الشباب و الفراغ السياسي بقلم الدكتور...مينا نقولا جورج

الشباب و الفراغ السياسي بقلم الدكتور...مينا نقولا جورج

 



منذ ثورة 1952 وحتى الآن، يُعتبر الشباب تحت وصاية مؤسسات الدولة، التي ترى فيهم أداة لتحقيق السلطة أكثر من كونهم فاعلين في عملية التنمية. هناك فرق كبير بين هذين الدورين، وللأسف، يُنظر إلى الشباب في أذهان مؤسسات الدولة والمجتمع ككتلة واحدة، رغم أن هذا التصور غير صحيح.

يقول أرسطو أن « الطبيعة لا تقبل الفراغ »، أن أي فراغ يجب أن يُملأ، وفي الوضع السياسي هذا الفراغ يملأه الأكثر سلطة والأكثر تنظيمًا والأكثر تمويلًا، هذه هي أبواب صناعة الأحزاب السياسية.

بعد ثورة 2011، خرج الشباب بأهداف معلنة ومطالب واضحة، تم إهمالهم فحدث فراغ، ملأه الإخوان، ثم ذهب الإخوان، وحدث فراغ جديد، وملأته مؤسسات الدولة، ومن هنا ولدت تنسيقية الشباب.

أن الفراغ السياسي الراهن الذي تعيشه مصر إذا لم يُملأ بشكل حقيقي ومقنع بالشباب الآن، سنجد أنفسنا مرة أخرى في مواجهة الإخوان، نحن أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما الشباب أو "الإخوان راجعين راجعين".

مؤسسات الدولة تريد الأكبر سنًا والأكثر حكمة والأقدر على معرفة الأمور ومن تثق فيه، ولكن لا يجب أن يكون هذا هو القائد، هذه الطريقة في التفكير تنتهى من العالم، الشباب يجب أن يكونوا هم القادة الآن.

أن انعزال الشباب عن المشاركة السياسية من أكبر المشكلات التي تواجه الدولة في ملف التمكين السياسي بشكل عام، لأنه عندما يشعر الشباب أنه بعيدا عن دولته، لن يستطيع رؤية ما تقدمه الدولة المصرية له في ملف الشباب أو المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في كافة المجالات، وهناك بعض الشباب يعرف بالفعل هذه الإنجازات، ولكن البعض الآخر يجهل الحقيقة.

من الضروري الإسراع في بدء عملية تأهيل الكوادر على المستويات الحكومية والحزبية، فمصر بلد كبير وليست عقيمًا، ولديها القدرة على الدفع بأجيال جديدة في جميع الأحوال. لا يمكن اعتبار الفراغ السياسي ميزة، بل هو حالة مؤقتة يجب التغلب عليها بأسرع وقت ممكن.

 

 

مينا نقولا جورج

اكتب تعليق

أحدث أقدم