سيناء.. خط النار الذي يلتهم المعتدي"بقلم: آية محمود رزق

سيناء.. خط النار الذي يلتهم المعتدي"بقلم: آية محمود رزق



سيناء.. خط النار الذي يلتهم المعتدي"
بقلم: آية محمود رزق

بنيامين نتنياهو، يبدو أنك تعيش وهم القوة المطلقة، وتتصور أن التاريخ يبدأ من حيث تتحدث أنت، وينتهي حيث ترسم خرائط أوهامك على الورق. لكن دعني أذكرك بما تحاول أن تنساه: سيناء ليست فراغًا على الخريطة، وليست جائزة لمن يجرؤ على الاقتراب. إنها الأرض التي حين يهتز ترابها، تهتز معه المنطقة كلها.
سيناء ليست قطعة شطرنج
هل تعتقد أن سيناء مجرد صحراء مفتوحة يمكن أن تخترقها بجنودك ودباباتك؟ اسأل أسلافك الذين حاولوا قبل نصف قرن، فوجدوا أن الرمال هنا تتحول إلى مقابر، وأن السماء تمطر نارًا، وأن القلوب التي تدافع عنها أقسى من الفولاذ.
لقد قال المشير عبد الغني الجمسي، مهندس حرب أكتوبر، يومًا: إن أرض سيناء هي شرف مصر، ومن يقترب من شرفها يواجه المصريين جميعًا. فهل أنت مستعد لمواجهة أمة كاملة لا تعرف الهزيمة حين يتعلق الأمر بالأرض والعِرض؟
التاريخ شاهد.. والجغرافيا لا ترحم
في 1973، عبرت قواتنا قناة السويس وحطمت خط بارليف، وهو ما اعتبرته إسرائيل يومها معجزة عسكرية مصرية. كانت قواتنا أقل تجهيزًا تكنولوجيًا منكم، لكنها كانت تحمل ما لا تحمله ترسانتكم: الإيمان، والحق، والعزيمة التي لا تنكسر.
القائد المصري الراحل سعد الدين الشاذلي قالها بوضوح: الجندي المصري لا يقاتل من أجل المال أو الغنيمة، بل من أجل الأرض، وهذه عقيدة لا تستطيع أن تهزمها أي قوة في العالم.
اليوم، جيش مصر ليس فقط أكثر عددًا، بل أكثر تدريبًا وتسليحًا وتنسيقًا مع قواته الجوية والبحرية. أي خطوة طائشة نحو حدودنا لن تُقابل ببيانات شجب، بل بزلزال عسكري سيمحو أي أثر لمحاولتك.

إسرائيل الكبرى.. حلمك الذي سيتحول إلى كابوسك
نتنياهو، حين تذكر "إسرائيل الكبرى" وتلمّح لسيناء، فأنت لا تثير الحماس في عقول شعبك، بل توقظ في قلوب المصريين نارًا نعرف جميعًا كيف تشتعل، وكيف تحرق كل من يقف أمامها.
المشير محمد عبد الغني الجمسي حذر ذات يوم: "إن الحرب مع مصر ليست نزهة، وإن عبور حدودها هو قرار انتحاري". واليوم، نحن أكثر استعدادًا من أي وقت مضى.

 إنذار أخير
ابتعد، ولا تراهن على صبر مصر.
ابتعد، لأن حدودنا ليست خطوطًا على الورق، بل جدار من الدماء والأرواح.
ابتعد، لأن سيناء ليست للبيع، ولا للتفاوض، ولا لتكون جزءًا من خيال سياسي مريض.

وإذا تجاهلت هذا الإنذار، فاعلم أن الخطوة الأولى داخل حدودنا ستكون الخطوة الأخيرة في حياتك السياسية.. وربما في حياتك كلها.

اكتب تعليق

أحدث أقدم