رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الدكتور عبده الراجحى

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن الدكتور عبده الراجحى



بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الدكتور عبده الراجحي نموذجٌ فذٌّ من الجيل الثاني المؤسس للمعرفة اللغوية في الجامعات المصرية والعربية، وهو الجيل الذي تسلَّم الراية من الجيل الأول؛ جيل الرواد الذي بعث في العلم بلغة العرب روحًا جديدةً عصريةً مرتكزةً على المناهج الحديثة؛ التي سعت إلى إحياء مجد الدراسات اللغوية أو اللسانية العربية، وفحص منجز اللغويين العرب في الميادين كافةً، وعلى اختلاف المستويات الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية والدلالية، وبشكل لم يهمل في الوقت نفسه إخلاص درس الظواهر والمسائل والقضايا المتعلقة بتاريخ علم اللغة عند العرب، والفلسفات الموجهة له، والحاكمة على مسيرته، ومسيرة أعلام الكبار، ومصنفاته المركزية؛ التي تمثل علاماتٍ أساسيةً على طريق دراسة العربية وفقه لغتها دراسةً علميةً منضبطةً.
بطاقة تعريف
- الدكتور عبده الراجحي هو عبده علي الراجحي
- وُلد في 2 أكتوبر سنة 1937م بمحافظة الدقهلية بالوجه البحري المصري
- درس اللغة العربية في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وتخرج منها حاصلاً على الدرجة العلمية الأولى ( الليسانس) بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف سنة 1959م.
- ثم واصل دراساته العليا فحصل من الجامعة نفسها على درجة الماجستير في العلوم اللغوية سنة 1963م، بأطروحته عن كتاب "المحتسب" لابن جني
- ثم حصل على الدكتوراه سنة 1967م عن اللهجات العربية في القراءات القرآنية.
- وكان عقب تخرُّجه قد عيِّن معيدًا سنة 1961م بكليته التي تخرج منها وظل فيها حتى لقي ربه الكريم أستاذًا غير متفرغ، بعد خدمة علمية استمرت ما يقرب من خمسين عامًا.
- شغل مناصب علمية وإدارية متعددة، أستاذًا ورئيسًا لقسمَي اللغة العربية وقسم الصوتيات بجامعة الإسكندرية، ووكيلاً وعميدًا.
وعرفته الجامعات العربية والعالمية أستاذًا مرموقًا في الدراسات اللغوية، ولا سيما في فرع تأهيل غير الناطقين في ميدان تعلُّم العربية.
كما كان واحدًا من أهم الأساتذة الذين عُنُوا بتحكيم أعمال الأساتذة وترقيتهم في الجامعات المصرية والعربية.
وقد كان لهذا العطاء العلمي رفيع المستوى أثره في اختياره عضوًا في عدد من المؤتمرات العلمية العالمية في اليونان 1979، والرباط 1981م، والكويت 1985م، وماليزيا سنة 1990م، وهو الأمر الذي تُرجم ترجمةً واضحةً في انتخابه عضوًا عاملاً في مجمع الخالدين، مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 2003م، وغيره من المجامع والاتحادات العلمية واللجان.
مؤلفاته :
وفحص المنجز العلمي للدكتور عبده الراجحي يوقفنا على عدد من علامات التميز المهمة جدًّا في هذا السياق، قائدةً إلى الإقرار بأنه أحد أهمِّ علماء اللغة المعاصرين في مصر والعالم العربي والإسلامي، ليس فقط، وإنما هو واحد من أهمِّ أصوات علم اللغة يدرك حجم الرابطة بين علم اللغة وخدمة القرآن الكريم، وهو الأمر الذي يظهر من خلف أطروحتيه الأساسيتين للماجستير والدكتوراه.
نذكر من هذه المؤلفات القيمة :
1- منهج ابن جني في كتابه "المحتسب" ( ماجستير ) ، الإسكندرية 1959م.
2 - اللهجات العربية في القراءات ( دكتوراة ) ، القاهرة 1968م، وطبعات أخرى كثيرة بالإسكندرية.
3 - التطبيق النحوي، بيروت 1972م.
4 - التطبيق الصرفي، بيروت 1973م.
5 - فقه اللغة في الكتب العربية، بيروت 1974م.
6 - دروس في شروح الألفية بيروت 1978م.
7 - اللغة وعلوم المجتمع، بيروت 1979م.
8 - دروس في المذاهب النحوية بيروت 1978م.
9 - النحو العربي والدرس الحديث، بيروت .1979 م.
10 - علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية الرياض 1990م.
11 - أسس تعليم اللغات الأجنبية وتعلمها ، عام 1994.
هناك ملمحٌ أصيلٌ ظاهرٌ جدًّا على عطاء الدكتور عبده الراجحي العلمي، وهو إسهامه المتميز في ميدان تيسير تعليم العربية، وهو يترجم عنه بكتابيه الشائعيْن: التطبيق النحوي والتطبيق الصرفي و غيرهما
وتظهر من هذه القائمة عنايته الظاهرة بالمنجز التراثي في علم اللغة، وإدراكه الواضح للارتباط العضوي بين دراسات علم اللغة والقرآن الكريم بقراءاته المختلفة .
وفاته :
بعد رحلة عطاء طويلة ومشرِّفة في خدمة اللغة العربية، لغة الكتاب العزيز؛ أسلم الراحل الكريم الدكتور عبده الراجحي روحه إلى بارئها، في صبيحة يوم الإثنين الثاني عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1431هـ الموافق للسادس والعشرين من شهر أبريل سنة 2010م عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عامًا، قضى ما يقرب من خمسين عامًا منها في خدمة علوم اللسان العربي؛ دارسًا وباحثًا ومؤلفًا ومترجمًا

اكتب تعليق

أحدث أقدم