بقلم /أية محمود رزق
لقد أصبحت دمشق، التي كانت في الأمس قبلة الحياة، اليوم في خبر كان. فهل سقط حزب البعث، أم سقط بشار الأسد، أم أن سوريا ككل قد انهارت؟ هل يمثل ذلك نجاحاً للمشروع التركي الأمريكي الإسرائيلي الذي حول الإرهابي الجولاني، المطلوب للقوات الأمريكية، إلى قائد للثورة، بينما تجاوز جيش الكيان الحاجز الحدودي واحتل القنيطرة؟ هل يُعتبر ذلك انتصاراً للثورة السورية ضد النظام الحاكم؟
ما هي طبيعة العلاقة بين المقاتلين الأجانب من الشيشان وأوزبكستان وتركمنستان وأفغانستان، وجماعات النصرة وحراس الدين، والجولاني والجيش السوري؟ هذه الأسئلة تدعو للتأمل والبحث عن إجابات في ظل الأحداث المتسارعة.
ما هو دور الجيش الحر وغيرهم، المعروفين والمجهولين، في الثورة؟ هل سيتسبب سقوط النظام في تداعيات شديدة مشابهة للاضطرابات التي شهدها العراق بعد سقوط صدام، حيث كان هناك رد فعل هستيري ضد البعثيين واتباع النظام، مما أدى إلى فوضى وعنف؟ هل تتمثل المعارضة السورية في مجموعة موحدة أسقطت النظام، أم أنها تتكون من تحالفات متعارضة ومتناحرة تشمل تيارات إسلامية من مختلف الاتجاهات، بعضها متطرف وآخر معتدل، بالإضافة إلى تيارات علمانية وإلحادية؟ كيف يمكن أن تتوصل هذه القوى المتباينة إلى اتفاق حول السلطة الجديدة، توزيع الحقائب، والحصص، وما هي آليات المحاصصة المتوقعة في المستقبل؟
ما هو دور إيران والقوات الإيرانية في الوضع الحالي؟ هل يمثل ذلك نتيجة سرية لاجتماع قطر منذ يومين وما أدراك ما قطر؟ هل نحن في مواجهة السقوط المحتوم بعد رحيل سيد المقاومة وغياب القائد الفعّال في القرار، السيد حسن نصر الله ؟ ما هو مصير المقدسات الشيعية في سوريا، وبالأخص الأماكن المقدسة مثل مرقد السيدة زينب والسيدة رقية وسكينة، وما مصير شيعة آل البيت عليهم السلام من الشعب السوري؟ هل هناك من يحميهم أو يدافع عنهم؟ وما هي التداعيات المباشرة وغير المباشرة لما حدث على العراق، سواء من حيث الشعب أو النظام أو الأمن والأمان؟ وما هي أسباب هذا التشابه بين الأحداث؟
بين الانهيار السريع لنظام صدام حسين في عام 2003 والانهيار العاجل لنظام بشار الأسد، وكلاهما من نفس الحزب البعثي، مع اختلاف الدوافع والمعاني والدلالات، يطرح السؤال: ما هو المستقبل المنتظر في سوريا؟ هل ستسير الأمور نحو الأسلم، رغم أن هذا يبدو أمرًا مستبعدًا نظرًا للواقع الضبابي المحيط بنا؟ أم أن الشعب السوري سيضطر للندم على حقبة بشار الأسد، رغم كل مساوئها، كما حدث مع شعوب ليبيا والسودان؟ هل نحن في مواجهة تقسيم فعلي لسوريا، بحيث تظهر دول جديدة متنازعة؟ وما هو موقف الجماعات التي ستتولى السيطرة في ظل هذه الأوضاع؟
ما هي التحديات التي تواجه السلطة في سوريا من قبل كل من إسرائيل، الولايات المتحدة، تركيا، روسيا، إيران والعراق؟ ماذا يخبئ الغد لشعب سوريا ولبنان وللمنطقة بشكل عام؟ الأمر يبقى في علم الله...
إرسال تعليق