رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فقه الصيام
بقلم / المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الرئيس التنفيذي لجامعة فريدريك تايلور بالولايات المتحدة الأمريكية
الرئيس التنفيذي لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا
الرئيس التنفيذي لجامعة سيتي بكمبوديا
الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية للدراسات المتقدمة بأمريكا
ورئيس جامعة الوطن العربي الدولي ( تحت التأسيس )
الرئيس الفخري للجمعية المصرية لتدريب وتشغيل الخريجين
الرئيس الفخري لمنظمة العراق للإبداع الإنساني بألمانيا الإتحادية
الرئيس التنفيذي للجامعة الأمريكية الدولية
الرئيس الفخري للمركز الدولي الفرنسي للعلماء والمخترعين
الرئيس الشرفي للإتحاد المصري للمجالس الشعبية والمحلية
قائمة تحيا مصر
الرئيس الفخري للمنظمة العالمية للتضامن والصداقة والتسامح
مما لاشك فيه أن الصيامَ ركنٌ من أركانِ الإسلامِ الخمسة. ومعلوم أيضاً أنه عبادةٌ بدنية يكفُ فيها المسلمُ عن شهوتي البطن والفرج من طلوعِ الفجر إلى غروبِ الشمس بنية التقرب إلى اللهِ تعالى؛ وقد بيَّن سبحانه في الآية التي بدأنا بها معنيين:
المعنى الأول: أن الصيامَ عبادةٌ مفروضةٌ على جميعِ الأمم وليست مختصة فقط بالرسالة الخاتمة التي جاء بها النبيُ ﷺ قال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) البقرة 183؛ ما يدل على أهميته.
والمعنى الثاني: أن المقصد من الصيام هو تحقيقُ التقوى قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 183. والسؤال كيف يُحقق الصيامُ التقوى؟
يُحققُ التقوى لأنه يَكسِر شهوتي البطن والفرج وهما من أعظمِ ما يجر الإنسان إلى المعصية، ويكفي أن أبانا آدم أُخرِج من الجنة بسببِ شهوةِ البطن عندما أكل من الشجرة التي نهاه اللهُ تعالى عن الأكلِ منها، مع أنه سبحانه أباحَ له الأكلَ من كلِ ثمارِ الجنة إلا أن الشيطانَ دخلَ من بابِ الشجرةِ المُحرَّمة (وَيَٰٓـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَيۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ (19) فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ لِيُبۡدِيَ لَهُمَا مَا وُۥرِيَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَٰلِدِينَ (20) إلى أن قال (فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخۡصِفَانِ عَلَيۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيۡطَٰنَ لَكُمَا عَدُوّٞ مُّبِينٞ (22) قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ (23) الأعراف.
إن شهوةَ البطن أحبتي غريزة في بني آدم ولكن الابتلاء في إشباعِها بالحلال، وفي صيانةِ النفسِ من الشهوات المحرمة التي تقودُ إليها شهوة البطن. الصيام أحبتي يكسر هاتين الشهوتين بما يجعل نفس الصائم تقترب من اللهِ تعالى وتبتعد من أهواء النفس ومزالق الشيطان قال أحد العلماء:
"الصوم وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة؛ لأنه يقمع الهوى، ويردع الشهوات التي هي من أسلحةِ الشيطان، فإن الشبعَ مجلبةٌ للآثام، منقصةٌ للإيمان ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما ملأ آدميٌ وعاءً شراً من بطنه". فإذا ملأ بطنَه انتكست بصيرتُه، وتشوَّشت فكرتُه، وغلب عليه الكسل والنعاس؛ فيمنعه عن العبادات، ويشتد غضبه وشهوته فيقع في الحرام".
ولذلك قال رسولُ اللهِ ﷺ: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ" البخاري، أي وقاية من الاثم. ووصيته ﷺ للشباب بالصوم لمن لم يقدر على الزواج لأنه يكسر الشهوة "يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" البخاري.
كذلك يحقق الصيامُ التقوى بحفظِ جوارِح الصائم عن المحرمات؛ لأن الذي يصوم عن المباحات من الطعام والنكاح من بابِ أولى أن يصوم عن الحرام قال رسولُ اللهِ ﷺ: "والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ. والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ". البخاري.
فإذا علمتم ذلك أحبتي وفهمتم مافيه من الهداية والإرشاد فاغتنموا شهر الصيام بالتقرب إلى اللهِ تعالى بالأعمال الصالحة والبعد عن الأعمال السيئة حتى تحققوا المقصد منه (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
جعلنا اللهُ وإياكم من المتقين، ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم اللهُ وأولئك هم أولو الألباب.
إرسال تعليق