رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن الإستشفاء بالقراّن الكريم

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ورئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين يتحدث عن الإستشفاء بالقراّن الكريم


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الإستشفاء بالقراّن الكريم
بقلم المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
مما لاشك فيه أن الإستشفاء بالقرآن أنفع الطب وأحسنه وأقومه ، وهو خير ما يُستشفى به ، قال الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}[الإسراء:82] ، وقال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ}[يونس:57] ، وقال الله تعالى: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ}[فصلت:44] .
القرآن شفاء لكل الأدواء وجميع الأسقام لمن وفقه الله عز وجل لحسن الاستشفاء بالقرآن ؛ فهو شفاء للقلوب من أمراضها المتنوعة من شبهات وشهوات ، فإن دواءها وطبَّها وعلاجها في كتاب الله عز وجل لمن أحسن مداواة قلبه به؛ قراءةً للقرآن ، وتدبرًا لهداياته ، وعملًا بدلالاته العظيمة وإرشاداته القويمة .
وهو -- طبٌّ للعباد في الأمراض بعمومها لمن أحسن مداواة نفسه بالقرآن ، وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يداوي نفسه وأهل بيته بكتاب الله تبارك وتعالى ، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : «كَانَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ» ، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ» ، والمعوذات: ثلاث سور ؛ سورة الإخلاص ، وسورة الفلق ، وسورة الناس .
ومن أنفع ما يكون العلاج في هذا الباب بفاتحة الكتاب التي هي أعظم سور القرآن وأجلُّها ، وقد جاء في الصحيح في قصة رواها أبو سعيد رضي الله عنه وحاصلها أنه رقى سيد قوم لدغته عقرب فشفاه الله ؛ قرأ عليه بفاتحة الكتاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ)) ، وقد قال ابن القيم رحمه الله : «لو أحسن العبد مداواة نفسه بفاتحة الكتاب لرأى لها تأثيرًا عجيبا» .
ما أحوجنا في هذا الباب «باب الاستشفاء» إلى العودة إلى كتاب ربنا وهداياته العظيمة لننال الشفاء التام من كل الأسقام بإذن الله جل وعلا ، وإذا كان الله يقول جل في علاه عن هذا القرآن العظيم {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[الحشر:21] فكيف بتأثيره إذًا في مداواة الأمراض والشفاء منها بإذن الله تبارك وتعالى!! .
أيها المؤمنون : نعم ما أحوجنا إلى عودة صادقة لكتاب الله عز وجل ليتحقق لنا الشفاء من الأسقام وأن نحذر في هذا الباب مما يروِّجه أهل الأوهام والخرافة والدجْل والشعوذة مستغلِّين أمراض الناس وأسقامهم وعِللهم ، وهم من خلال ذلك يأكلون أموال الناس بالباطل ويوقعون الناس في أنواع من الأوهام والخرافات مع أكلهم لأموالهم بالباطل.
والحري بالمؤمن أن ينأى بنفسه عن هذه المسالك وأن يبتعد بها عن هذه المهالك وأن يعود إلى كتاب الله جل وعلا، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب فذكر من أوصافهم «أنهم لا يسترقون» أي لا يذهبون إلى من يرقيهم رقيةً صحيحة ؛ فكيف بالحال -عباد الله- بمن يذهب بنفسه أو أهله أو ولده إلى أولئك المبطلين الظالمين الآثمين المعتدين الذين يستغلون أمراض الناس بحجة أنهم يرقونهم ، وهم في الواقع يوقعونهم في أمراض وعلل مع أكلهم لأموال الناس بالباطل .
ما عُرف في هدي السلف الصالح رحمهم الله من يجلس متصديًا للرقية لا لغيرها ؛ يفتح بابه ويستقبل العائدين والزوار من كل فج وصوب ، لا يُعرف ذلك في حال سلفنا الصالح رحمهم الله ، نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ))؛ إحسانا وطلبا لمرضاة الله تبارك وتعالى وتقربا إليه . أما هذه الطريقة المعهودة عند بعض من يعالجون الناس بالرقية فهي طريقةٌ غير معهودة عن السلف رحمهم الله ورضي الله عنهم وأرضاهم ، ناهيك عما يكون عند كثير من هؤلاء من أمورٍ هي مخالفات شرعية بيِّنة يدركها أهل العلم والبصيرة بدين الله ، ولاسيما أن كثيرًا من هؤلاء الرقاة جهلةٌ بدين الله لا حظَّ لهم من العلم الشرعي ولا نصيب .
عودة صادقة إلى كتاب الله نستشفي وندعو ربنا ونصدُق معه في سؤالنا ؛ فإن هذا هو عين الشفاء ، دخل طاوس بن كيسان رحمه الله على رجل مريض يعوده فقال المريض: ادع لي ، فقال له طاووس : «ادع لنفسك {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}» .
نفعنا الله أجمعين بهدي كتابه ، ووفقنا أجمعين لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأصلح الله لنا شأننا كله وهدانا إليه صراطًا مستقيما
إن أعظم الاستشفاء بالقرآن أن نهتدي بهداياته العظيمة كما قال الله جل وعلا: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }[الإسراء:9] ، فلابد في هذا الباب «باب الاستشفاء بالقرآن» من عناية بالقرآن تدبرًا لآياته وتأملًا في هداياته وعملًا بمقتضياته ليتحقق للمرء حينئذ حُسن الاستفادة وحُسن الاستشفاء ، وقد قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص:29] .
نسأل الله جل وعلا أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وشفاء أسقامنا وأمراضنا ، وأن يذكِّرنا منه ما نُسِّينا ، وأن يعلِّمنا منه ما جهلنا ، وأن يرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا ، وأن يجعلنا من أهل القرآن؛ أهل الله وخاصته.






 

اكتب تعليق

أحدث أقدم