نأتي إلى الدنيا باظفار واهية وأحلام ناعمة ، نحيا فيها ما بين فرح وحزن ، فرج وكرب ، صعود وهبوط ، إنتصارات وانكسارات ، يترك البعض منا في الدنيا علامة ، وتترك الدنيا في البعض الاخر علامة ، يتلاشي فيها الضعفاء والجبناء ، ويعافر فيها اصحاب المواقف الواحدة ، تاركين فيها نبراسا يهتدي ، وتاريخا يقتدي ، لا يخشون في الله لومة لائم ، شعارهم واحد ومواقفهم ثابتة ، لا يضرهم من ضل إذا اهتدوا ، مؤمنون بما يعتقدون ، مقاصدنا نابعة من رؤية مدروسة ، ومغاذي مفهومة ، لا تميل بميل الناس وإن كثروا ، واضحة كالشمس ، صامدة كالجبال ، حادة كالسيف ، لا نحيا فيها بجلد الخرفان مع القوي ، وبجلد التماسيح مع الضعيف ، مؤمنين بأن وجع المصارحة أقل بكثير من وجع المجاملة ، موازين حكمنا على الأشياء الحق ، ودليل اثباتنا العدل ، قبلتنا واحدة وهي رضا الله ، وغايتنا مقاصد الناس ، طريقتنا واحد وان ملك غيرنا المصباح ، نبجل المرء لعلمه وادبه وعطاءه ، لا نمتلك الحقيقة المطلقة ، رأينا صواب يحتمل الخطأ ، وراي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ، ممسكين برأينا كالقابض علي دينه ، نحيا فيها بوجه واحد دون مساحيق وبدون ازدواجية ، مؤمنين بأن كلام الناس غبار إن وصل رؤوسنا فقدنا الرؤية ، مؤمنين بأننا اسياد مواقفنا ، يستوي لدينا المادح والذام ، يستوي لدينا الدرع والسهم ، مؤمنين بأن الناس منذ خلق آدم تتكلم ولن تصمت لأجلنا ، مؤمنين بأن كلام الناس بحر وبأيدينا الشراع متي شئنا وقفت سفينتنا ، مؤمنين بأن الناس تعذر الحمقى ولا تعذر العقلاء ، خطأنا كبير كبرنا ، ولن نصل يوماً لسيئ الأخلاق .
ماهر إبراهيم المنزلاوي يكتب ... وجع المصارحة أقل بكثير من وجع المجاملة
0
الوسوم
اراء ومقالات
إرسال تعليق