عندما كنا بمرحلة التعليم الجامعي كان حُلّما أننا نتخرج ونحصل علي لقب " المحاسب " الذي قُدرت الأقدار أن نحمل هذا اللقب فعناءنا سنوات وسفرنا هان علينا عند لحظه التخرج وكُلنا أمل في غدٍ يُشرِق بنا بإذن الله رسمنا علي وجهونا السعادة وانتابت قلوبنا بالفرحة عندما حصلنا علي شهادة التخرج ولم يتوقف حُلمي علي ذلك فقد تقدمت بمرحلة الماجيستير تحقيقا للوصول لأعلي المراتب العلمية بكل جدٍ وإجتهاد فقد كان ضمن أحلامنا ان نحصل علي عضويه النقابه يالها من جمال كلمه " محاسب نقابي " ولكننا عندما تخرجنا ذهبنا الي نقابة التجاريين لإستخراج عضويه النقابة وهنا بدأت العاصفه تلوح بجزءٍ كبيرٍ من الحُلم الذي طال آمده واتسعت رؤيته وهو " النقابه " فوجدنا نقابة صمّاء لا نفع بها ولا قلم لا علِم بها ولا تعلّم عندما ذهبت إليها بكل أمل خرجت منها وكلي حزن عليها وعلي إنتمائي لها دون أن أنفعها أو أنتفع منها ، نقابه تضم أكبر فئه من خريجي التعليم العالي بلا قلم بلا هدف بلا جدوي بلا حلم بلا إبداع ، أربع سنوات تتجدد عضويتي ولا فائده فقد إستغرقت أكثر من عشر دقائق تهرول عينايا للحصول علي قلم لأكتب اسمي علي نقاط آخرها سراب يؤدي بنا الي هامش لا نهايه له ، أرفع الأوراق وأبحث في ملابسي وداخل حقيبتي باليد علي قلمٍ اكتب به اسمي الذي لا يتعدي سنه الثماني وعشرون عاماً داخل ورقه مقيد بها صفتي مصحوبه بمبلغ سنوي يزيد عليه عشرات الجنيهات دعماً لإنتمائي بها مكبلاً بغرامة تاخير دون جدوي لكي احصل عندما يتجاوز عمري الستين عاماً علي مئتان جنيهاً كل ثلاثه أشهر وهو " المعاش" عن أي معاش تتحدثون فمن منا تعلم وسهر، أنفق وسعي ، حلم وذاكر اجتهد وسعي لتضربوا بنا وبأحلامنا عرض الحائط بواقع مرير أليس من حقنا أن يكون لدينا نقابه مهنيه تحتوينا ؟ أليس من حقنا أن تؤهلنا تلك النقابه إلي سوق العمل ؟ أليس من حقنا أن تتعلق دراستنا بتدريبات وكورسات لتنفع بنا بلدنا ؟ من منكم رأي انتخابات نقابة التجاريين ؟ من منكم يعلم من هو النقيب ؟ من دخل مقر النقابه وقدمت له شيئاً ؟ نما إليّ ان نقابتنا العظيمه لم تعرف اسم الترشح الي أكثر من ثلاثون عاماً
ثلاثون عاماً من سقط للهدف وضياع للحلم وتهتك بكل مبادئ المحاسبه ونظريات الاقتصاد وقواعد الإحصاء وأساليب الماليه و قوانين الضرائب الي من يلجأ المحاسبين و والاقتصاديين أين النقابة مما تخرجوا ؟ اين النقابه مما إجتهدوا ؟ حديثي إليكم لا تشكيك في أحد ولا هجوماً علي أحد فللجميع كل تقدير واحترام ولكن حديثاً من قلب يملؤه الحزن علي واقع مؤلم يلوح بالأفكار والأحلام الي وحلٍ يطمث علي كثير من العقول لماذا تتركوا هذه النقابه جرداء لا عشب بها ولا ماء ؟ أليس انتم من ستحاسبون امام الله ؟ أليس انتم مسئولون عن كل خريج سجلت أوراقه داخل دفاتركم ؟
نداء الي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهوريه ان ينظر لأبناءه وطلابه ملتحقي وخريجي كليه التجارة بأقسامها وتخصصاتها بعين الرحمه والشفقه عليهم بأن بعيد بناء بيت إحتله العفن فأصبح ورق دابت سطوره من قله استخدامه
ففي نهاية حديثي أرفع شكواي الي الله فهو الحكم العدل القادر علي تغيير الواقع المؤلم إلي مستقبل يشرق بشبابه وفتياته وكباره ، من نقابه بلا قلم الي نقابه بعلم وأقلام والي نقابه بها عقول تساعد في تقدم بلدنا و سواعد شبابيه فريده ورؤيه علميه سديدة حفظ الله الوطن ونفع الله بنا مصر ووفقنا الله دائما لخدمه بلدنا الحبيب مصر .
إرسال تعليق