مقتطفات من خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ الدكتور: عبدالله البعيجان، في استاد كادا وانتارا في مدينة كوشين الهندية.
زهير الغزال
- إن الله تعالى خلق الإنسان لطاعته، ونهاه عن معصيته، وجعل الدنيا دار الامتحان والاختبار، والآخرة هي دار القرار، قال الله تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}.
- من حكمة الله تعالى أنه جعل النار محفوفة بالشهوات، وجعل الجنة محفوفة بالمكاره، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}.
- إن الله تعالى خلقنا من أصل واحد وهو الماء والطين، ومن أب واحد وهو آم عليه السلام، ومن أم واحدة وهي أمنا حواء، وجعل ديننا واحد وهو الإسلام، ونبينا واحد وهو محمد عليه الصلام والسلام، وكتابنا واحد وهو القرآن، وقبلتنا واحدة وهي المسجد الحرام، فنحن إخوة في الأصل والنسب والدين.
- إن الله تعالى قد هداكم لأفضل الأديان والملل، وشرع لكم أحسن الشرائع، وأرسل إليكم أفضل الرسل، وأنزل إليكم أفضل الكتب، وجعلكم أفضل الأمم، فتمسكوا بدينكم، وعضوا عليه بالنواجذ.
- احرصوا على أسس الإسلام وأركانه، فهي: شهادة التوحيد، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صيام رمضان، وحج البيت الحرام.
- احرصوا على الإيمان، فهو أساس الدين، ويتضمن الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
- احرصوا على الإحسان، بإخلاص النية، والصدق مع الله، واستشعار مراقبته في كل وقت ومكان، فتعبدوا الله كأنكم تروه، وإن لم تكونوا تروه فهو يراكم.
- احرصوا على المقاصد الشرعية، التي تشمل حفظ الدين، النفس، النسل، العقل، والمال، فهذه هي الأسس التي يُبنى عليها الحكم الشرعي والمصالح العامة.
- التوحيد أساس الدين وعروته الوثقى، وأصله الذي تنبني عليه الفروع والأحكام، ويتوقف عليه قبول وصحة العبادات والقربات، وهو مكمن النجاة الدنيوية والأخروية، وهو حق الله على العباد.
- إن التوحيد هو منبع الوحدة والألفة والأخوة، به تجتمع الكلمة، وبه تتوحد الصفوف، وتبرم العلاقات والعقود، ويتوحد به كيان الأمة، ويستتب الأمن.
- الإسلام دين هداية تشمل أحكامه جميع ما تضمره القلوب، وما تنطق به الألسن، وما تعمله الجوارح، فالاعتقاد والسلوك والأخلاق والمعاملات كلها جزء من الدين ونوع من العبادات التي يترتب عليها الثواب والعقاب.
- أوفوا بالعقود والعهود في الحقوق والمعاملات، وفي جميع الصفقات والتصرفات، واتقوا محارم الله، واجتنبوا المحرمات، وردوا الحقوق إلى أهلها، وتحللوا من التبعات، واحرصوا على أداء الأمانات، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ»، رواه البخاري
- الظلم ظلمات يوم القيامة، وقد حرمه الله على نفسه وعلى خلقه.
- اتقوا الشبهات، وبادروا بإصلاح النيات قبل الممات، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». متفق عليه.
- إن الدين الذي ننتمي إليه دين الأخلاق، ونبينا محمد إنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق، والناس باختلاف ألسنتهم وألوانهم وإن كانوا من أب واحد وأم واخدة إلا أنهم يتفاوتون درجات؛ لأن الأخلاق هي مصدر كرامة الإنسان وفضله، وهي معيار القيم، وقد قال رسول الله : «إن خياركم أحاسنكم أخلاقا».
إرسال تعليق