بقلم : باهر رجب
يقولون إن أجمل الهدايا هي تلك التي لا ننتظرها، وأعظم الرسائل هي التي لا تكتب بسن القلم، بل بصدق الشعور. وفي دستور المحبة، لا يوجد اعتراف بالود أرق ولا أصدق من أن يقول لك أحدهم: «خطرت ببالي وأنا أناجي الله».
لغة الأرواح الخفية
إن قيمة هذه العبارة تكمن في "توقيتها". ففي اللحظة التي يختلي فيها الإنسان بخالقه، ويسقط عن كاهله ضجيج الدنيا، لا يتبقى في ذاكرته إلا الانقى و الأقرب إلى فؤاده. حين يرتفع اسمك من قلبِ غيرك إلى عنان السماء، فهذا يعني أنك تسكن منطقة آمنة في وجدانه، منطقة لا تطالها المصالح ولا تشوبها المجاملات.
ما وراء الدعوة
ليس المهم ماذا طلب من الله لك، هل كانت دعوة بالرزق، أم بالستر، أم بجبر الخاطر. الأهم هو "الحضور". فأن تكون "موجودا" في محراب أحدهم، يعني أن روحك تركت أثرا طيبا دفعه ليتمنى لك الخير وهو في عز انشغاله بنفسه.
هذا النوع من الذكر هو "حب صامت"، حب لا يحتاج إلى ضجيج الكلمات أو استعراض المواقف. إنه اعتراف ضمني بأنك جزء من سلامه النفسي، وأن سعادتك تعني له شيئا أو كل شىء، حتى وإن لم يخبرك بذلك علانية.
بركات الغيب
كثيرا ما ننجو من ضيق لا نعرف سببه، أو تفتح لنا أبواب ظننا أنها أغلقت للأبد، أو نبتسم فجأة دون سابق إنذار. وربما يكون السر كله في "قلبٍ يحبنا" قرر في جوف الليل أن يذكرنا بدعوة.
إن دعوات الآخرين لنا هي المظلة الخفية التي تقينا لفحات القدر. قد لا نملك القدرة على مكافأتهم، ولكن يكفينا يقينا أن الله الذي استمع إليهم هو ذاته العليه التى ستكافئهم بمثل ما تمنوا لنا.
فى الختام وليس بنا ختام
لنمضى في هذه الحياة نترك خلفنا أثرا يجعل الآخرين يذكروننا حين يسجدون. فالإنسان ذكرى، وأجمل الذكريات هي تلك التي تحلق في السماوات لتصبح واقعا يسعدنا في الأرض.

إرسال تعليق