نورهان الرياني تكتب: المرأة من بيت الأبوية إلي بيت الزوجية .. رحلة التحول والمسئولية

نورهان الرياني تكتب: المرأة من بيت الأبوية إلي بيت الزوجية .. رحلة التحول والمسئولية




تمثل المرأة محوراً أساسياً في المجتمع، حيث تلعب أدواراً متعددة تتنوع بين العاطفية والاجتماعية والاقتصادية.. وبين بيت الأبوية وبيت الزوجية، تمر المرأة برحلة تحول مهمة تؤثر على شخصيتها ودورها في الحياة.. هذا المقال يسلط الضوء على التحديات والمسؤوليات التي تواجهها المرأة في هذه المرحلة الانتقالية.


البيت الأول؛ هو بيت الأبوية، الحضن الاول الدافئ للفتاة، ففيه تربّت المرأة على قيم الأسرة وتقاليدها، فتجد المرأة مصدر الأمان والدعم النفسي، تجد الحنان والاحتواء والدلال، وأيضاً تجد فيه النصح والإرشاد، فيتم غرس المبادئ والقيم الاجتماعية في شخصية الفتاة، مما يشكل أساساً قوياً لدورها المستقبلي.. ومع ذلك، قد تُفرض على المرأة قيوداً تتعلق بإختيار مسار حياتها أو تطوير مهاراتها بناءاً على رؤية الأسرة لدورها التقليدي.


فمن ضمن القيود والتحديات التي تواجهها المرأة في بيت الأبوية، هي التوقعات الثقافية، فققد تُفرض عليها توقعات محددة تتعلق بمستقبلها كزوجة وأم، وأيضاً الحماية الزائدة التي تكبّل يداها لتحقيق أهدافها، فقد تمنعها الحماية الزائدة من مواجهة تحديات الحياة واستقلال شخصيتها داخل المجتمع.


ثم تنتقل المرأة إلى بيت الزوجية، بيت المسئولية والتحمل، إذ تتحول أدوارها بشكل كبير، فتكون نقطة تحول ومرحلة جديدة، فهي لم تعد فقط ابنة في بيت والديها، بل أصبحت شريكة حياة وزوجة وأم، وجدة فيما بعد، ففي هذه المرحلة تتطلب منها موازنة بين مسؤولياتها تجاه زوجها أبنائها، والعمل خارج المنزل.


أما في بيت الزوجية، قد تواجه المرأة تحديات عديدة، منها التكيف مع بيئة جديدة، فقد يمثل التعايش مع عادات وتقاليد عائلة الزوج تحدياً كبيراً جديداً علي الزوجة خاصة في بادئ الحياة الزوجية، ومنها قد يكون عدم القدرة علي تحمل المسؤوليات المزدوجة، فقد تتطلب الحياة الحديثة أن تعمل المرأة داخل المنزل وخارجه، مما يزيد من الضغوط والأعباء عليها.


وبين هذا وذاك؛ تقع المرأة في صراع للحفاظ علي هويتها داخل المجتمع، فقد تشعر المرأة أحياناً بأنها مطالبة بالتضحية بجزء من استقلالها وهويتها لصالح الأسرة، ولكن المرأة الناجحة هي المرأة التي تستطيع أن تحقق التوازن بين الكفّتين، كفة حياتها المهنية وكفة حياتها الأسرية.


وأيضاً لابد من تحقيق التوازن بين دورها في بيت الأبوية وبيت الزوجية، تحتاج المرأة إلى الثقة بالنفس، لتعزيز قدراتها الشخصية ومهاراتها لمواجهة التحديات، بالإضافة إلي الحوار المستمر والتواصل مع الأهل والزوج لتوضيح توقعاتها واحتياجاتها، كما يجب عليها أن يكون لها القدرة علي التعليم والتطوير والاستثمار في تعليمها ومهاراتها لتكون مستقلة وقادرة على اتخاذ قراراتها.



في الختام... بين بيت الأبوية وبيت الزوجية، تعيش المرأة رحلة مليئة بالتحديات والفرص، ومع الدعم الاجتماعي والوعي بحقوقها ومسؤولياتها، تستطيع المرأة أن تحقق التوازن بين حياتها الشخصية والأسرية، وتساهم بفاعلية في بناء مجتمع متوازن ومستدام.


اكتب تعليق

أحدث أقدم