"تسوتشينشان أطلس" قرب الأرض اليوم

"تسوتشينشان أطلس" قرب الأرض اليوم

 




الاحساء- زهير بن جمعه الغزال 


أوضح ذلك المهندس ماجد ابوزاهرة 

سيصل المذنب (تسوتشينشان أطلس) أو اختصاراً (A3) إلى أقرب نقطة من الأرض *اليوم السبت 12 أكتوبر 2024* حيث سيكون على مسافة 68,815,021 كيلومتر وسيكون انتقل من سماء الفجر إلى سماء المساء حيث سيكون فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس ولن يكون من السهل مشاهدته هذا اليوم لأنه سيكون قريباً جداً من الشمس ويفصل عنها 14 درجة فقط.


يعتبر (A3) مذنب سريع الحركة فهو يندفع عبر الجزء الداخلي  من نظامنا الشمسي بسرعة  290,664 كيلومتراً بالساعة بالنسبة للأرض لذلك باستخدام تلسكوب صغير يمكن رؤية حركته حيث يمكن رصد موقع المذنب يتغير تدريجياً من خلال مقارنة موقعه بالنجوم كل 15 دقيقة فقط.


المذنبات لا يمكن التنبؤ بلمعانها بالضبط ولكن التقديرات الأولية تشير إلى أن المذنب (A3) قد يزداد لمعانه بمقدار (2.5+) إلى (+2) أثناء أقرب إقترابه من الأرض أو ربما أكثر قليلاً .


من الآن فصاعدا من المفترض أن تصبح مراقبة المذنب أسهل في غضون أسبوع على الرغم من ضوء القمر حيث يتم البحث عنه بعد غروب الشمس والانتقال نحو بداية الليل حيث يمكن  رصد المذنب بسهولة من خلال المنظار في حال كانت السماء صافية. 


بدءاً من 14 أكتوبر وفي الليالي التالية سيكون من الأسهل رصد المذنب لارتفاعه في السماء مبتعدا عن الأفق حيث ستؤدي السرعة الكبيرة للمذنب إلى ظهوره أعلى بشكل ملحوظ من ليلة إلى أخرى.


أما في 17 أكتوبر في منتصف أفضل فترة لرؤية المذنب سيكون القمر في طور البدر وبعد ذلك التاريخ سيرتفع القمر متأخرا في وقت لاحق من كل مساء، مما يجعل رؤية المذنب أسهل كثيراً وفي اليوم الثامن عشر (الليلة التي تلي اكتمال القمر) سيكون أعلى بمقدار 25 درجة فوق الأفق.


بدء من تاريخ  19 أكتوبر لن يعيق القمر الرؤية فبعد ساعة من غروب الشمس سيكون المذنب على ارتفاع 28 درجة في  الأفق الغربي وسيكون بالقرب من النجم  (مرفق الحواء) الذي يبلغ لمعانه الظاهري ( 3.8 ) ويأمل الراصدون أن يكون المذنب أكثر لمعاناً من النجم.


نعلم اليوم أن المذنبات تتكون أساسا من غازات مجمدة يتم تسخينها عند اقترابها من الشمس وتتوهج بضوء الشمس مع ارتفاع درجة حرارة الغازات وتوسعها ، تقوم الرياح الشمسية - بنفخ المادة المتوسعة إلى ذيل المذنب الجميل.


المذنبات الساطعة التي تثير حماسة اغلب الذين ليس لديهم تلسكوبات كبيرة أمر غير معتاد إلى حد ما ، وربما تظهر في المتوسط كل سنة أو سنتين إلى كل 10 أو 15 سنة.


علميا ينشط المذنب عندما تتلقى نواته طاقة كافية من الشمس لبدء عملية التسامي، حيث تتحول المواد المتجمدة مباشرة إلى غاز دون المرور بالمرحلة السائلة، وهذا يطلق الغاز المتجمد والغبار المحبوس في نواة المذنب، وتشكل حول النواة ما يعرف بتسمية(الكوما) أو الذوأبة.


إن ضغط الإشعاع الشمسي على جزيئات الغبار داخل ذوأبة المذنب، تدفع الغبار  بعيدًا عن المذنب، وتأخذ هذه الجزيئات مدارات أكبر وأبطأ، وبمرور الوقت ، يتسبب هذا في انحراف المسار الممتد للغبار بعيدًا عن نواة المذنب إلى ذيل غباري مذهل يشبه المروحة، يمكن أن تتضخم الاختلافات في إطلاق الغازات من النواة خلال هذه العملية ، وتظهر  ما يشبه مناطق مخططة داخل ذيل الغبار.


بالإضافة إلى ذيل الغبار ، فإن الجسيمات المشحونة داخل الرياح الشمسية  تواجه الغازات في نواة المذنب ، وتتسبب في تأينها، حيص تتدفق الذرات الناتجة المشحونة كهربائيًا من المذنب، لتظهر توهجًا أزرق مميزًا وتشكل ما يعرف باسم ذيل الغاز أو الذيل الأيوني. بالمقارنة مع ذيل الغبار المتوسع على شكل مروحة ، فإن الذيل الأيوني رقيق جدًا ومستقيم جدًا. 


جدير بالذكر ان المذنب تسوتشينشان-أطلس هو مذنب طويل الدورة  قادم من سحابة أورت ويزور النظام الشمسي الداخلي كل 80 ألف عام تقريبًا. تم اكتشافه في يناير 2023



اكتب تعليق

أحدث أقدم