رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن رمضان شهر الإنتصارات والعزة والتمكين

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن رمضان شهر الإنتصارات والعزة والتمكين


رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن رمضان شهر الإنتصارات والعزة والتمكين
بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن المتأمل في أحداث شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامي سيجد أمورًا عجيبة، هذه الأمور ليست مصادفة، وكل شيء عند الله عز وجل بمقدار، سيجد أن المسلمين ينتقلون كثيرًا من مرحلة إلى مرحلة أخرى في شهر رمضان، من ضعف إلى قوة، ومن ذلٍّ إلى عزَّة.
ففى هذا الشهر الفضيل تمت فيه كبرى انتصارات المسلمين التى فرّقت بين الحق والباطل
لقد كان رمضان هو الوعاء الزمنى الذى تمت فيه انتصارات المسلمين على عدوهم تلكم الانتصارات التى غيّرت مجرى التاريخ مؤكدة أن الطاقة الإيمانية فى قلب الصائم هى أقوى أسلحة النصر على الإطلاق، ولما انتصروا على أعدائهم وعلى التحديات أرهبوا بقوة إيمانهم آخرين من دونهم لا تعلمهم الله يعلمهم فحققوا هذا النصر فى كل المعارك التى خاضوها.
ارتبط شهر رمضان بالجهاد بشكل لافت للنظر، حتى آيات الصيام في سورة البقرة بدايةً من قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: ١٨٣]. وبعد هذه الآيات تأتي آيات كثيرة تحضُّ على الجهاد، يقول ربنا عز وجل: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ . وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ . فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة: ١٩٠- ١٩٣]
آيات تحضُّ على الجهاد والقتال بشدَّة، والعلاقة واضحة بينها وبين آيات الصيام، فالإعداد للجهاد هو إعداد للنفس، إعداد للجسد، إعداد للأمة كلها.. العلاقة بين الصيام والجهاد وثيقة جدًّا، فالتاريخ الإسلامي يؤكد هذا الارتباط،
ولما انتصروا على أنفسهم وعلى التحديات التي تواجههم سهُل عليهم الانتصار على عدوهم مهما كانت كثرته فى العدد والعُدّة. "فالنفس لا تنتصر في المعركة الحربية إلا حين تنتصر في المعارك الشعورية والأخلاقية والنظامية...كما أنه لا قيمة ولا وزن في نظر الإسلام للانتصار العسكري أو السياسي أو الاقتصادي، ما لم يقم هذا كله على أساس المنهج الرباني في الانتصار على النفس، والغَلَبَة على الهوى، والفوز على الشهوة، وتقرير الحق الذي أراده الله في حياة الناس؛ ليكون كلُّ نصر نصراً لله ولمنهج الله، وليكون كل جهد في سبيل الله ومنهج الله؛ وإلا فهي جاهلية تنتصر على جاهلية
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تميّز رمضان بقائمة طويلة من المعارك والفتوحات؟ لماذا كانت أغلب معاركه تنتهي بالظفر والانتصار؟.
في الحقيقة أن لرمضان تأثير عجيب على النفس المؤمنة، وصقلها وإعادة ضبطها وفق ما أراد الباري عز وجل.
فرمضان هو شهر الانتصار على النفس، قبل أن يكون انتصارًا على العدو،
▪︎ ففيه تتعلم النفس مجاهدة ما تحب وتتعلق به، وهو يعيد تعريف علاقة الإنسان مع المحيط الخاص به. كالعلاقة مع الشهوات والملذات، ومجاهدة الهوى والتعلق بالأشياء، وبيان أهمية الالتزام بأوامر الله وعبادته، وتقديمها على ما سواها من الأمور الدنيوية. فتجد المرء يترك طعامه وشرابه وشهوته امتثالاً لأمر الله عز وجل، رغم شدة الحر،
وطول ساعات الصيام، وكثرة الملهيات والمغريات.
▪︎ كما يتعلم فيه الإنسان كيفية ضبط جوارحه في تعامله مع الناس، فيما يعتبر ثورة أخلاقية، تعيد بوصلته نحو ما يريده الشارع ويسعى لتحقيقه في النفوس والمجتمعات. وفي الحديث القدسي عن الله عز وجل: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم" (متفق عليه).
"إن الصوم كغيره من العبادات، يهدف إلى إجراء تغيير داخل الأمة وأفرادها، بتحقيق العبودية لله، وجعل المجتمع على أتم الجاهزية للثبات على الحق والسير على خطاه نحو النصر والتمكين"
▪︎ إن رمضان يعتبر فرقانًا في حياة النفوس والمجتمعات التي تتمتع بالإيمان وتسعى لنيل رضا الرحمن، كيف لا وهو شهر تتجدد فيه الصلة بين المؤمنين والقرآن الكريم، مع ما ينتج عنها من التدبر والتأثر وزيادة الإيمان. وكيف لا يترك في النفس أثراً يدفعها إلى فعل كل ما يأمره الله ويحبه، حتى لو كان بالتضحية والجهاد في سبيله؛ لأن النصر منه عز وجل، ومعية الله وتأييده أقوى من كل شيء. يقول الله تعالى: {وما النصر إلا من عند الله} [الأنفال:١٠] ويقول: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} [آل عمران: ١٦٠]
ولا غرابة أن نجد هذا الأمر جلياً في سورة البقرة. فالآيات الكريمة من ١٨٣-١٨٧ قد تطرقت لموضوع الصيام وما يتعلق به من الأحكام، لكنها بينت أهمية ذلك في صلاح المجتمع وتطهيره، فختمت بكلمات: "يتقون" و"تشكرون" و"يرشدون". ثم تبعها آيتان تتعلقان بالحج، قبل أن يكون الحديث عن الجهاد والقتال. مما يعني أهمية العبادة، وتحقيق غاياتها في الثبات والانتصار على العدو؛ لذا فالأمة الراشدة التي تستغل رمضان خير استغلال، هي أمة تسير بخطى ثابتة نحو ما يريده مولاها عز وجل، وتحقيق ما يطلبه منها، الاستخلاف في الأرض، وحمل لواء الدين وتمكينه في الأرض.
وقفات..
"إن الله قدّر أن يشهد رمضان أول مواجهة عسكرية ضد الكفر وأهله، في غزوة بدر والتي سميت بالفرقان، للتأكيد على أن لا انفصام بين العبادة والجهاد، وطلب النصر والعزة"
وفي هذا الصدد لابد أن نشير إلى أن بعض المعارك التي حدثت في رمضان، لم يحدد المسلمون وقتها، وإنما حددتها الظروف والأحداث المتعلقة بها. ولكن لا بد أن ننظر إلى كيفية تعامل المسلمين مع هذه المعارك، وكيف كانت شجاعتهم وبسالتهم. فهم لم يتوانوا ولم يستكينوا أو يضعفوا، بل ثبتوا واستبسلوا، وقدموا للعالم أروع صور التضحية والبطولة، وما هذا إلا نتيجة ما وقر في قلوبهم من الإيمان، وما تركه رمضان والصيام من أثر في نفوسهم.

قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏the of Cederation International Aras Arabe 净産の - اشاد الوطن الدولي العريي رئيس الإتحاد دكتور خالد عبد اللطيف‏'‏ 

اكتب تعليق

أحدث أقدم