حق الطفل في دائرة الإهتمام

حق الطفل في دائرة الإهتمام

بقلم /آية محمود رزق
تكمن المشكلة في أن العديد من الأطفال، مثل ياسين، يعانون في صمت، حيث تخشى الكثير من الأسر من التحدث والمطالبة بحقوق أطفالها. ولكن هذا أمر غير مقبول؛ يجب أن يتم معاقبة الجناة واستعادة الحقوق، فالأمر يتطلب تجفيف منابع هذه الأمراض النفسية. للأسف، قامت العديد من المواقع باقتطاع تصريحات الطبيب الشرعي المتعلقة بقضية الطفل ياسين، وركزت فقط على إجابته عن سؤال واحد، وكأنها تسعى لإيجاد دليل يقود إلى براءة المتهم وتشكيل الرأي العام لصالحه
ندعو جميعاً إلى استرجاع حقوق الطفل ياسين، إذ يجب أن يتلقّى الحماية اللازمة من الخوف الذي عاشه، والتهديد الذي تعرض له بقتل والده. إن مشاعر الذعر التي عاشها الطفل نتيجة حادثة الاغتصاب وهتك عرض الأطفال أصبحت ظاهرة متكررة وتستدعي ضرورة فرض عقوبات صارمة، تكفل عدم تجرّؤ أي شخص على الاقتراب من الأطفال أو النساء، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا. 
السؤال المطروح: هل ستتحوّل هذه القضية إلى قضية طائفية أم ستبقى قضية عادلة للدفاع عن حقوق الطفل؟ إن ما يحدث في مدارسنا اليوم مؤسف، فبين الحين والآخر تظهر حادثة جديدة، وآخرها ما وقع في مدرسة خاصة للغات. للأسف، هذه الحوادث لا تقتصر فقط على المدارس الخاصة، بل تمتد لتطال المدارس الحكومية أيضًا ودروس التقوية. 
إلى متى سنبقى عاجزين عن مواجهة هذه الظواهر دون تردد؟ آن الأوان للتحرك واتخاذ إجراءات فعالة لحماية أطفالنا.
بالرغم من تأكيد الطبيب الشرعي على تعرض الطفل ياسين، الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، للاعتداء أكثر من مرة، فإن من الضروري أن نفهم أن ياسين هو طفل لا يدرك ما يحدث حوله. يجب علينا جميعاً أن نكون حريصين على أطفالنا، وتعليمهم كيفية التعامل مع الأمور. في هذا الزمن الصعب، يجب أن نكون حذرين في كيفية فتح النقاشات معهم.
من الضروري تعليم أطفالنا كيفية سرد تفاصيل يومهم بالكامل، وتعزيز قيم الصدق والصراحة لديهم، بدلاً من زرع الخوف في قلوبهم من العواقب. لا ينبغي أن يشعر الأطفال أنهم سيعاقبون أو أنهم في خطر إذا تحدثوا عن مشاعرهم أو تجربتهم. يجب أن نعمل على بناء ثقة بيننا وبينهم، وندعوهم إلى الإحساس بالأمان، حتى يتمكنوا من الإبلاغ عن أي شيء يحدث لهم دون الخوف من العقاب. ينبغي علينا أن نتخذ أسلوباً لطيفاً في توجيههم وتصحيح أخطائهم، وأن نكون لهم ملاذًا آمنًا.

اكتب تعليق

أحدث أقدم