زهير الغزال
أوضح الإعلامي د. عمرو الليثي إن البيئة والحفاظ عليها قضية محورية فى حياتنا، وتمثل جزءًا أصيلًا من هويتنا الإنسانية جميعًا، ومن تعاليم الدين الإسلامى.. فحينما جعل الله الإنسان خليفته فى الأرض ومكلفًا بإعمارها، حثنا على التوازن وعدم الإسراف، حتى حين الوفرة.. مشددًا على إدارة الموارد الطبيعية بشكل عادل ومستدام.
وأضاف الليثي خلال تصريحات صحفية خاصة إنها إذًا قضية متشابكة ومتعددة الأدوار، ولكننى سأتناول دورالإعلام: هذه الآلية الأساسية لتداول المعلومات والأفكار والآراء عبر قنوات متعددة: التقليدية والمبتكر منها، هادفًا إلى إطلاع الجمهور على القضايا المختلفة.. ونتيجة للوعى العام وإدراكنا للخطر المحيط بنا جميعًا؛ برز نمط تخصصى منه: الإعلام الأخضر ليركز على القضايا البيئية والتنمية المستدامة، راميًا إلى تعزيز الوعى بما يحيط كوكبنا من مخاطر، لتغيير السلوكيات السلبية تجاه البيئة ودعمها إيجابيًا، وتفعيل السياسات والإجراءات التى تهدف إلى حماية الكوكب.. شخصيًّا، لقد امتهنت هذا المجال منذ سنوات: فكان اهتمامى الأول فى كل رسالتى الإعلامية التركيز على هموم المجتمع والبيئة وشحذ الهمم لرفع جودة وكفاءة حياة الإنسان.
أضحى من بين أدوات هذا الإعلام الأخضر الابتكار باستخدام آليات رقمية حديثة تجذب الجمهور الأكبر، وخاصة الشباب منه لتحفيزهم على المشاركة فى هذا المضمار.. إضافة الى بعد آخر: إلهام التغيير؛ فحينما نعرض فى برامجنا قصص النجاح والمبادرات البيئية يكون هدفنا تحفيز الأفراد والمجتمعات على المشاركة.
إذًا، فالإعلام الأخضر ليس مجرد اتجاه، إنما هو أداة محورية تعنى بقضايا البيئة وتعزز المسؤولية الفردية والجماعية تجاه الموارد الطبيعية.. هو تطور طبيعى لدور الإعلام التقليدى فى مواجهة تحديات فرضها الواقع؛ هادفًا إلى أن يصبح أداة فعالة لتغيير السلوكيات، وحماية البيئة، ودفع عجلة التنمية المستدامة نحو مستقبل أفضل. إن الحفاظ على البيئة ودعم الإعلام الأخضر يتم بتضافر جهود جميع القوى من خلال التعاون بين الحكومات، الإعلام، القطاع الخاص، والمجتمع المدنى. لكن دعونا نوجز كيف نمكن آلية الإعلام الأخضر من نشر الوعى البيئى؟ نحن نستطيع من خلال عدة محاور سأتناولها فى نقاط محددة:
١. إنتاج محتوى إعلامى متميز: يسهم فى تسليط الضوء على قضايا البيئة الملحة مثل التلوث وحماية التنوع البيولوجى، مع الطرق على أنماط الحلول المستدامة، وذلك من خلال تبادل برامجى وإخبارى لمحتوى منتج لهذا الهدف.
٢. التعاون بين الدول: من خلال إطلاق حملات توعوية مشتركة تدعم أهداف الحفاظ على البيئة وتبرز القيم الإسلامية التى تحث علىها.
٣. تطوير قدرات الإعلاميين: عبر تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة لتعزيز فهمهم للقضايا البيئية وتمكينهم من نقل الرسائل بفاعلية إلى المجتمعات.
٤. استخدام التكنولوجيا الحديثة: لتوسيع نطاق التأثير الإعلامى، سواء عبر البث التقليدى أو المنصات الرقمية، لضمان وصول الرسائل البيئية إلى مختلف الفئات.
إن البيئة ليست مجرد قضية تخص الحكومات أو الخبراء، بل هى التزام إنسانى وأخلاقى يعكس قيمنا المشتركة ويترجم رؤيتنا نحو عالم أفضل؛ لذا يتطلب الأمر مشاركة الجميع...
وإننى أدعو إلى التكاتف من أجل تحقيق أهدافنا البيئية المشتركة، لنتبنى رؤية عامة تعيد التوازن وتهدى لأجيالنا القادمة الأرض مفعمة بالحياة والجمال.. فلنعمل معًا على جعل الإعلام قوة دافعة نحو التغيير الإيجابى وحماية كوكبنا لأولادنا.
إرسال تعليق