بقلم: نرجس خالد
قال الإمام علي بن أبي طالب (ع) في حديثه الشريف "لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".
هذا يعني أن التربية في حالة من التطور المستمر، مثل أي شيء آخر في هذا العالم، حيث يتطور ويبتكر لأفضل. هذا لا يعني أنكم لا تقومون بتربية جيدة، ولكن هناك جيل معني بالتطور. قد تكون هناك أساليب خاطئة في تربيتكم، وليس التربية نفسها. يمكننا تحسين الأساليب الخاطئة وتطويرها.
لدي الآباء والأمهات إرث قديم في تربية الأطفال، مع اعتمادهم على العادات والتقاليد والأفكار المغلوطة. وعندما تتحدث إلى أحد الآباء، قد يقولون بشكل عام "لقد نشأنا حسنًا ولم يحدث شيء غير ذلك"، لكن عندما تعمق في أفكارهم وتستجلبهم، ستجد الكثير من التصرفات الملتبسة والألم. يشمل الارث القديم اتباع الأطفال لما اعتاد تربيتهم عليه أجدادنا واتباع الآباء لتربية أجدادهم. وهذا التصرف أو السلوك ليس دائمًا صحيحًا، لأن التربية تتطور باستمرار، إذا لم تتواكب مع التطور الصالح، فإن حياتك ستقف بالنقطة التي هي عليها.
هناك بعض التصرفات التي يتبعها الآباء بدون معرفتهم بأضرارها، مثل الصراخ أو الضرب. يتسبب هذا التصرف في إلحاق ألم كبير بالطفل وتسبب له العديد من المخاوف، ويؤدي إلى تراجع في جميع تصرفاته الأصيلة. عندما يكبر، سيخاف من الأشخاص الذين يرفعون أصواتهم أو من الضوضاء، وسيعتبر ذلك أمرًا مخيفًا ومرعبًا. أما بالنسبة للضرب، فسوف تنهار شخصيته ويشعر بالتردد في كل أموره ويخاف في داخله عندما يحاول فعل شيء، حيث يتذكر أنه قد يتعرض للضرب من قبل والديه. هذا السلوك سيديم شخصيته وسيجعله عاجزًا عن اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بحياته.
عندما يأتي الطفل إليك ويحتاج إلى مساعدتك، لا تقلل من أهميته ولا تسخر منه. إذا قدمت له المساعدة الآن، فإنه قد لا يتوجه إليك مرة أخرى عندما يحتاج إليك.
فيما يخص النساء اللواتي لم يتزوجن بعد، لديكم مستقبل يحمل العديد من الإنجازات. فكروا في التربية قبل الإنجاب، لنكون قادرين على تربية أبناء واعيين وناضجين.
كيف تشعر أطفالك بالسعادة:
كونوا رفاقًا لهم قبل أن تكونوا مربيين لهم. استمعوا لهم واستمتعوا بوقتكم معهم، لأنهم في حاجة ماسة إلى ذلك بينما. إذا كنت تشعر بأنك فقدت السيطرة على أبنائك وهم الآن كبار ولا تستطيعين السيطرة عليهم، أقول لك بكل حب واحترام أنه لا يزال هناك فرصة لكسبهم وكسب تقديرهم في الدورات التعليمية حول التربية أو الكتب التوعوية أو الأبحاث العلمية. آمل ألا تحرجي نفسك أو تشعري بالخجل من البحث عن هذا الموضوع، لأنه إذا كان المصلح الجيد والوجدان الذي يعيش بداخلنا يكون واعيًا، فسيصبح الأجيال القادمة ناضجة.
التربية ليست أمرًا صعبًا، ولكن يتطلب منك أن تواكب العصر الذي يعيشه أبناؤك لتوفير تربية سليمة وخالية من التأثير السلبي على أرواحهم. ليس لدي ما أقوله عن تربيتك، لكنك بحاجة لإضافة بعض العناصر الجديدة وتعلم أشياء جديدة تتناسب مع العصر الحالي الذي تعيشه.
أحيانًا يمكن أن تجد أن أبنائك هم من يربون عليك، لأنهم وسيلتك لتواجدك في هذا العالم. من الطبيعي جدًا أن تصبحوا مكملين لبعضكم البعض وتكتشفوا أشياء جديدة معًا. هناك أمر مهم لا يجب عليك التحكم فيهم، فأنت وسيلتهم للوصول إلى هذا العالم، ويجب أن تخلقوا أنفسكم أحرارًا. وبالتأكيد، هذا يعني أنه يمكنكم السماح لهم بأن يفعلوا ما يريدون، ويجب أن تكونوا جيدين في عيونهم وتجعلوهم يشعرون بالسعادة.
إرسال تعليق