رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الأسرة أساس المجتمع

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يؤكد أن الأسرة أساس المجتمع



بقلم المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن المجتمع يتكون من العديد من الأفراد الذين يجتمعون معا لتكوين العديد من الأسر، فالأسرة هي أساس المجتمع وأهم مكوناته على الإطلاق؛ حيث إن المجتمع بدون الروابط الأسرية لا يصبح له معنى ولا أهمية. ولما كانت الأسرة هي أساس المجتمع أصبح لها الدور الأكبر في بناء المجتمع وتطويره، وإذا فعلت كل أسرة ما في وسعها للنهوض بالمجتمع فإنها لا تخدم نفسها فقط، ولكنها أيضا تخدم جميع الأسر. كما أن الأسرة تعتبر أول نظام اجتماعي بناه الإنسان وقام بتوظيفه لإتمام مهام معينة بالاستعانة بالخصائص التي يتمتع بها جمع أفراد الأسرة، وليست الأسرة فقط تؤثر في المجتمع، ولكنها أيضا تتأثر به وتتفاعل مع مختلف الأنظمة الاجتماعية مثل المدرسة. وتؤثر الأسرة في المجتمع عن طريق تمييز شخصية أفرادها عن أفراد بقية الأسر وتربية كل فرد على حسب الطباع والاتجاهات التي تتناسب مع عقيدة وعقلية الأب والأم منذ الطفولة؛ مما يجعل كل فرد يكبر ويكبر معه هدف معين يريد تحقيقه في المجتمع من خلال قناعاته. والأسرة هي أول من يُعرِّف الفرد بدينه ولغته وعادات مجتمعه وتقاليده وثقافاته، وتعليمه كيفية المحافظة على هذه العادات والتقاليد والاستفادة منها بشكل يؤثر إيجابيا على المجتمع فيها بعد. والأب والأم هما أساس كل أسرة، وعلى حسب الصفات التي اكتسبها كل فرد منهما من أسرته يبدأ دورهما في توريث هذه الصفات إلى الأبناء، وكلما كانت تلك الصفات حسنة فإنها تساعد على إنشاء جيل صحيح نفسيا وجديا وأخلاقيا، ودينيا أيضا. وعن طريق تقديم هذه الصفات من خلال الأبناء إلى المجتمع فإنها بذلك تكون قد أتمت مهمتها على أكمل وجه، وأسدت للمجتمع أهم خدمة على الإطلاق؛ فالمجتمع الذي يتحلى أفراده بهذه الصفات يكون مجتمعا منتجا قويا معتمدا على قدرات أبنائه لا قدرات الآخرين من الثقافات والمجتمعات المختلفة. ولا يقوم ببناء المجتمع إلا الأسرة التي تربي أبناؤها على حب الخير للناس كما يحبونه لأنفسهم، وكذلك حب العمل والإنتاج والدفاع عن الدين والمحافظة على الأعراض، وأيضا الحفاظ على الأخلاق الإسلامية التي حثنا عليها الله ورسوله، والابتعاد عن الرذائل التي حذرنا منها الله -تعالى- ورسوله. أما الأسرة التي لا تهتم بتربية أبنائها وتتركهم للأخلاق الدنيئة والعادات السيئة التي هي ضد الفطرة والدين، ولا تحرص على تنشئة أبنائها على الأسس الاجتماعية والدينية الصحيحة؛ فهي بذلك تهدم المجتمع وتأخد بيده إلى طريق الهلاك. فيتضح من ذلك أن دور الأسرة في بناء المجتمع يبدأ من الاهتمام بتربية الأطفال على الصفات والأخلاق الحميدة، وتنشئتهم نشأة سليمة؛ ولا يكون باستقلال كل فرد بتربية نفسه على حسب أهواء نفسه وشهواتها؛ لأن واجب الأسرة تجاه المجتمع يبدأ بإنجابها لأول طفل.

اكتب تعليق

أحدث أقدم