ماهر إبراهيم المنزلاوي يكتب ... وجع المصارحة أقل بكثير من وجع المجاملة

ماهر إبراهيم المنزلاوي يكتب ... وجع المصارحة أقل بكثير من وجع المجاملة



نأتي إلى الدنيا باظفار واهية وأحلام ناعمة ، نحيا فيها ما بين فرح وحزن ، فرج وكرب ، صعود وهبوط ، إنتصارات وانكسارات ، يترك البعض منا في الدنيا علامة ، وتترك الدنيا في البعض الاخر علامة ، يتلاشي فيها الضعفاء والجبناء ، ويعافر فيها اصحاب المواقف الواحدة ، تاركين فيها نبراسا يهتدي ، وتاريخا يقتدي  ، لا يخشون في الله لومة لائم ، شعارهم واحد  ومواقفهم ثابتة ، لا يضرهم من ضل إذا اهتدوا ، مؤمنون بما يعتقدون ، مقاصدنا نابعة من رؤية مدروسة ، ومغاذي مفهومة ، لا تميل بميل الناس وإن كثروا ، واضحة كالشمس ، صامدة كالجبال ، حادة كالسيف ، لا نحيا فيها بجلد الخرفان مع القوي ، وبجلد التماسيح مع الضعيف ، مؤمنين بأن وجع المصارحة أقل بكثير من وجع المجاملة ، موازين حكمنا على الأشياء الحق ، ودليل اثباتنا العدل ، قبلتنا واحدة وهي رضا الله ، وغايتنا مقاصد الناس ، طريقتنا واحد وان ملك غيرنا المصباح ، نبجل المرء لعلمه وادبه وعطاءه ، لا نمتلك الحقيقة المطلقة ، رأينا صواب يحتمل الخطأ ، وراي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ، ممسكين برأينا كالقابض علي دينه ، نحيا فيها بوجه واحد دون مساحيق وبدون ازدواجية ، مؤمنين بأن كلام الناس غبار إن وصل رؤوسنا فقدنا الرؤية ، مؤمنين بأننا اسياد مواقفنا ، يستوي لدينا المادح والذام ، يستوي لدينا الدرع والسهم ، مؤمنين بأن الناس منذ خلق آدم تتكلم ولن تصمت لأجلنا ، مؤمنين بأن كلام الناس بحر وبأيدينا الشراع متي شئنا وقفت سفينتنا ، مؤمنين بأن الناس تعذر الحمقى ولا تعذر العقلاء ، خطأنا كبير كبرنا ، ولن نصل يوماً لسيئ الأخلاق .

اكتب تعليق

أحدث أقدم