رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن يوم عرفة مشهد مصغر عن يوم الحشر

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن يوم عرفة مشهد مصغر عن يوم الحشر



بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي ,

مما لاشك فيه أن فَضَائِلُ هَذِهِ الْأَيَّامِ كَثِيرَةٌ وَلِبَعْضِهَا خَصَائِصُ لَيْسَتْ لِغَيْرِهَا كَيَوْمِ عَرَفَةَ وَيَوْمِ النَّحْرِ وَهَذَا حَدِيثٌ عَنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا فِيهِ مِنَ الْفَضَائِلِ لِنَعْلَمَ قَدْرَهُ وَنُعَظِّمَ حُرْمَتَهُ وَلَا نُهْدِرَ مِنْهُ لَحْظَةً وَإِذَا ذُكِرَ عَرَفَةُ ذَرَفَتِ الْعُيُونُ بِالدَّمْعِ عَلَى مَشْهَدِ وُقُوفِ الْحَجِيجِ فِي عَرَفَةَ يُنَاجُونَ اللهَ تَعَالَى بِصَالِحِ الدَّعَوَاتِ فَرَحًا بِهِمْ وَشَوْقًا إِلَى تِلكَ المَشَاعِرِ المُقَدَّسَةِ
هُوَ مَشهَدٌ مُصَغَرٌ عَن يَومِ الحَشرُ لِوقُوفِ النَّاسِ لِلحِسَاب وَفِيهِ يَتَجَلَّى مَوقِفُ الإِنسَانِيَّةِ والأُخُوَةِ وَالمُسَاوَاةِ فَالنَّاسُ بِلِبَاسٍ وَاحِدٍ فِي مَكَانٍ وَاحِد يُناجُونَ ويَدعُونَ رَبّاً وَاحِداً
فّضّائِلَ يَوْمُ عَرَفَةَ
هُوَ يَوْمٌ أَقْسَمَ اللهُ تَعَالَى بِهِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى فَضْلِهِ وَعَظَمَتِهِ فقال سُبحَانَهُ: ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ*وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ" وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ*وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر﴾ قال النَّبِيُّ ﷺ: "إِنَّ الْعَشْرَ عَشْرُ الْأَضْحَى وَالْوَتْرَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّفْعَ يَوْمُ النَّحْرِ"
هُوَ يَوْمُ كَمَالِ الدِّينِ وَتَمَامُ النِّعْمَةِ "قَالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لَعُمَرِ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا قَالَ: أَيُّ آيَةٍ قَالَ: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ قَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ"
وَهُوَ رُكْنُ الْحَجِّ الْأَعْظَمِ قَالَ النَّبيُّ ﷺ:"الْحَجُّ عَرَفَةُ "
وَهُوَ يَوْمُ المَغفِرَةِ وَالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالمُبَاهَاةِ بِأَهْلِ المَوْقِفِ قَالَ النَّبيُّ ﷺ: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ" وَقَالَ ﷺ:"إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ أَهْلَ السَّمَاءِ فَيَقُولُ لَهُمْ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي جَاءُونِي شُعْثًا غُبْرًا"
وَهُوَ يَوْمٌ تُسْتَجَابُ فِيهِ الدَّعَوَاتُ وَتُفَرَّجُ فِيهِ الْكُرُبَاتُ وَتُمْنَحُ فِيهِ الْأُعْطِيَاتُ وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الدُّعَاءِ فِيهِ تَوْحِيدَ اللهِ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ"
وَهُوَ يَوْمُ إِصْغَارِ الشَّيْطَانِ لِمَا يَرَى مِنْ تَنَزُّلِ رَحَمَاتِ اللهِ تَعَالَى عَلَى عِبَادِهِ قال النَّبيُّ ﷺ: "مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ"
وَإِذَا كَانَ أَهْلُ المَوْسِمِ قَدْ ظَفِرُوا بِالْوُقُوفِ فِي عَرَفَةَ رُكْنِ الْحَجِّ الْأَعْظَمِ فَإِنَّ لِأَهْلِ الْأَمْصَارِ صَوْمَ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَصَوْمُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"
وَعَلَيْهِ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُكْثِرَ المُسْلِمُونَ مِنَ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ والطَّاعَاتِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ لِتَشمَلَهُم الأُعطِيَاتِ
عِيدُ الْأَضْحَى هُوَ أَكْبَرُ أَعْيَادِ المُسْلِمِينَ وَأَفْضَلُهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "إِنَّ ‌يَوْمَ ‌النَّحْرِ ‌وَيَوْمَ ‌عَرَفَةَ ‌وَأَيَّامَ ‌التَّشْرِيقِ هُنَّ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهُنَّ أَيَّامُ أَكَلٍ وَشُرْبٍ"
وَتُشْرَعُ فِيهِ الْأَضَاحِي وَهِيَ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ وَأَجَلِّهَا وَهِيَ مِنْ سُنَّةِ إبرَاهِيمَ عَلَيهِ السَّلَامُ ونبِيِّنَا ﷺ ضَحَّى النَّبِيُّ ﷺ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ وَاضِعًا قَدَمَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا يُسَمِّي وَيُكَبِّرُ فَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: "سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ قَالُوا: مَا لَنَا مِنْهَا قَالَ: بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصُّوفُ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ
مِنْ الصُّوفِ حَسَنَةٌ"
وَلْنَجْتَنِبْ مِنَ الْأَضَاحِي مَا كَانَ بِهَا عَيْبٌ فَإِنَّهَا قُرْبَانٌ لِلهِ تَعَالَى
وَلْنَخْتَرْ مِنْهَا أَطْيَبَهَا بِصِدْقِ النِّيَةِ قال سُبحَانَهُ: ﴿لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾
ولِنأكُلَ مِنهَا ونَتَصَدَّقَ ونَهدِي قَالَ تَعَالَى: ﴿فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَٱلْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
أَحِبَتِي فِي اللهِ: عَمَلًا أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هِرَاقَةِ دَمٍ وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَظْلَافِهَا وَأَشْعَارِهَا وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا"
وَقالَ ﷺ:"يا فاطِمَةُ قُومِي فاشْهَدِي أُضْحِيَتَكِ فَإنَّهُ يُغْفَرُ لَكِ بِأوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِن دَمِها كُلُّ ذَنْبٍ عَمِلْتِيهِ وقَوْلِي: إنَّ صَلاتِي ونُسُكِي ومَحْيايَ ومَماتِي لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ*لا شَرِيكَ لَهُ وبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسْلِمِينَ﴾ وَقَالَ: هِيَ لِلْمُسْلِمِينَ عامَّةً"
لِنُبادِرَ إِلَىَ العَمَلِ الصَّالحِ وَنَجُدَّ وَنَجْتَهِدَ وَنَسْأَلَ اللهَ تَعَالَى مِنْ فَضْلِهِ وَلِنُكْثِرَ مِنْ ذِكْرهِ في كُلِّ الأَحْوالِ وَالأَحْيانِ فَإِنَّهُ سُبحَانَهُ يَذْكُرُ مَنْ ذَكَرَهُ وَيُعْطِيِ الجزيلَ لمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْهِ فَإِنِّها ساعاتٌ وَلحَظاتٌ ثُمَّ يَعوُدُ النَّاسُ إمَّا بِالأَجْرِ الجزيلِ لمنْ كانَ عَامِلًا أوَ الخَسارَةِ لِمَنْ فَاتَهُ ذَلِكَ الموُسِمُ العَظيمُ
الَّلهُمَّ أَعِنَّا عَلَىَ ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبادَتِكَ وَاسْتَعْمِلْنا فيما تُحِبُّ وَتَرْضَىَ ظاهِرًا وَباطِنًا
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

اكتب تعليق

أحدث أقدم