"أول من بايع الملك عبدالعزيز من أمراء
بلدان حائل"
الأمير سلطان البراهيم
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
نشأته/
وُلد الأمير سلطان البراهيم ـ رحمه الله ـ في (حي البِنِيّة التاريخي) ببلدة السَّبْعَان وهو أحد أشهر الأحياء المعروفة بمنطقة حائل، وكان ميلاده عام 1275 هـ 1858 م في عصر الدولة السعودية الثانية، عاصر قبل توليه إمارة بلدة السَّبْعَان الواقعة جنوب شرق حائل معارك التوحيد في الدولة السعودية الثانية والثالثة وكانت من أشهر المعارك معركة روضة مهنا والتي انتصر بها الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ وتوجه بعدها مباشرةً بجيشه إلى منطقة حائل واستضافه الأمير سلطان البراهيم أمير بلدة السَّبْعَان في البلدة ثلاثة ليالٍ قدّم له فيها الدعم والعون والمبايعة، وذكر الدكتور فائز البدراني في تحقيق الكتاب من أخبار الملك عبد العزيز في مذكرات الراوي والمؤرخ العبيّد ـ الطبعة الثانية 1429 هــ ـ : ( وأقام في السَّبْعَان ثلاثة أيام ينتظر خروج ابن رشيد من حائل ) ويقول حفيده الشاعر فهيد البراهيم هذه الأبيات من قصيدته:
سلطان آل إبراهيم مـن هو شـاب
فــي قريــة السَّبْعَان قصــره شعايل
مناخه بقصر البِنِيّة للأجناب
وخلى الصعايب غصب تصــبح سهايل
عاهد موحـد ممـلكتنا بالكتاب
وورّد جيوش إمامنا بالقوايل
أخوان هدلا المراحبية لنا ألــقاب
إبــراهيم المفيدات فــي شــرق حائل
سمات إمارته/
ترعرع في بلدة السَّبْعَان بلد آباءه وأجداده الذين لهم قصب السبق بمناصرة أئمة الدولة السعودية، تمت مبايعته أميراً للبلدة بعد وفاة أخيه الأمير دواس البراهيم عام 1312 هـ 1894م ، ليصبح الأمير السادس من أسرة البراهيم، وكانت أبرز سمات إمارته حفظ الأمن والحقوق ودعم حلقات التدريس وتقدير المشايخ والقراء، فلم يُذكر في عهده أحداً استباح مالاً أو نفساً فكانت فترة عدل وعلو علمٍ مجانبةٍ لكل ما من شأنه سفك الدماء ونهب الممتلكات وزعزعة الأمن، وكان الأمير سلطان البراهيم رجلاً حضارياً في حديثه وهيئته، ودبلوماسياً شجاع، ويُعد من أشهر أمراء وفرسان وكرماء قبيلة بني تميم، وذكر المؤلف عبد الله بن زايد الطويان في كتابه أيسر الدلائل لبعض أنساب أسر القصيم وحائل في ذكره لأُسرة البراهيم قوله ( منهم الأمير سلطان بن إبراهيم بن حمد البراهيم رحمه الله كان من أكرم أهل وقته واشجعهم) وذكر الشاعر فهد بن مطلق العواد أبيات مادحاً بها الأمير سلطان البراهيم في قصيدةً له:
أهل الصينية جابوا الفوز جابوه
ومبطي وهم نجمٍ ضوى بالبِنِيّة
تاريخ للسلطان ماضي وعدّوه
رجالٍ تقدّر فعل راعي الصينية
راعي المناخ ومسقي الجيش سمّوه
جيش الإمام اللي نصاهم بجيّه
فلا يكاد يخلو ديوان قصره ومناخه من الأمراء والوفود والشيوخ وجماعته وكل من له حاجه، وقيل قديماً:
أخوان هدلا لا هلّوا
صحنهم ما يشيلونه
لــهم باب بيّن
مناخ الهجن من دونه
وكانت له مراسلات وتواصل مع أئمة الدولة السعودية وشيوخ القبائل والأمراء، ومما يُذكر عن الشيخ عبد العزيز بن فرحان بن صفوق الجربا عند عودته للعراق بعد إحدى زياراته لنجد، حديثه عن الأمير سلطان البراهيم وثناءه عليه ومدحه بقوله إني ما رأيت أكرم وأدهى من شيخ المفيد الأمير سلطان البراهيم، ولقّبه بــ راعي الصينية من شدّة إعجابه بكرمه، ويقول الشاعر في ذلك:
وسلطان أخو هدلا زبون الجليّة
شيخ ولد شيخٍ بلا شكٍ وريب
يشهد له السَّبْعَان وأرض البِنِيّة
ويشهد الجربا كريم المعازيب
أمير ربعه كاسبين العليّه
عيال المفيدي محتمين المطاليب
الاهتمام بالعلم والعلماء/
كان الهاجس الأكبر لدى الأمير سلطان البراهيم عند توليه إمارة بلدة السَّبْعَان هو الاهتمام بالعلم والعلماء والخطباء والدعاة والمحافظة على الأمن، فكان ذلك محل اهتمامه وحرصه الشخصي، كان له الفضل بعد الله سبحانه في انتشار العلم في بلدة السَّبْعَان وذلك بتوجيهه للعلماء والمشايخ في تدريس الصغار والكبار أمور الكتابة والقراءة وتحفيظ القرآن الكريم وتفقيههم في أمور الدين وذلك في الكتاتيب والدور والمساجد، وكان يستشيرهم في كثير من الأمور ويستنير بآرائهم ويستفيد من علمهم وكان يُسند لهم أمور الكتابة للمراسلات وتوثيق الحقوق، ومن أشهر العلماء والمشايخ والخطباء والدعاة الذين عملوا في هذا المجال في بلدة السَّبْعَان بتوجيه من الأمير سلطان البراهيم هو الشيخ الحميدي ابن رديعان والذي كان مُلازماً للأمير سلطان البراهيم عند مبايعته للملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ والذي أصبح فيما بعد إماماً للحرم النبوي الشريف بأمر من الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - ، وكذلك الشيخ محمود الغربي خطيب جامع بلدة السَّبْعَان وكان قاضياً معروفأ في منطقة حائل، وكذلك الشيخ موسى المليحان وقد اشتهر بتعبيره للرؤى، والشيخ فراج الحميد البراهيم، والشيخ صالح السيف.
الولاء لآل سعود أولاً وآخراً /
الولاء لآل سعود أولاً وآخراً هي جزء من المقولة الخالدة للأمير سلطان البراهيم أمير بلدة السَّبْعَان عند مبايعته هو وأهل بلدته للملك عبد العزيز ـ طيّب الله ثراه ـ {إن الولاء لآل سعود أولاً وآخراً وأنهم هم أهل الولاء الأول وأحق به الآن، فلهم الإمامة الأولى وهم الذين نصَّبوا وأمّروا الرشيد على حائل وأن الإمام عبد العزيز قدم إلى حائل لتوحيد الجزيرة وإعادة مُلك آبائه وأجداده، وسنخرج إليه لمقابلته ومبايعته} فخرجوا وقابلوه وبايعوه واستضافه في قصره ببلدة السَّبْعَان بمنطقة حائل.
شرف المبايعة/
الأمير سلطان البراهيم ـ رحمه الله ـ هو أول من بايع الملك عبد العزيز آل سعود ـ طيّب الله ثراه ـ من أمراء بلدان حائل، وكان ذلك عندما اتجه الإمام عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ إلى حائل بعد مقتل حاكم حائل الأمير عبد العزيز بن رشيد وانتصار الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ في معركة روضة مهنا عام 1324 هــ حيث أمر الملك عبد العزيز جيشه بالتوجه إلى بلدة السَّبْعَان، ومما تداوله الناس أبيات من القصيد لمنيره بنت عبد العزيز الرشيد وهي ترثي الحال لحائل بعد مقتل أبيها وقدوم الإمام عبد العزيز لبلدة السَّبْعَان وما آل إليه الوضع من مناوشات حلّت بين الرشيد بوقتها وتقول منيره:
يا بوي حائل عقبك فالها شين
يذكر على السَّبْعَان ورد الإمامي
يا بوي مقدم سرية وقم الألفين
شره على الجمع الكبير الردامي
ولما علم أمير بلدة السَّبْعَان الأمير سلطان البراهيم بقدوم الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - وجيشه لبلدة السَّبْعَان بعد انتصارهم على حاكم حائل ابن رشيد، طلب الأمير سلطان البراهيم من الشيخ ابن رديعان مكاتبة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - وابلغ أهل البلدة وبلدان أخرى إستعداداً لمقابلة الملك عبد العزيز ــ طيّب الله ثراه ــ ومبايعته واخبرهم بمقولته الشهيرة:
إرسال تعليق