"المياه والتغير والمناخي... رؤية مصرية تاجيكية"

"المياه والتغير والمناخي... رؤية مصرية تاجيكية"

 


"المياه والتغير والمناخي... رؤية مصرية تاجيكية"

د. احمد طاهر

مدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية

---

أيام قليلة تسبق انعقاد المؤتمر الدولي الثالث رفيع المستوى الذى تستضيفه العاصمة التاجيكية دوشنبه خلال الفترة من 10-13 يونيو 2024، وهو المؤتمر المنظم في إطار ما يعرف بالعقد الدولي للعمل (2018- 2028)، والذى يحمل شعار الماء من أجل التنمية المستدامة، وهى مبادرة اطلقتها تاجيكستان فيما يعرف بمسار دوشنبه للمياه"، حيث يعقد هذا المؤتمر كل عامين  تحت رعاية الرئيس التاجيكى إمام على رحمن، وجاء في إطار الجهود التي تبذلها تاجيكستان على مدى العقدين الماضيين في قيادتها للجهود الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة للاهتمام بالمياه، إذ يذكر أن اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تسعة قرارات بشأن قضايا المياه بناء على مبادرات تاجيكستان الدولية، منها على سبيل المثال:

• إعلان عام 2003 “السنة الدولية للمياه العذبة”،

• “العقد الدولي للعمل” الماء من أجل الحياة لسنوات 2005 -2015،

• إعلان سنة 2013 السنة الدولية للتعاون في مجال المياه.

• العقد الدولي للعمل الماء من أجل التنمية المستدامة” للفترة 2018-2028،

• إعلان سنة 2025 –السنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية، وتدشين يوم 21 مارس يومًا عالميًا للأنهار الجليدية.

ويأتي المؤتمر الثالث ليستكمل الجهود المبذولة في سبيل دعم التنمية المستدامة والإدارة المتكاملة لموارد المياه وتعزيز التعاون والشراكة بغية تحقيق الأهداف المتفق عليها دوليًا في مجال الموارد المائية، اتساقا مع أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030، حيث تدرك تاجيكستان مدى العلاقة الوثيقة بين التغير المناخي وتأثيراته على المياه والمصادر المائية في العالم، إذ أن من شأن تفاقم تغير المناخ أن يؤدى إلى مزيد من الضغوطات على إمدادات الغذاء والماء في مختلف مناطق العالم، خاصة تلك التي تعانى من ندرة مائية، بما يُفضى بدوره إلى حدوث تداعيات اقتصادية وسياسية هائلة تستوجب سرعة التعامل معها برؤى جديدة وبجهود تعاونية، متفقة في ذلك مع الرؤية المصرية، إذ يذكر ان ثمة تطابق بين الرؤيتين عكسته كلمات الرئيس التاجيكى إمام على رحمن امام المؤتمر الثانى للمياه والمنعقد عام 2022، حيث أشار بشكل واضح إلى أن:" التهديدات والتحديات الحديثة، بما في ذلك تحديات تغير المناخ، أعاقت تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في قطاع المياه، إذ يتطلب هذا الوضع اهتمامًا خاصًا، حيث أن تأثيره على الموارد المائية، وخاصة الأنهار الجليدية، واضح جدًا ومثير للقلق. لقد فقدت طاجيكستان أيضًا أكثر من 1000 نهر جليدي في العقود القليلة الماضية نتيجة لتغير المناخ، وتعاني من الفيضانات الشديدة والجفاف والجفاف كل عام. من الواضح أن الموارد المائية تلعب دورًا رئيسيًا في التكيف والتكيف مع آثار تغير المناخ"، وهى ذات المضمون الذى حملته كلمة وزير الموارد المائية والرى المصرى حينما أكد على أنه :" من مساعي مصر لدمج ملف المياه والعمل المناخي فإنه جاري العمل علي تضمين برنامج رئاسة المؤتمر يوم للمياه، كما تعكف الدولة علي صياغة مبادرة للتكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه وذلك بالتعاون مع عدد من المنظمات وشركاء التنمية، فضلاً عن تنظيم جناح للمياه بالتعاون مع أكثر من ٣٠ منظمة دولية".

خلاصة القول إن الرؤيتين المصرية التاجيكية تتقاربان إلى حد التطابق حول قضية المياه وضرورات تعزيز العمل في إطار التعاون المشترك من اجل تعظيم الاستغلال الأمثل للمياه في تحقيق التنمية المستدامة للشعوب.

 

اكتب تعليق

أحدث أقدم