""آه يا ضميري يا رزيل.. طول عمري وأنت بلوتي" وبهذه الكلمات المحدودة ولكن المكثفة، في أسلوب السخرية الاجتماعية، قدم الشاعر صراعا فلسفيا نفسيا أبديا يسكن داخل كل انسان. في حين يعتبر البعض، الضمير، ربان اخلاقيا يهدينا لحظات اطمئنان وهدوء. بل وتمنعنا حتى من مشاعر الشجن، كما يراه الشاعر. بل عناء، يغتال الهدوء، ويمسي ليكون، في داخل السرير، سجانا يربط صاحبه به ويثقب لوح السرير وقنانية الندم. الضمير، لا ينام. مراقب لو هزي الهدوء قليلا برفض ترك ضابطه ليكون هدية رزيلا"
ما ظهر في ملامح الشاعر هكذا. بل، لتبديل الضمير. الضمير، كما وصفه،
في عالم مليء بالتناقضات، تظهر "مفارقة السعادة" بوضوح. فالشخص الذي يفتقر إلى الضمير قد يعيش حياة خالية من "العكننة" والقلق، لأنه غير مقيد بالمسائلة الداخلية. لا يعاني من جلد الذات أو الندم على الأخطاء. هذا التباين يثير تساؤلات لدى أصحاب الضمائر الحية، الذين قد يتساءلون في لحظات الضعف: "هل كنا لنكون أسعد لو لم يكن لدينا ضمير؟".
الضمير هنا ليس مجرد موجه، بل هو جلاد يربط صاحبه في "عمود السرير" و"يدقه بمسامير" الأخطاء. هذه الاستعارات تعكس الأرق والقلق الذي يصيب الإنسان "الضميري" بعد ارتكاب هفوة. بينما ينام "عديم الضمير" قرير العين، يبقى "صاحب الضمير" معلقا على أخطائه، محاطا بـ"مزامير" اللوم. إنها ضريبة الأمانة مع النفس، حيث يتحول القلب إلى ساحة معركة بين القاضي والجلاد.
لكن هل غياب الضمير هو الحل؟ قد يبدو عديم الضمير "أسعد" في اللحظة الراهنة، لكن سعادته "مسطحة" تفتقر إلى العمق الإنساني. "العكننة" التي يسببها الضمير هي في الحقيقة علامة حياة، دليل على أن بوصلة الإنسان لا تزال تعمل، وأن جوهره لم يتلوث بالكامل. الضمير "الرزيل" هو الحارس الذي يمنعنا من الانزلاق إلى الهاوية.
ختاما يظل هذا النص. صرخه انسانيه صادقه تعبر عن التعب من المثاليه فى زمن صعب لكن الصراخ. من وخز الضمير يظل ارقى واسما بكرات من الصمت. المطبق الذى يسكن صدور من ماتت صمائرهم فمن لا يتألم من خطئه لا يرجى منه الصلاح.

إرسال تعليق