأن نسعى إلى تعمير حياتنا وأرضنا ومجتمعاتنا بما لا يَخاف شرع الله - عز وجل - ومِن ثَم فإن التخطيط في حياة الإنسان يُعدُّ بمَثابة العمود الفقري له، فلا يستطيع أي إنسان يريد النجاح أن يَستغني عن التخطيط لمستقبله ووضْع الخطط التفصيلية لما يريد أن يقوم به سواء كان ذلك في المستقبل القريب أو في المستقبل البعيد، وقد يعتقد البعض أن التخطيط ورسم خطط للمستقبل إنما هو عمل فئة معينة من الناس أو مجموعة معينة منهم مثل رجال الأعمال وما إلى ذلك، إلا أن جميع الخبراء قد أكدوا عكس ذلك؛ حيث يؤكد الخبراء أن التخطيط إنما يجب أن يكون عنصرًا أساسيًّا في حياة كل فرد مهما كانت بساطة تطلُّعاته للمستقبل، ومهما كان ما يريد التخطيط له صغيرًا أو كبيرًا، ومؤكِّدين كذلك على أن التخطيط للحياة المستقبلية ليس بالأمر المفزع الذي يظنه البعض، وإنما هو أمر في غاية السهولة شريطة أن يتمَّ بالشكل السليم، وفي وقته المناسب، وبالطرق العلمية المتبعة.
ويجب أن يعلم الإنسان أن التخطيط إنما هو نشاط يقوم به الإنسان ليَنقله من وضعه الحالي إلى ما يرغب في الوصول إليه عن طريق الخطط والإستراتيجيات المختلفة، وقد يغفل الكثير من الناس عن التخطيط في حياتهم، مشيرًا إلى أن ذلك يعود إلى عدة أسباب لعلَّ مِن أهمِّها أن كثيرًا من الناس يظن بأن التخطيط إنما هو أحد أدوات رجال الأعمال فحسب، وأن الإنسان العادي لا يُخطِّط لحياته، فضلاً عن عدم المعرفة بالتخطيط من الأساس عند كثير من الناس، أو رغبة الكثير في الهروب من التزامات التخطيط التي قد يَفرضها على الشخص المخطط، هذا إلى جانب أن بعض الناس يظنون أن عملية التخطيط تحتاج إلى وقت كبير، ويَعتقدون أن إنفاق هذا الوقت في إنجاز أمور أخرى أفضل من إنفاقها في التخطيط، مؤكِّدًا على أن هناك العديد من المزايا للتخطيط والتي قد يُغفلها الكثير، ولعلَّ مِن أهمِّها أن التخطيط يُمكِّن الإنسان من رسم ملامح مستقبله ليس فقط الأمور الجيدة منها وإنما يُمكِّنه أيضًا من رسمها بشكل كامل وبما فيها من مخاطر ومشاكل، فضلاً عن أن التخطيط يعد بمثابة الطريقة العقلانية التي تساعد على صنع القرار ووضع الحلول اللازمة لحل المشكلات، كما أن التخطيط يحفِّز الإنسان على التفكير في المستقبل عن طريق استخدام حقائق واضحة وبراهين ثابتة، كما أنه يمكِّن الإنسان من الوصول إلى تحقيق نجاح في حياته، فضلاً عن أنه يجعله يتحكم في ملامح مستقبله بشكل قوي، ويُساعد التخطيط الجيد على معرفة فرص النجاح بالنسبة لما يتمُّ التخطيط له، فضلاً عن معرفة مصادر الخطر، ومن ثم يساعد الإنسان على أن يكون الشخص الذي يتمناه في المستقبل.
والواقع أن هناك ثلاث خطوات رئيسة تمر بها عملة التخطيط لأي شيء يرغب الإنسان في التخطيط له، وتتمثَّل الخطوة الأولى من هذه الخطوات في تحليل الوضع القائم؛ بحيث يبدأ الإنسان في تحليل الوضع الحالي بالنسبة له، ومُقارنة هذا الوضع بما مضى، وبما يريده في المستقبل، وأن يتمَّ ذلك من خلال جلسة مُصارحة يقوم بها الإنسان مع نفسه بحيث يتصارَح مع نفسه ويُحدِّد ما يريده تحديدًا، أما الخطوة الثانية من خطوات التخطيط فإنها تَكمن في تحديد الأهداف المنشودة؛ بحيث يجب أن يسعى الإنسان دائمًا إلى أن يكون لدَيه هدف أو مجموعة أهداف واضحة المعالم ويسعى إلى تحقيقها، وأن يكون الإنسان حريصًا دائمًا إلى أن يكون طموحًا، فإن وجود هدف يسعى إليه الإنسان مع توافر صفة الجموح، فإن ذلك كافٍ إلى أن يجعل الإنسان قادرًا إلى الوصول إلى ما يَصبو إليه من خلال التخطيط السليم، أما عن الخطوة الثالثة أو المرحلة الثالثة والأخيرة، فهي تتمثل في تصميم وكتابة سيناريو للحياة، فإن استخدام الورقة والقلم في تحديد الأهداف ووضع الخطط يعدُّ أمرًا غاية في الضرورة والأهمية، فإن الخطة قبل نَقلِها على ورق فإنها ما زالت فكرة، وبمجرد نقلها على الورق صارت خطة حقيقية، فلا توجد فائدة لأي خطة بدون كتابتها علي ورق.
إن التخطيط في حياة الإنسان يعدُّ بمثابة العمود الفقري الذي لا يمكن أن يَستغني عنه الفرد أو أن تستقيم حياته بدونه، ومِن ثَمَّ فإن التخطيط يجب أن يكون في الوقت المناسب حتى يُحقِّق الغاية المنشودة منه، ولا شكَّ أن التخطيط كلما كان في وقت مبكِّر، أو بمعنى أدق: كلما كان في الوقت المناسب له، أسفر ذلك عن نتائج أفضل وأسرع، وكانت النتائج بالشكل الذي يرغب فيه الشخص، ومتفقه مع ما يَرسمه في عقله، وعلى هذا يجب أن يَحرِص الإنسان على أن يكون تخطيطه لما يريد تحقيقه من أمور حياته في وقت مبكر حتى تكون أمامه الفرصة الكافية، ومِن ثَم يتمكن من تحقيق وتنفيذ ما يريد، مشيرًا إلى أن التخطيط إذا تمَّ في غير وقته المناسب وكان متأخرًا، فإن ذلك بلا شك سوف يؤثِّر بالسلب على النتائج التي يسعى إليها الإنسان، وربما جاءت النتائج جميعًا مُخيِّبةً للآمال بشكل كبير؛ نظرًا لعدم الاهتمام بالخطوة الأساسية، وهي: التخطيط، فمثلاً إذا كان الإنسان لديه رغبة في شراء شيء معين قد يُكلفه الكثير وهو شيء ضروري بالنسبة له، فليس من المقبول أن يفكِّر في شراء هذا الشيء بعد أن يُقحم نفسه في كثير من الالتزامات الأخرى؛ لأنه في هذه الحالة - وإن فكر في شراء هذا الشيء - وبكل تأكيد، لن يجد حلولاً واقعية، وسيكون ما يقوم به من تخطيط بمثابة وهمٍ لا قيمة له لا أكثر ولا أقل.
إن هذا يوضِّح لنا مدى أهمية أن نَسعى دائمًا إلى اختيار الوقت المناسب لأي شيء نرغب في التخطيط له ونرغب في تحقيقه في المستقبل القريب أو البعيد، مشيرًا إلى أن كل إنسان يريد أن يعيش حياة سعيدة فعليه أن يبدأ في التخطيط لهذه الحياة منذ صغره؛ بحيث يرسم ملامح حياته والخطوات التي سيَسير عليها في مستقبله من أجل تحقيق أفضل النتائج، ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق تحدي أصعب الظروف التي يواجهها الإنسان في حاضره من أجل الوصول إلى المستقبل الذي يريده، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون الإنسان واثقًا من قدراته، وأن يعمل بشكل دائم على تطوير هذه القدرات والمهارات، وأن يعمل على تطوير نفسه، وألا يَستهين بالأمور الصغيرة، وأن يُخطط دائمًا لكل ما هو كبير وصغير.

اكتب تعليق

أحدث أقدم