علمتم أننا كنا على بُعد خطوات من كارثة، ولكن لطف الله حال دون وقوعها. فقد تمكنت وزارة الداخلية أمس من ضبط 180 لترًا من مخدر يُعرف باسم GHB، أو ما يُطلق عليه مخدر اغتصاب الفتيات، بقيمة تصل إلى 145 مليون جنيه. وقد تم القبض على إحدى الإعلاميات الشهيرة، داليا فؤاد، في هذه القضية. يبدو أن الحاقدين لم يعد يكفيهم إيذاء الشباب، بل أصبحوا يسعون لتوجيههم للإضرار بالآخرين. تحدث البعض عن استخدام جرعات صغيرة من مادة الجاماهيدروكسي بيوتيريت أو الـ GHB، وهي مادة خفية لا تُظهر رائحة أو لون، يُمكن إضافتها إلى العصائر أو المياه، مما يجعل الضحية، خصوصًا الفتيات، تفقد السيطرة تمامًا على نفسها وتتعرض لانتهاك حرمة جسدها.
يعتبر جاما هيدروكسي بيوتيريت من أخطر أنواع المخدرات، حيث يؤدي إلى فقدان السيطرة تماماً على المستخدِم. بعد استعادة الضحية وعيها، تخرج نصف الجرعة عبر البول بينما يمتص النصف الآخر عبر الكلى، مما يجعل الضحية تنسى ما حصل لها. تستمر آثار هذا المخدر في الجسم لمدة 24 ساعة. إننا نواجه العقول المريضة التي تتاجر بالفتيات من أجل المال ونزوات الشباب غير الناضج، لذا يجب أن تكون هناك عقوبات صارمة وعاجلة تجاه الأفراد الذين يرتكبون مثل هذه الأفعال المشينة.
تمثل القضية الحالية تحديًا حقيقيًا، حيث أن إحدى المتهمات، وهي بلوجر مشهورة، كانت تُعزز سلوكيات سلبية لدى الشباب من خلال نشر أفكار مشوّهة. ومع الأسف، نرى اليوم بلوجر آخر يقوم بتوجيه نصائح للشباب حول كيفية الاقتناع بأن الألفاظ السيئة ستمكنهم من جذب الانتباه، مما يزيد من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات، التي تبدأ بالتفكير ثم الانتقال إلى الاقتناع، مما يدفع الشباب لتبني أفكارهم. السؤال الذي يجب طرحه هو: إلى متى ستظل الفتيات ضحايا للعقول المتخلفة، ويدفعن ثمن النزوات المريضة؟ فالأمر يتطلب وقفة جادة من المجتمع لمواجهة هذه التحديات ووقف ترويج الأفكار السلبية.
إرسال تعليق