ألوان الشفق القطبي (الأورورا) تزين السماء بسبب النشاط الشمسي

ألوان الشفق القطبي (الأورورا) تزين السماء بسبب النشاط الشمسي


رئيس الجمعية الفلكية الاردنية .... 

ألوان الشفق القطبي (الأورورا) تزين السماء بسبب النشاط الشمسي
 
الاحساء 
زهير بن جمعه الغزال 

أوضح ذلك د. عمار السكجي
رئيس الجمعية الفلكية الاردنية
 
ظاهرة الشفق القطبي أو الأورورا تظهر بشكل واسع في اجزاء مختلفة من العالم، حيث شاهدها الناس في العديد من الدول ، وخاصة المناطق التي تقع جنوب القطب الشمالي في شمال أمريكا وأوروبا وكذلك المناطق التي تقع شمال القطب الجنوبي وخاصة القارة القطبية الجنوبية وفي استراليا ونيوزيلاندا 
 
سبب ذلك هو النشاط الشمسي الذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية، حيث حدثت انفجارات في عدة بقع شمسية ARs3842,3844,3848 واطلقت العنان لـ توهجات شمسية متوسطة وقوية من مستوى X7 و X9 ، وهذه الانبعاثات الكتلية الاكليلية التي قذفت من الشمس في 3 و 4 أكتوبر الحالي وخاصة القوية والناتجة من البقعة الشمسية AR 3842، وقد تابعت الجمعية الفلكية الاردنية نشاط البقع الشمسية وقامت برصدها وتصويرها ومقارنتها مع المراصد الشمسية العالمية. 
 
نحن الان ما زلنا تحت تأثير الرياح الشمسية حيث ضربت الارض خلال الأيام الماضية وما زالت تضرب الأرض وسرعتها اليوم تساوي 1.7 مليون كيلومتر في الساعة. 
 
وحسب مراكز مراقبة التأثيرات على الأمواج الراديوية وانقطاعاتها، فقد وصل مستوى الانقطاع الراديوي في الجزء العلوي من شمال الكرة الأرضية من المستوى البسيط R1  الى المستوى القوي R3  ، حيث تشير R3 الى انقطاع واسع للاتصالات اللاسلكية ذات التردد العالي وقد تؤدي الى فقدان الاتصال اللاسلكي لمدة ساعة على على الجانب المضاء بنور الشمس من الأرض، وتدريج حالة الانقطاع هو عبارة عن تدريج من 1 الى 5. وهذه الانقطاعات كانت بنسب متفاوتة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث كان أعلاها صباح الاثنين الساعة 12:19 وتستمر التأثيرات حتى يوم الاربعاء القادم الموافق 9 أكتوبر 2024. وما زالت المراكز المتخصصة في طقس الفضاء ترصد وتقييم التأثيرات التي سوف تحدث من العاصفة الحالية. 
 
عندما تقترب الرياح الشمسية من الأرض تتفاعل مع المجال المغناطيسي الأرضي حيث تشكل عواصف جيومغناطيسية، وهي اضطرابات في الغلاف المغناطيسي الارضي، وتكون ضعيفة او متوسطة او قوية حسب التدريج المستخدم في تصنيف هذه العواصف وهو تدريج من 1-5، و العاصفة الجيومغناطيسية الحالية تعتبر قوية من الدرجة الثالثة، وقد حدثت عاصفة مشابهة في شهر أيار الماضي، حيث كانت عبارة عن سلسلة من العواصف الشمسية القوية ذات التوهجات الشمسية الشديدة ، وهي الأقوى التي تؤثر على الأرض منذ مارس 1989، وأنتجت الشفق القطبي عند خطوط عرض أكثر بكثير من المعتاد في كل من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، وقد رصد بعض التأثيرات الارضية مثل انقطاع في الاتصالات الراديوية، وتأثيرات في نظم الملاحة GPS واضطرابات في خطوط الضغط العالي وبعض التأثيرات على الاقمار الصناعية. 
 
ويذكر أن أكبر عاصفة مغناطيسية ضربت الأرض تُعرف بعاصفة كارينجتون، وتُصنف العاصفة الجيومغناطيسية التي حدثت في شهر أيار الماضي ضمن فئة عواصف كارينجتون التي أدت إلى قطع الاتصالات التلغرافية في عام 1859.
 
إن العواصف الجيومغناطيسية تؤثر على مسارات الطيور المهاجرة وعلى موجات الراديو والاتصالات والملاحة الفضائية، والمحولات الكهربائية وخطوط الضغط العالي، والأقمار الصناعية، والطائرات فوق المناطق القطبية، ومعظم العواصف الجيومغناطيسية تؤثر على المناطق العلوية او السفلية القريبة من الاقطاب، لكن تأثيرها على الاردن غير وارد بسبب موقعة الجغرافي على الكرة الارضية، وبعده عن الاقطاب. لكن ليس لها تأثير مباشر على الإنسان بشكل مباشر..

الشمس هي مفاعل نووي كبير في السماء، حيث تحدث التفاعلات النووية في باطنها، حيث تندمج ذرات الهيدروجين معًا لتكوين الديتريوم والهيليوم وعناصر أخرى أثقل، مما يؤدي إلى إطلاق كميات هائلة من الطاقة في هذه العملية. قد تصل درجة حرارة باطن الشمس إلى 15 مليون درجة مئوية، ودرجة حرارة سطحها حوالي 5500 درجة مئوية. أما درجة حرارة طبقة الكورونا الشمسية (الغلاف الخارجي للشمس) فهي أعلى بكثير من سطحها، إذ تبلغ بضع ملايين من الدرجات، لأسباب غير مؤكدة وما زالت قيد البحث العلمي.
ينشأ المجال المغناطيسي للشمس من الاضطرابات في البلازما عبر الطبقات الخارجية لسطح الشمس، وليس من أعماق النجم كما كان يُعتقد سابقًا، حسب بحث حديث نُشر في مجلة "الناتشر" المرموقة في 24 أيار من هذا العام. هذه الدراسة قد تساعد في فهم التوهجات والنشاط الشمسي بصورة أعمق.
الرياح الشمسية هي إحدى مظاهر النشاط الشمسي، وهي حزم من الجسيمات المشحونة المنبعثة من الطبقة الخارجية للغلاف الجوي للشمس، والتي تُعرف بعدة مسميات مثل طبقة الكورونا أو الهالة الشمسية أو الإكليل الشمسي. المادة التي تشكلها تُسمى البلازما، وهي الحالة الرابعة للمادة، وتتكون غالبًا من إلكترونات، وبروتونات، وجسيمات ألفا، وعناصر متأينة، تصاحبها إشعاعات كهرومغناطيسية عالية الطاقة من مستوى أشعة إكس وجاما.
تنشأ الرياح الشمسية عن طريق التمدد الخارجي للبلازما في الإكليل الشمسي، حيث يتم تسخين البلازما باستمرار إلى درجة تجعل جاذبية الشمس غير قادرة على تثبيتها. عندما تدور الشمس (مرة كل 27 يومًا)، تلتف حول خطوط مجالها المغناطيسي فوق مناطقها القطبية، مما يشكل دوامة دوارة كبيرة تخلق تيارًا مستمرًا من الرياح الشمسية. تأتي هذه الانبعاثات من بقع كبيرة لامعة تُسمى "الثقوب الإكليلية" في هالة الشمس. تمتد خطوط المجال المغناطيسي لهذه الثقوب إلى الخارج، فوق المناطق النشطة من البقع الشمسية على سطح الشمس، حيث تحبس خطوط المجال المغناطيسي بعض البلازما وتمنعها.
البقع الشمسية تشابه الثقوب الإكليلية من حيث أنها أغمق وأبرد من بقية قرص الشمس، لكنها تتشكل في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للشمس الذي يُسمى الغلاف الضوئي. على عكس الثقوب الإكليلية، تكون البقع الشمسية مناطق ذات مجال مغناطيسي قوي جدًا، حيث تكون الخطوط المغناطيسية ملتوية.

اكتب تعليق

أحدث أقدم