مقال بعنوان “عطيل”
ا.د إبراهيم محمد مرجونة
أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية
عطيل ، تعتبر هذه المسرحية ضمن مآسي شكسبير الكبرى التي حظيت باهتمام كبير عند القراء لأنها تمثل نموذجا حقيقيا ومعاصرا للحياة الإنسانية، فالحب والغيرة والعاطفة من سمات المجتمع التي صورها شكسبير في مسرحيته
تُعد مسرحية عطيل (Othello) للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير واحدة من أبرز المسرحيات التي تعالج موضوعات إنسانية غير قليلة كان من بينها الخيانة والغدر، حيث تتجلى الندالة في شخصية “ياغو”، الذي يمثل الشر المطلق، ويتلاعب بالمحيطين به لتحقيق أهدافه الشخصية، مما يؤدي إلى مأساة مروعة. تكشف المسرحية أبعاد الندالة من خلال الخداع، والحقد، والطموح الأناني، مما يجعلها نموذجًا أدبيًا مثاليًا لتحليل هذه الصفة في سلوك البشر.
ياغو: تجسيد الندالة في أبهى صورها
ياغو هو المحرك الرئيسي للأحداث في عطيل، وهو الشخصية التي تجسد الندالة بمعناها العميق. يتظاهر بالإخلاص والوفاء، لكنه في الحقيقة شخص حاقد ومتآمر لا يتورع عن تدمير الآخرين من أجل تحقيق رغباته. يتجلى ذلك من خلال: الخيانة والخداع: يدّعي ياغو الولاء لعطيل، لكنه في الخفاء يحيك المؤامرات ضده، مستغلًا ثقته العمياء به ؛ يضلل الجميع ويخدعهم بكلامه المعسول، لكنه يطعنهم من الخلف بلا رحمة.
ومن بين القراءات الدلالية الحقد والحسد: ياغو حاقد على عطيل بسبب ترقيته لكاسيو بدلًا منه، مما يدفعه إلى السعي لتدمير حياته يزرع بذور الشك في عقل عطيل تجاه زوجته ديدمونة، مما يؤدي إلى كارثة مأساوية.
ويظهر العمل أيضاً استغلال نقاط ضعف الآخرين: يعرف ياغو كيف يستغل ضعف عطيل، خاصة غيرته الشديدة، ليوقعه في دوامة الشك ؛ يستخدم كاسيو كأداة لتحقيق خطته الشريرة، مستغلًا سذاجته وحسن نيته.
الندالة في المسرحية لا تقتصر على مجرد الخيانة، بل تمتد إلى تدمير علاقات قائمة على الحب والثقة. فقد تمكن ياغو من زعزعة إيمان عطيل بزوجته، رغم أنها بريئة، مما يعكس كيف يمكن لشخص ندل أن يهدم حياة الآخرين بمجرد كلمات مدروسة.
أيضا الندالة كتجسيد للشر المطلق: ياغو لا يغدر فقط بدافع الانتقام، بل يبدو أنه يستمتع بتدمير الآخرين، ما يجعل ندالته أكثر خطورة. إنه لا يكتفي بالإضرار بعطيل، بل يُوقع أيضًا بكاسيو، ويدفع روديغو إلى الهلاك، مما يجعله رمزًا للشر المتجرد من أي ضمير.
واظهرت المسرحية أن الندالة والغيرة القاتلة في عطيل، تلتقي الندالة مع الغيرة لتخلق مأساة مدمرة. عطيل لم يكن ليقتل ديدمونة لولا الشك الذي زرعه ياغو في قلبه. وهنا نرى كيف يمكن للندالة أن تكون قوة تدميرية عندما تلتقي بمشاعر إنسانية قوية مثل الغيرة.
رغم نجاح ياغو في تنفيذ خططه، إلا أن نهايته تجسد فكرة أن الندالة لا تمر دون عقاب. فعندما تتكشف مؤامراته، يُقبض عليه ويواجه مصيره، مما يعكس عدالة القدر في معاقبة من يخون ويغدر.
أراد شكسبير أن مسرحيته
عطيل أن بوضح كيف يمكن للندالة أن تكون قوة هائلة تؤدي إلى تدمير الأفراد والمجتمعات، إذ يستغل ياغو نقاط ضعف الآخرين لتحقيق أهدافه، ما يؤدي إلى مآسٍ لا رجعة فيها. لكن في النهاية، تظل المسرحية رسالة تحذيرية عن خطورة الخداع والغدر، وتؤكد أن العدالة ستلاحق دائمًا من يسلك طريق الندالة، مهما بدا منتصرًا في البداية
وفي الأخير : علينا التحلي بالثقة بالنفس لأنها هي الأساس للنجاح في الحياة. هي القوة الداخلية التي تمنح الشجاعة والإرادة لمواجهة التحديات. الأشخاص الثقة بهم ينجحون في تحقيق أهدافهم ، وتخير الأشخاص بعناية شديدة وابتعد عن كل ما يؤذيك .
وفي حديث شريف رواه أحمد وغيره "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"
إرسال تعليق