بقلم \ المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
عندما تقرأ الإسلام - كتابًا وسنة - وتجربة واقعية - سلمًا وحربًا - تجد:
• صفحات إنسانيات الإسلام لا تنتهي!
• فالإسلام" في خطابه" يتَّجه إلى (الناس)، و(بني آدم)، و(العالَمين)!
• والمسلمون في صلواتهم - فرائضَ ونوافلَ - يقرؤون كل يوم عشرات المرات سورة الفاتحة، التي تُستهل بقوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 2، 3]، وهم عندما يختمون القرآن يقرؤون سورتَي المعوذتين، مستعيذين برب (الناس)، ورب (الفلق)؛ فإلههم هو رب الكون والحياة والناس جميعًا، وهم بين يديه (عبيد) ككل الناس، لا يتمتعون بمنزلة خاصة، إلا إذا استوفوا شروط (التقوى)؛ خضوعًا لمقياس: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].
• وليسوا شعبًا مختارًا لعوامل عنصرية جنسية، بل هم: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]؛ لأداء مهام ربانية إنسانية، وإذا لم يؤدُّوها - حتى ولو كانوا من آل بيت النبوة - استحقوا العقاب في الدنيا والآخرة، فلو أن فاطمة بنت محمد - عليه السلام - سرَقتْ؛ لقطع محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - يدَها؛ (هكذا قال إمامهم وقدوتهم رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم)!
• ومن هذا المنطلق العقدي أبصر المسلمون طريقهم، فعاملوا الناس - كل الناس في عصورِ سيادتهم وتمكُّنهم - معاملةً بالغة السمو في المستوى الإنساني.
• وكان القضاء لا يحابِي، حتى ولو كان المحكوم عليه هو (أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه)!
• وكان المحتسب كذلك مثل القاضي لا يحابِي!
وكان مجال الحوار الفكري (مفتوحًا) لكل أصحاب الآراء، شريطة ألا يكون هدمًا للمجتمع، أو خيانة حضارية للأمة أو دينها.
وقد بلغ هذا الانفتاح الفكري أبلغَ صورِه، حين كان (أهل الذمة) ينشرون كُتبهم يدافعون فيها عن دينهم، ويهاجمون بعض تعاليم الإسلام، فلا يتعرَّضون لقمعٍ، وإنما ينبري العلماء المسلمون للردِّ عليهم؛ كما فعل ابن حزم في ردِّه على ابن النغريلة اليهودي.
• وأما أماكن عبادة غير المسلمين، فهي أماكن لها احترامها، فلا يؤذَى ساكنوها في سلمٍ أو حربٍ، كما أنه - كذلك - لا تقتلُ امرأة، ولا شيخ عجوز، ولا طفل في معركة ما لم يقاتلوا!
• ولئن كانتْ هناك بعض الأخطاء، فهي ردود فعل لتجاوزات الآخرين، كما أنها بالإمكان أن تكون (شذوذًا) كذلك في سلوك المسلمين، وحكمها حُكم كل شذوذ!
• وفي كل مجالات السلم والحروب تجد إنسانيات الإسلام متألِّقة؛ في مجال النَّظرة للكون، وفي مجال النظرة لكل الإنسانية (بني آدم)، وفي مجال النظرة للمرأة والأسرة، وفي التعامل مع أهل الذمة، وفي الحروب، وفي سائر التشريعات، فليس بالقانون والحب تستقيم الحياة، وإنما (بالحب) (والفضل) و(الإيثار) مع العدل تتحقَّق "الإنسانيات" اللائقة بدين الإنسانية، ذلك الدين الذي حصر الله رسالة نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - في قوله - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].
• للعالمين من إنس وجان، وطير ونبات وحيوان.
• فكيف تكون رحمته - عليه السلام - بالإنسان؟!
إرسال تعليق