رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الهجرة النبوية الشريفة

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فلسفة الهجرة النبوية الشريفة


 
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين 
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية 
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا 
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا 
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا 
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
يقول الله تعالى في محكم آياته : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (40) التوبة. 
إن الأمة الإسلامية لها أحداث و ذكريات لها أعظم الأثر في حياتها ، وحدث الهجرة غيّر مسيرة التاريخ ، و تجلى فيه صدق الإيمان ، فقد كانت الهجرة مؤشراً لانطلاق الدعوة ، و لم تكن الهجرة فرارا من المحنة ، أو مجرد انتقال مكاني.بل كانت سعياً لإقامة مجتمع وبناء أمة وإنشاء دولة جديدة تقوم على الربانية والإنسانية ومكارم الأخلاق.
* بداية التاريخ الهجري
 لأهمية الهجرة المباركة و مكانتها بين الأحداث الإسلامية أرخ المسلمون بالهجرة كمعلمٍ بارز في تاريخ الدعوة .
كانتِ العرَبُ قبْلَ الإسْلامِ تَستعمِلُ التَّقْويمَ القَمَريَّ، ويُؤَرِّخونَ بأبرَزِ الأحْداثِ، كعامِ الفِيلِ ونَحوِه، ولَمَّا هاجَرَ المُسلِمونَ إلى المَدينةِ، كانوا يُطلِقونَ على كلِّ سَنةٍ مِن السَّنَواتِ اسمًا خاصًّا بها حَسْبَما يقَعُ فيها مِن أحْداثٍ، وظلَّ الأمرُ هكذا حتَّى جاءت خِلافةُ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، فاتَّخَذَ مِن هِجرةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِدايةً للتَّاريخِ الإسْلاميِّ.
 عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال ( ما عَدُّوا مِن مَبْعَثِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولَا مِن وفَاتِهِ، ما عَدُّوا إلَّا مِن مَقْدَمِهِ المَدِينَةَ.) 
صحيح البخاري
وأول من أرخ بالهجرة هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة سبع عشرة للهجرة، فقد أرسل عمر إلى أبي موسى يسأله عن أمر حدث في شعبان فقال عن أي شعبان يسأل عمر ؟!!
فكتب أبو موسى إلى عمر: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ.
 فجمع عمر الناس يستشيرهم ، فقال بعضهم: أرّخ بالمبعث، وبعضهم قال أرّخ بالهجرة، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها.
وعلى الرغم من أن هجرة الرسول من مكة إلى المدينة كانت في 22 ربیع الأول الموافق (24 سبتمبر عام 622م) إلا أنهم بدأوها من شهر المحرم من نفس السنة وذلك لسببين هما :
- لأن شهر محرم كان بدء السنة عند العرب قبل الإسلام .
- ولأن شهر محرم هو الشهر الذي استهل بعد بيعة العقبة بين وفد من أهل يثرب والنبي صلى الله عليه وآله وسلم أثناء الحج في شهر ذي الحجة فكأن الهجرة بدأت في ذلك الوقت فقد أذن بها صلى الله عليه وسلم وكان أول هلال يهل بعد الإذن هو شهر محرم.
* الهجرة سنة في الأنبياء عليهم السلام
لقد هاجر رسل الله عامة أو عدد كبير من رسل الله هاجروا، ولكن لم تكن هجرتهم مثل هجرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
هاجر سيدنا إبراهيم (فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم)، (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين).
فخرج من بلد إلى بلد إلى أن استقر به المقام في فلسطين وفي المدينة التي دفن فيه وسميت باسمه عليه الصلاة والسلام مدينة الخليل إبراهيم.
وهاجر سيدنا موسى عليه السلام، ولكن كانت هجرته قبل البعثة حينما خرج من مصر بعد أن قتل ذلك القبطي خطأ واستغفر الله وقال له من قال (إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين، فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين).
وذهب إلى مدين وتزوج فيها وعاش فيها عشر سنوات 
هجرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام
علم صلي الله عليه وسلم بانه مهاجر منذ اول يوم نزل عليه الوحي ففي الحديث الصحيح الذي يرويه الإمامُ البخاريُّ - رحمه الله - عن السيدة عائشة - رضي الله عنها - وبعض جُمَل الحديث من "مدرج الزُّهري" أنَّها قالتْ: أوَّل ما بُدِئ به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الوَحْي الرُّؤْيا الصالحة في النوم، فكان لا يَرى رؤيا إلاَّ جاءَتْ مثل فلق الصبح، ثم حُبِّب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراءٍ، فيتحنَّث فيه - وهو التعبُّد - الليالِيَ ذوات العدد قبل أن يَنْزِع إلى أهله، ويتزوَّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة، فيتزوَّد لمِثلها، حتَّى جاءه الحقُّ وهو في غار حِرَاءٍ، فجاءه الملَك، فقال: اقرأْ، قال: ما أنا بقارئٍ، قال: فأخذني فغطَّني، حتى بلغ مني الجَهْد، ثم أرسلَني، فقال: اقرأ، فقلْتُ: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطَّني الثانية، حتى بلغ مني الجَهْدُ ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئٍ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني، فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴾ [العلق: 1 - 3].
فرجع بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَرْجف فؤادُه، فدخل على خديجة بنت خُويلدٍ رضي الله عنها فقال: ((زَمِّلوني زملوني))، فزَمَّلوه، حتى ذهب عنه الرَّوْع، فقال لخديجة وأخبرها الخبَر: ((لقد خشيتُ على نَفْسي))، فقالت خديجة: كلاَّ والله، ما يُخْزيك الله أبدًا؛ إنَّك لتصل الرَّحم، وتَحْمل الكَلَّ، وتُكْسب المعْدوم، وتَقْري الضيف، وتُعين على نوائب الحقِّ، فانطلقَتْ به خديجةُ حتَّى أتَتْ به ورقةَ بن نوفل بن أسد بن عبدالعُزَّى ابن عمِّ خديجة، وكان امرأً تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يَكْتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمِي، فقالت له خديجةُ: يا ابن عمِّ اسمَعْ من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا بن أخي، ماذا ترى؟ فأخبَرَه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا النَّاموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذَعًا، ليتني أكون حيًّا إذْ يُخرِجُك قومُك، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أو مُخْرِجِيَّ هم؟)) قال: نعمْ، لم يأت رجلٌ قطُّ بمثل ما جئْتَ به إلا عودي، وإنْ يدرِكْني يومُك، أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا، ثم لم ينشَبْ ورقة أن توُفِّي، وفتَر الوَحْي[3].
و لم تكن هجرته كهجرة موسى حينما قال (ففررت منكم لما خفتكم فوهبني الله حكما وجعلني من المرسلين).
لم تكن هجرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لمجرد الفرار من الفتنة أو الهرب من الإيذاء والتضييق، لا، لقد كانت الهجرة سعياً حثيثاً لإقامة مجتمع جديد وبناء أمة وإنشاء دولة جديدة. 
كان هذا هو هدف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام من هذه الهجرة، وفعلاً استطاع أن يقيم هذه الدولة وأن يؤسس هذا المجتمع وينشيء هذه الأمة الجديدة خير أمة أخرجت للناس.
* من دروس الهجرة الأخذ بالأسباب و التخطيط السليم وحسن التوكل على الله تعالى. 
: الهجرة والتخطيط الجيد:
إن التخطيط أساس نجاح أي عمل من الأعمال؛ وهو الطريق الذي يرسم بصورة مسبقة ليسلكه فرد أو جماعة عند اتخاذ قرارات أو تنفيذ عمل، وهو سلوك إسلامي قويم، ومنهج رشيد حثَّ الإسلام على ممارسته في جميع شؤون الحياة؛ لأنه بالتخطيط يحقق المسلم فاعلية في عمله وإنتاجه، وكفاءة في أدائه .
وفي حدث الهجرة خطط النبي صلى الله عليه وسلم خطة محكمة: 
 - علىٌّ – رضي الله عنه- على فراشه صلى الله عليه وسلم متغطيا ببرده، وبات المشركون ينظرون من شق الباب، يتهافتون أيهم يضرب صاحب الفراش بسيفه .
- عبدالله بن أبي بكر كان يصبح مع قريش فيسمع أخبارها ومكائدها فإذا اختلط الظلام تسلل إلى الغار وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فإذا جاء السحر رجع مصبحاً بمكة .
- وكانت أسماء تعد لهما الطعام ثم تنطلق بالسفرة إلى الغار …ولما نسيت أن تربط السفرة شقت نطاقها فربطت به السفرة وانتطقت بالآخر فسميت بـ( ذات النطاقين )
- ولأبي بكر راعٍ اسمه عامر بن فهيرة ، كان يرعى الغنم حتى يأتيهما في الغار فيشربان من اللبن، فإذا كان آخر الليل مر بالغنم على طريق عبدالله بن أبي بكر عندما يعود إلى مكة ليخفي أثر أقدامه .
- واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً كافراً اسمه عبدالله بن أريقط وكان ماهراً بالطريق ليكون دليلهم وواعده في غار ثور بعد ثلاث ليال.
فتوزيع الأدوار جاء مرتباً مخططاً منظماً وفق خطة علمية مدروسة: 
 وهذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلى الله عليه وسلم ، وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل واتخاذ أفضل الأسباب مع الاعتماد على الله مسبب الأسباب أولاً وآخراً .
،_الهجرة والأخذ بالأسباب 
إن الله قادرٌ على حمل نبيه على البراق أو يسخر له الريح – كما سخرها لسليمان – فتحمله في طرفة عين من مكة إلى المدينة، ولكن الله يريد أن يعطينا درساً لا ننساه وهو التخطيط والأخذ بالأسباب. 
إن الهجرة يتجلى فيها التعامل مع الأسباب مع التوكل على الله ؛ لأن ذلك من الدين ، إذ الأسباب ما هي إلا أدوات للقدرة العليا ،
 و مفاتيح لخزائن رحمة الله عز وجل .
 ومن تأمل الهجرة ، و رأى دقة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها ، يدرك أن الأخذ بالأسباب عبادة تحقق معنى التوكل على الله.
ولقد وجَّه الله عباده المؤمنين إلى وجوب مراعاة هذه السُّنَّة في كل شؤونهم، الدُّنيويَّة والأخرويَّة على السَّواء، قال -تعالى-: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[التوبة:105]،
 وقال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)[الملك: 15].
 ولقد أخبرنا القرآن الكريم: أنَّ الله -تعالى- طلب من مريم -عليها السلام- أن تباشر الأسباب، وهي في أشدِّ حالات ضعفها. قال -تعالى-: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)[مريم:25]، مع ظهور أن فعل هذا السبب لا يأتي بالثمر، لضعفها وقوة الجذع، ولكنه ترسيخٌ لمبدأ الأخذ بالأسباب .
 وهكذا يؤكِّد الله -تعالى- على ضرورة مباشرة الأسباب في كلِّ الأمور، والأحوال. ورسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- كان أوعى النَّاس بهذه السُّنَّة الرَّبانيَّة ، فكان -وهو يؤسِّس لبناء الدَّولة الإسلامية- يأخذ بكلِّ ما في وسعه من أسباب، ولا يترك شيئاً يسير جزافاً .
 إن التَّوكُّل على الله -تعالى- لا يمنع من الأخذ بالأسباب؛ فالمؤمن يتَّخذ الأسباب من باب الإيمان بالله، وطاعته فيما يأمر به من اتِّخاذها، ولكنَّه لا يجعل الأسباب هي الَّتي تنشئ النَّتائج، فيتوكَّل عليها
ولقد قرَّر النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرةٍ ضرورة الأخذ بالأسباب مع التَّوكُّل على الله -تعالى-، كما نَبَّهَ -عليه الصَّلاة والسَّلام- على عدم تعارضهما. فعن أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه-: أنَّ رجلاً وقف بناقته على باب المسجد، وهمَّ بالدُّخول، فقال: يا رسول الله! أُرسلُ راحلتي، وأتوكل؟، وكأنه كان يفهم أن الأخذ بالأسباب ينافي التَّوكُّل على الله -تعالى-، فوجَّهه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى أنَّ مباشرة الأسباب أمرٌ مطلوبٌ، ولا ينافي – بحالٍ من الأحوال – التَّوكُّل على الله -تعالى-، ما صدقت النِّيَّة في الأخذ بالأسباب، فقال له -صلى الله عليه وسلم-: "بل قيِّدها وتوكَّل"(مستدرك الحاكم 3/623)، وفي لفظ: "اعقلها وتوكل"(رواه الترمذي: 2517
وهذا الحديث من الأحاديث الَّتي تبيِّن: أنَّه لا تعارض بين التَّوكُّل والأخذ بالأسباب بشرط عدم الاعتقاد في الأسباب، أو الاعتماد عليها، ونسيان التَّوكُّل على الله. فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لو أنكم توكَّلتم على الله حـقَّ توكُّله؛ لرزقكم كما يرزق الطَّير، تغدو خِماصاً، وتروح بِطاناً"(الترمذي 2344 وابن ماجه 4164).
* تأييد الله تعالى لنبيه صلي الله عليه وسلم بالمعجزات في الهجرة
لابد وأن نعلم أن هذه الدقة في التخطيط ، ما كان بها وحدها يكون النجاح ، لولا التوفيق الإلهي ، و الإمداد الرباني ، فالهجرة جرى فيها القدر الإلهي من خلال الأخذ بالأسباب البشرية.
صور من التأييد الإلهي في حادث الهجرة النبوية
ذكرت كتب السيرة صوراً من معجزات الهجرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة ؛ و يلاحظ أنها جاءت بعد أن أخذ الرسول صلى الله عليه و سلم بكافة الأسباب المتاحة ، و هذا شأن المؤمن مع الأسباب ، أن يقوم بها كأنها كل شيء في النجاح ثم يتوكل – بعد ذلك – على الله ؛ لأن كل شيء لا قيام له إلا بالله ، فالنبي صلى الله عليه و سلم خطط و دبر للهجرة و أخذ بكل أسبابها الممكنة للبشر ، في المكان و الزمان ، و الدليل ، 
و الراحلة ، و الصاحب ، و الاتجاه ، و الزاد ،
 و الغار ، و الخروج بليل ، و تسجية على رضى الله عنه على فراشه صلى الله عليه و سلم – كل ذلك مع توكله المطلق على ربه و مولاه الذى كان يجرى له الخوارق بعد استفراغ غاية الجهد ؛ و لذلك قال لصاحبه : { لا تحزن إن الله معنا } و لم يقل : لا تحزن إن خطتنا محكمة ،
 و هي بالفعل محكمة ، لكن الأمر كله لله من قبل و من بعد.
ومن هذه المعجزات:-
المعجزة الأولى: خروج النبي من بينهم سالما بعد اجتماع قريش على قتله
فقد اجتمعت قريش في دار الندوة لينظروا في أمر محمد وذلك بقيادة أبي جهل؛ وأجمعوا في نهاية المؤتمر على قتل النبي صلى الله عليه وسلم.
فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول الله سبحانه:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ…} الآية ( الأنفال: 30 ) 
فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بمؤامرة قريش، وأن الله أذن له في الخروج، وحدد له وقت الهجرة، قائلاً: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. 
وذهب النبي صلى الله عليه وسلم في الهاجرة إلى أبي بكر وأخبره بأن الله أذن له في الخروج، فقال أبوبكر: الصحبة بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، فبكى أبوبكر من شدة الفرح، تقول عائشة: ما كنت أعلم أن أحداً يبكي من شدة الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ.
فلما كانت عتمة من الليل؛ أي الثلث الأول اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبوا عليه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم؛ وعلم ما يكون منهم قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام.
ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واخترق صفوفهم وأخذ حفنة من تراب فجعل يذره على رؤوسهم وقد ضرب الله على أبصارهم الغشاوة فلا يرونه وهو تلو هذه الآيات: {يس وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ } إلى قوله: { وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} ( يس: 1- 9 ) ولم يبق منهم رجل إلا وضع على رأسه تراباً.
ومضى إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً حتى لحقا بغار ثور في اتجاه اليمن….
فأتاهم آت لم يكن معهم فقال: ما تنتظرون ههنا؟ 
قالوا: محمداً فقال: خبتم وخسرتم والله قد خرج عليكم محمد ثم ما ترك منكم رجلاً إلا وقد وضع على رأسه تراباً، وانطلق لحاجته فما ترون ما بكم قالوا: والله ما أبصرناه فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب؛ ثم جعلوا يتطلعون فيرون علياً على الفرش مسجى ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائم عليه بُرده، فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا وقام علي عن الفراش فقالوا: والله لقد صدقنا الذي كان قد حدثنا. 
فسقط في أيديهم وقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري !!!
المعجزة الثانية : حفظه وصاحبه في الغار
لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج أتى أبا بكر فخرجا من خوخة أبي بكر في ظهر بيته ومضيا إلى جبل ثور، ولما انتهيا إلى الغار قال أبوبكر: والله لا تدخله حتى أدخله قبلك فإن كان فيه شيء أصابني دونك….
 وكان في الطريق مرة يمشي أمام النبي صلى الله عليه وسلم ومرة خلفه ؛ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: يا رسول الله أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك . 
وتبعتهما قريش،واهتدت إلى المكان بتتبع آثالر الأقدام ، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا الجبل حتى وقفوا أمام الغار!!!
فقال أبو بكر : يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا !!
قال: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما “
المعجزة الثالثة: حادثة سراقة بن مالك بن جعشم.
لما أيست قريش منهما أرسلوا لأهل السواحل أن من أسر أو قتل أحدهما كان له مائة ناقة، وكان من دأب أبي بكر أنه كان خلف النبي صلى الله عليه وسلم وكان معروفاً فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا الرجل الذي بين يديك؟
فيقول: هذا الرجل هاد يهديني الطريق؛ فيفهم من كلام أبي بكر أنه يعني به الطريق وإنما يعني سبيل الخير .
وتبعهم في الطريق سراقة بن مالك بن جعشم وكان قد علم من رسل كفار قريش أنهم يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما مائة ناقة لمن قتله أو أسره، 
قال سراقة: بينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج إذ أقبل رجل منهم حتى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة إني رأيت آنفاً أسودة بالساحل أراها محمدا أو أصحابه….
قال سراقة: فعرفت أنهم هم ، فقلت له: ليسوا هم ولكنك رأيت فلاناً وفلاناً انطلقوا بأعيننا ؛ ثم لبثت في المجلس ساعة ثم قمت، فأمرت جاريتي أن تخرج فرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها علي، وأخذت رمحي فخرجت من ظهر البيت ، حتى أتيت فرسي فركبتها فدفعتها حتى دنوت منهم فعثرت بي فرسي فخررت عنها …. فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي، فاستخرجت منها الأزلام فاستقسمت بها أضرهم أم لا؟ 
فخرج الذي أكره فركبت فرسي وعصيت الأزلام، حتى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغنا الركبتين فخررت عنها، ثم زجرتها فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلما استويت قائمة إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان فاستقسمت بالأزلام فخرج الذي أكره.
فناديتهم بالأمان فوقفوا فركبت فرسي حتى جئتهم ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيته من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم أخبار ما يريد الناس بهم، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزآني ولم يسألاني إلا أنه قال: اخف عنا .
قال سراقة: فسألته أن يكتب لي كتاب أمن فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أديم ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما همّ سراقة بالانصراف قال له النبي صلى الله عليه وسلم : كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى؟! 
قال سراقة: كسرى بن هرمز ؟!!!!!!!
قال عليه السلام: كسرى بن هرمز .
ودارت الأيام دورتها فإذا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي خرج من مكة مستتراً بجنح الظلام مهدوراً دمه يعود إليها سيداً فاتحاً تَحُفُّه الألوف المؤلفة من جند المسلمين … ويأتي سراقة النبي صلى الله عليه وسلم، ويعلن إسلامه بين يديه، ويتراءى له ذلك اليوم الذي هم فيه بقتل محمد صلى الله عليه وسلم من أجل مائة من النوق، وبعد أن أسلم أصبحت نوق الدنيا لا تساوي عنده قلامةً من ظفر النبي صلى الله عليه وسلم.
 ولما آل أمر المسلمين إلى الفاروق عمر رضوان الله تعالى عليه، وفي ذات يوم من آخر أيام خلافته قَدِم على المدينة رُسُلُ سعد بن أبي وقاص، يبشرون عمر بالفتح، ويحملون إلى بيت مال المسلمين الغنائم، وكان من بين هذه الغنائم تاج كسرى المرصع بالدر، وثيابه المنسوجة بخيوط الذهب، ووشاحه المنظوم بالجوهر، وسواراه، وما لا حصر له من النفائس، نظر عمر إلى هذا كله في دهشة، وجعل يقلبها بقضيب كان بيده زهداً بها، ثم قال: إن قوماً أدوا هذا لأمناء، وكان في حضرته سيدنا علي رضي الله عنه، قال يا أمير المؤمنين: أعجبت من أمانتهم، لقد عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا، 
وهنا دعا الفاروقُ عمر سراقة بن مالك فألبسه قميص كسرى، ووضع على رأسه تاجَه، وألبسه سواريه، ثم قال عمر لسراقة: بخٍ بخٍ أعيرابي (تصغير أعرابي)من بني مدلج على رأسه تاج كسرى، وفي يديه سواره.
فحمل عَهْدُ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لسراقة عدّة نبوءات: منها فتح بلاد فارس، ومنها بقاء سراقة على قيد الحياة إلى أن تُفتح فارس ويلبس سواري كسرى، وهو ما تمّ بعد وفاته صلّى اللّه عليه وسلّم.
المعجزة الرابعة: شاة أم معبد.
 اجتاز النبي صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحبه في طريقهما بأم معبد فسألاها هل عندك شيء؟ فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزناكم القرى (الضيافة)والشاة عازب؛ لأنهم كانوا مسنتين (مجدبين) ؛ 
فنظر رسول الله إلى شاة في كسر الخيمة فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ 
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم .
قال: هل بها من لبن؟ 
قالت: هي أجهد من ذلك، فقال: أتأذنين لي أن أحلبها قالت: بأبي وأمي إن رأيت بها حلباً فاحلبها، فمسح بيده ضرعها وسمى الله ودعا فدرت ؛ فدعا بإناء فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ؛ ثم شرب وكان آخرها شرباً وقال: ساقي القوم آخرهم شرباً ثم حلب فيه ثانياً حتى ملأ الإناء وتركه عندها ثم ارتحلوا.
قالت أم معبد في رواية: وكنا نحلبها صبوحاً وغبوقاً (بكرة وعشية) وما في الأرض قليل ولا كثير مما يتعاطى الدواب أكله، ولما جاء زوجها أبو معبد عند المساء يسوق أعنزاً عجافاً ورأى اللبن الذي حلبه عجب فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب ولا حلوب بالبيت؟ 
قالت مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت ومن حاله كذا وكذا، قال: صفيه، فوصفته فقال لها : هذه والله صفة صاحب قريش ولو رأيته لاتبعته. الهجرة الباقية المستمرة. 
 
إننا فى حاجه ماسة اليوم إلى تحقيق هذه الهجرة في حياتنا ، هجرة إلى الله و رسوله بفعل الطاعات و ترك المنكرات ، هجرة من الشر و الرذيلة إلى الخير و الفضيلة ، هجرة من الفرقة إلى الوحدة ، هجرة من السلبية إلى الإيجابية لتغيير الواقع المؤلم الذى تعيشه الأمة.
قال الإمام العز بن عبد السلام: الهجرة هجرتان: هجرة الأوطان، وهجرة الإثم و العدوان، و أفضلها هجرة الإثم و العدوان؛ لما فيها من إرضاء للرحمن و إرغام النفس و الشيطان.
و قال الإمام ابن القيم: الهجرة فرض عين على كل أحد في كل وقت ، و أنه لا انفكاك لأحد من وجوبها ، و هي مطلوب الله و مراده من عباده ، إذ الهجرة هجرتان : هجرة بالجسم من بلد إلى بلد.
و هجرة بالقلب إلى الله و رسوله ، و هذه هي الهجرة الحقيقية ، و هى الأصل و هجرة الجسد تابعة لها ، و هي هجرة تتضمن أن يهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته ، و من عبودية غيره إلى عبوديته ، و من خوف غيره و رجائه و التوكل عليه إلى خوف الله و رجائه و التوكل عليه ، و من دعاء غيره و سؤاله و الخضوع له و الذل و الاستكانة له إلى دعائه و سؤاله و الخضوع له و الذل و الاستكانة له.
فأول مراحل الهجرة ترك المعاصي، والبُعْد عن مواطن الشبهات، ولن ينصر الدين رجل غرق في شهواته، والمعروف أن ترك المعاصي مقدم على فعل فضائل الأعمال، والإنسان قد يُعذر في ترك قيام أو صيام نفل أو صدقة تطوع، لكنه لا يُعذر في فعل معصية.
 وذلك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “إِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ”؛ رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة
ولذلك عرَّف الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجر الحقيقي بتعريف عميق من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، فقال فيما رواه أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: “إِنَّ الْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ“.
* فضل شهر المحرم ويوم عاشوراء 
شهر الله المحرَّم، من أعظم شهور الله جلَّ وعلا عظيم المكانة، قديم الحُرْمَة، رأس العام، من أشهر الله الحرام، فيه نصَرَ الله موسى وقومه على فرعون وملئه، ومن فضائله: أنَّ الأعمال الصَّالحة فيه لها فضلٌ عظيمٌ، لا سيَّما الصِّيام؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضيَ الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أفضل الصِّيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم، وأفضل الصَّلاة بعد الفريضة صلاة اللَّيل))[3].
وأفضل أيام هذا الشَّهر يا عباد الله يوم عاشوراء، وفي "الصحيحَيْن" عن ابن عبَّاسٍ رضيَ الله عنهما قال: "قدم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم المدينة، فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء؛ فقال لهم: ((ما هذا اليوم الذي تصومونه؟)). قالوا: هذا يومٌ عظيمٌ، أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا؛ فنحن نصومه. فقال: ((نحنُ أحقُّ بموسى منكم))؛ فصامه وأمر بصيامه[4].
 وفي "صحيح مسلم" عن أبي قَتادة رضيَ الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سُئل عن صيام يوم عاشوراء؛ فقال: ((أحتسبُ على الله أن يكفِّر السَّنة التي قبله))[5].
الله أكبر! يا له من فضلٍ عظيم لا يفوِّته إلا محروم.
 وقد عزم على أن يصوم يومًا قبله مخالفةً لأهل الكتاب؛ فقال عليه الصَّلاة والسَّلام: ((لئن بقيتُ إلى قابلٍ لأصومنَّ التَّاسع))؛ أخرجه مسلمٌ في "صحيحه"، من حديث ابن عبَّاس رضيَ الله عنهما[6].
لذا فيستحبُّ للمسلمين أن يصوموا ذلك اليوم اقتداءً بأنبياء الله، وطلبًا لثواب الله، وأن يصوموا يومًا قبله أو يومًا بعده؛ مخالفةً لليهود، وعملاً بما استقرَّت عليه سنَّة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم فيا له من عملٍ قليلٍ وأجرٍ كبيرٍ وكثيرٍ من المُنعِم المتفضِّل سبحانه!
هذا، واعلموا رحمكم الله أنَّ من أفضل الطَّاعات وأشرف القُربات كثرة صلاتكم وسلامكم على خير البريَّات، صاحب المعجزات الباهرات، والآيات البيِّنات؛ فقد أمركم بذلك ربُّكم جلَّ وعلا فقال تعالى قولاً كريمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56].
 اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا وحبيبنا وقدوتنا محمَّد بن عبدالله، وارضَ اللَّهم عن خلفائه الرَّاشدين ذوي المقام العليّ، أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن سائر الصَّحابة والتَّابعين.

اكتب تعليق

أحدث أقدم