فلكية جدة...
*اصطفاف كوني نادر يكشف هالة ثقب أسود*
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس . ماجد ابوزاهرة
نجح علماء الفلك في إنجاز استثنائي حيث قاموا بقياس الإكليل البلازمي فائق السخونة (الكورونا) المحيط بثقب أسود بعيد بشكل مباشر واتضح أن حجمه يقارب حجم النظام الشمسي بأكمله.
الثقب الأسود المعروف باسم RX J1131 يبعد حوالي 6 مليارات سنة ضوئية عن الأرض ويدور بسرعة تزيد على نصف سرعة الضوء. أثناء ابتلاعه للغاز والغبار ترتفع حرارة المادة إلى ملايين الدرجات فتضيء بشدة مكونة ما يعرف بالكوازار. حول الثقب الأسود تمتد هالة فائقة السخونة من البلازما "الكورونا" لمسافة تقارب 50 وحدة فلكية أي تقريباً المسافة من الشمس إلى بلوتو.
إن رؤية شيء صغير كهذا على مسافة شاسعة كانت تبدو مستحيلة لكن الكون قدّم ظاهرة فيزيائية نادرة.
مجرة تقع بيننا وبين الكوازار عملت كعدسة ضخمة حيث انحنى الضوء عبرها وتضخم ثم لعبت النجوم داخل تلك المجرة دور عدسات ثانوية صغيرة.
هذا التكبير المزدوج كشف عن ومضات دقيقة في الضوء، والتي مكنت العلماء لأول مرة من قياس الحجم الحقيقي للكورونا أي الغلاف الساخن من البلازما الذي يحيط بالثقب الأسود.
هذه الظاهرة تنبأت بها نظرية النسبية العامة لآينشتاين عام 1915 حيث تفسر أن الكتل الضخمة مثل المجرات أو العناقيد المجرية تقوم بثني الضوء المار بجوارها بفعل جاذبيتها، وكأنها عدسة كونية عملاقة. عندما يصطف جسم بعيد (مثل كوازار أو ثقب أسود نشط) مع جسم وسيط ضخم (مثل مجرة تقع بيننا وبينه)، ينحني ضوء الجسم البعيد حول المجرة ويتضخم، مما يسمح برؤيته أوضح مما هو ممكن عادة.
هذا التأثير يسمى عدسة الجاذبية الكبرى وأحيانًا يمكن لنجوم منفردة داخل المجرة الوسيطة أن تعمل كـ عدسات جاذبية صغرى تضيف تكبيراً إضافياً فيكشف ذلك عن تفاصيل دقيقة جداً لم يكن بالإمكان رصدها حتى بأكبر التلسكوبات.
من خلال هذه الظاهرة الطبيعية يصبح الكون نفسه "تلسكوبا" يساعد العلماء على دراسة أجرام بعيدة وصغيرة مثل الهالات البلازمية حول الثقوب السوداء
يفتح هذا الإنجاز أمام علماء الفلك طريقة جديدة لدراسة البيئات القصوى المحيطة بالثقوب السوداء. إذ يرتبط إشعاع الكورونا بمجالات مغناطيسية قوية تتحكم في كيفية تغذية الثقوب السوداء ونموها وفهم هذه العملية قد يساعد في تفسير كيف أصبحت الثقوب السوداء الهائلة التي نراها اليوم في مراكز المجرات.
إرسال تعليق