فنزويلا
وانتصار الإرادة الوطنية
د. احمد
طاهر
مدير مركز
الحوار للدراسات السياسية والإعلامية
---
في استحقاق انتخابي جديد عكس تمسك الشعب الفنزويلي بالتعبير عن ارادته
الحرة المستقلة، فاز التحالف بقيادة الحزب الاشتراكي الموحد (GPP) الحاكم
بأغلبية المقاعد في الاستحقاق النيابي والمحلى الذى جرى في فنزويلا في الخامس والعشرين
من مايو 2025، حيث تعبر توجهات هذا الحزب وبرنامجه عن الإرادة الوطنية للشعب
الفنزويلي، إذ يُذكر أن هذا الحزب أسسه القائد هوغو شافيز عام 2007، وقد حصد اكثر
من ثلاثة ارباع المقاعد البالغ عددها 285 مقعدا في الجمعية الوطنية، كما فاز الحزب
بمنصب حاكم الولاية في 23 ولاية من اصل 24 ولاية، في تراجع واضح لأحزاب المعارضة
التي كانت متواجدة في بعض هذه الولايات على غرار ولاية باريناس وولاية زوليا
الحدودية والتي تعد واحدة من المناطق الرئيسة المنتجة للنفط في فنزويلا.
وغنى عن القول إن هذه الانتخابات قد اكتسبت أهميتها وأكدت ديمقراطيتها من
خلال عديد المؤشرات التي سجلتها تقارير المراقبين المحليين والدوليين، ومن أبرز
هذه المؤشرات ما يأتي:
أولا- شاركت في هذه الانتخابات ما يقرب من 54 تنظيما سياسيا
كان معظمها ممن ينتمون إلى المعارضة، وهو ما يعكس الثقة الكبيرة من جانب حتى قوى
المعارضة في ان الانتخابات ستُجرى في جو ديمقراطى، إذ من المعلوم في كثير من
البلدان حينما تشعر المعارضة بضعفها أو فقدانها لفرص الحصول على المقاعد في الانتخابات
أو تعتقد أن الانتخابات سيتم تزويرها، تعلن مقاطعتها للمشاركة في هذه الانتخابات،
وهو ما لم يحدث مع الانتخابات التي تشهدها فنزويلا سواء الانتخابات الرئاسية سابقا
او البرلمانية والإقليمية الحالية، إدراكا من المعارضة بأن النظام الانتخابى في
فنزويلا يضع من الضمانات ما يحول دون قدرة الحكومة على التزوير، بل تتأكد المعارضة
ان مشاركتها في الانتخابات قد تكون فرصة واسعة لكسب التواجد في الشارع السياسى
وبين المواطنين. وقد برز ذلك جليا في حرص المعارضة على المشاركة في هذه الانتخابات،
إذ يذكر ان عدد المرشحين الذين خاضوا هذه الانتخابات تجاوز 6000 مرشحا من المعارضة
والحكومة معا.
ثانيا- حرصت الدولة الفنزويلية بل والأحزاب السياسية من مختلف
الاطياف والانتماءات الفكرية والأيديولوجية على توجيه الدعوات لعديد المراقبين
الدوليين لمتابعة العملية الانتخابية وزيارة مراكز الاقتراع للتحقق من سلامة
الإجراءات الانتخابية، إذ يذكر ان شارك في هذه الانتخابات ما يقرب من 400 مراقب
دولى تمت دعوتهم من مختلف الأحزاب السياسية، هذا إلى جانب حوالى 80 مراقبا دوليا
من مختلف القارات تمت دعوتهم من جانب المجلس الانتخابى الوطنى – وهو الهيئة
الوطنية المسئولة عن ضمان شفافية العملية الانتخابية- حيث كان من ضمن هؤلاء الوفود
أعضاء برلمان البلدان الافريقية، وبرلمان الجماعة الإنمائية للجنوب الافريقى
وغيرهم.
ثالثا- عكست نسبة المشاركة من جانب المواطنين الفنزويليين مدى
حرص الجميع على التعبير عن ارادتهم الوطنية، فقد اعلن رئيس المجلس الانتخابي
الوطنى "كارلوس كوينتيرو" ان نسبة المشاركة بلغت 42.63% ممن لهم حق
الانتخاب، وجاءت نتائج العملية الانتخابية على النحو الآتى:
التحالف الحزبى |
عدد الأصوات |
النسبة |
تحالف القطب الوطنى العظيم تحت مظلة الحزب الاشتراكى
الموحد (الحاكم) |
4.553.484 صوتا |
82.68% |
التحالف الديمقراطى |
344.422 صوتا |
6.25% |
تحالف واحد (UNTC) |
285.501 صوتا |
5.18% |
تحالف قوة الجوار |
141.566 صوتا |
2.57% |
أصوات أخرى صالحة وباطلة |
182.351 صوتا |
3.31% |
رابعا- شهدت العملية الانتخابية تواجد قوى وفعال سواء من جانب
مسئولي المجلس الوطنى الانتخابي (490 مسئولا كانوا متواجدين في مختلف مراكز
الاقتراع)، أو من جانب وزارة الامن لمنع أية اعمال شغب او محاولات التأثير على سير
العملية الانتخابية او على إرادة الناخبين، حيث نُشر أكثر من 412 الف جندي في
مختلف مراكز الاقتراع.
صفوة القول إن الاحتفالية السياسية التي عاشتها فنزويلا في الخامس والعشرين
من مايو باختيار ممثليها في الجمعية الوطنية والمجالس التشريعية وحكام الولايات،
عبرّت بشكل جلى عن ما تعيشه فنزويلا من سلام اجتماعى واستقرار سياسى تحت القيادة
الفاعلة للرئيس نيكولاس مادورو الذى يقود البلاد برؤية حكيمة وبإرادة قوية لوضع
فنزويلا في مكانها الصحيح بين الأمم المتقدمة التي تنهض بأوضاع شعوبها، وتسعى إلى
بناء مستقبل ابناءها وفق أسس وطنية ومرتكزات سليمة. وقد كانت مشاركتنا في هذا
الاستحقاق الانتخابى، شهادةً على ما تعيشه فنزويلا اليوم من إنجازات حقيقية يشعر
بها المواطن الفنزويلي الذى يساند دولته ويرفض اية تدخلات خارجية في شئونها، ويفضح
بشكل واضح أكاذيب وادعاءات الاعلام الغربى بصفة عامة والامريكى على وجه الخصوص عما
ينشره عن فنزويلا، فالواقع الذى شهدناه يعكس حقيقة النجاحات المحققة والتي عبرت
عنها حالة الرضا العام لدى المواطن الفنزويلي عن أداء دولته وتأييد رئيسه.
إرسال تعليق