رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الصوت ونبراته فى الإلقاء

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الصوت ونبراته فى الإلقاء

بقلم \  المفكر العربى الدكتور خالد محمود  عبد القوي عبد اللطيف 
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين 
مما لا شك فيه أن الصوت عالَم متكامل، وعلم تخصصي، له درجاته ومميزاته وأوتاره ومستوياته، وهناك أناس لديهم نبرات مميزة من الصوت وهناك أناس يتعاملون مع الصوت كعلم يتفاعلون معه للمرة الأولى، وما بين هؤلاء وهؤلاء يبقى الصوت علماً تخصصياً لا بد لنا من فهمه وفهم أثره في المخاطبين.
متى أرفع صوتي ومتى أخفضه؟
متى أبدأ بمقدمة نارية لاهبة ومتى أبدأ بمقدمة انسيابية هادئة؟
ما هي محطات رفع الصوت؟
كيف أخاطب جمهوراً في ساحة مفتوحة وكيف أخاطب جمهوراً في قاعة مغلقة؟
ما هي دلالة الصوت المرتفع في هذه العبارة وما هي الرسائل التي يمكن أن تصل من خلاله؟
إذا فالصوت ليس خامة، وليس نبرة، وليس صراخاً، الصوت هو علم وفن له رسائل ينبغي فهمها حتى يؤدي الرسالة المرادة منه، فرفع الصوت مع الابتسامة يورث الضحك، ورفع الصوت مع تعبير غضب يصاحبه يعني الكثير من رسائل التهديد والتخويف.
وعليه؛ فإن الفنان الحقيقي هو الذي يرسم صورة نمطية ظلية لشكل خطابه قبل بدايته، متى يبتسم ومتى يغضب، متى يلاطف الجمهور ومتى يستثير حماسته، وذلك بكل تأكيد ملاصق لعامل الصوت ونبرته وحدته وارتفاعه و سرعة الكلمات وبطئها، ونحو ذلك من أمور.
تجدر الإشارة هنا إلى أن نبرة الصوت هي عامل أساس في جذب الجمهور، فالمتحدث الذي يعتمد نبرة صوت واحدة يزرع في الحضور الملل والكآبة، حتى ولو تحدث بأفضل الكلام وأجوده، والمتحدث الذي يعتمد رفع الصوت وخفضه ويلون لهجة خطابه، له حظ وافر في التأثير في السامعين وجذبهم إلى مربع التفاعل معه.
ولك أن تتخيل الآتي:
إنسان يتحدث مع الجمهور بنبرة صوت منخفضة لا يكاد يسمعها الناس في الصفوف الخلفية، فهل الجمهور مجبر على الاستماع له؟ وأن يسعى جاهداً لفهم مقصده؟ أم أن المتحدث هو الذي يريد خطاب الناس وهو المسؤول عن إيصال صوته اليهم؟
وعلى اليد الأخرى تخيل إنساناً يصرخ بصوت عالٍ طوال مدة كلماته والجمهور أمامه قليل العدد قريبٌ منه، لماذا تصرخ؟ هذا سيؤدي إلى تصديع عقول الناس ولن يفهموا منك كلمة واحدة.
فالصوت رسالة، وقوته وضعفه وسرعته وبطؤه والتلوين في حدته بين فترة وأخرى هي عوامل جاذبة ومؤثرة بلا أدنى شك.
الأمر ذاته هنا ينطبق على تجويد آية من القران في ثنايا كلمتك، فتجويدها يعني اختلاف صوتك، وهو يشد الناس إلى ما تتميز به أنت، أو ما تريد أنت أن تجعله مميزاً.
هنا عليك أن تدرك، الناس ليست عبيدا عندك، وليست مجبرة على الاستماع إليك أو تصديقك، أنت بحاجة الجمهور، وعليك أن تبدع لإيصال صوتك وفكرتك ورسائله إليهم، فإن فشلت فهناك ألف متحدث غيرك لديهم المهارة، وإن نجحت سبقت غيرك للخير وكسبت الناس لصفك ولفكرك.
:

اكتب تعليق

أحدث أقدم