رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن العالم الجليل محمد بهجة البيطار

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن العالم الجليل محمد بهجة البيطار



بقلم \ المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
محمد بهجة بن محمد بهاء الدين البيطار، العالم الفقيه، والمصلح الأديب، والمؤرخ الخطيب، ولد بدمشق في أسرة دمشقية عريقة، جدها الأعلى من الجزائر.
كان والده من شيوخ دمشق، ومن مشايخ الصوفية الغلاة، يقول الطنطاوي:
" ومن أعجب العجب، أن والد الشيخ بهجة كان صوفياً من غلاة الصوفية، القائلين بوحدة الوجود، على مذهب ابن عربي، وابن سبعين والحلاج... " [رجال من التاريخ ]
نشأ في حجره، وتلقى عليه مبادئ علوم الدين واللغة.. ثم درس على يد أعلام عصره، مثل: جمال الدين القاسمي، محمد الخضر حسين، محمد بن بدران الحسني، محمد رشيد رضا..
وكان تأثره بالشيخ جمال الدين القاسمي كبيراً، قال عاصم البيطار ولد الشيخ بهجة:
" وكان والدي ملازماً للشيخ جمال الدين، شديد التعلق به، وكان للشيخ - رحمه الله - أثر كبير، غرس في نفسه حب السلفية ونقاء العقيـدة، والبعد عن الزيف والقشور، وحسن الانتفاع بالوقت والثبات على العقيدة، والصبر على المكاره في سبيلها، وكم كنت أراه يبكي وهو يذكر أستاذه القاسمي"
وقد اختير الشيخ "بهجة البيطار" في جمعية العلماء، ثم في رابطة العلماء في دمشق.
وتولى الخطابة والإمامة والتدريس في جامع "القاعة" في الميدان خلفاً لوالده، ثم في جامع "الدقاق" في الميدان أيضاً، استمر فيه حتى وفاته.
تنقل في وظائف التدريس في سوريا والحجاز ولبنان، كما أنه درّس في الكلية الشرعية بدمشق: التفسير والأخلاق، ودرّس كذلك في دار المعلمين العليا وفي كلية الآداب في دمشق.. وبعد التقاعد قصر نشاطه على المحاضرات الجامعية والتدريس الديني.
وكان الشيخ عضواً في المجمع العلمي العربي، ومشرفاً على مجلته.
سافر للحجاز وحضر مؤتمر العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1345هـ، وأبقاه الملك عبدالعزيز فجعله مديراً للمعهد العلمي السعودي في مكة، ثم ولاه القضاء، فاشتغل به مدة ثم استعفاه، قولاه وظائف تعليمية، وجعله مدرساً في الحرم، وعضواً في مجلس المعارف.. ثم دعي الشيخ لإنشاء دار التوحيد في الطائف..
وكان خطيباً بارعاً يخطب ارتجالاً ، وله شعر رائق منه " قصيدتي النبوية " يقول فيها :
لـمسجـدك الـمحـبـوب يـا خـيرَ سـاكنٍ بطـيبةَ إنـا قـد طوينا المراحلا
صلاة بـه عُدَّت كألفٍ بـغـيره وفـي زورة الـمختـار نلنـا الفضائلا
ألا يا رسول الله قـد جئتنا بـما بإسعـاد كل النـاس قـد كـان كـافلا
فعـلَّمت أمّيًا، وأرشدت حـائرًا وأيـقـظت مغرورًا وأدبت جـــاهلا
فصلى عليك الله يـا سـيّدَ الورى لخـير بنـي الإنسـان قـد جئت حـاملا
وقد كان سبباً في هداية عدد كبير من طلبة العلم والمثقفين والأدباء إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة..
ومنهم الشيخ الأديب علي الطنطاوي حيث يقول عن تلكم الحوارات:
" " لقد وجدت أن الذي أسمعه منه يصدم كل ما نشأت عليه، فقد كنت في العقائــد على ما قرره الأشاعرة والماتريدية، وهو شيء يعتمد في تثبيت التوحيـد من قريب أو بعيد على الفلسفة اليونانية، وكنت موقناً بما ألقوه علينا، وهو أن طريقة السلف في توحيد الصفات أسلم، وطريقة الخلف أحكم، فجاء الشيخ بهجة يقول: (بأن ما عليه السلف هو الأسلم، وهو الأحكم)... وكنت نشأت على النفرة من ابن تيمية والهرب منه؛ بل وبغضه، فجاء يعظمه لي، ويحببه إليّ، وكنت حنفياً متعصباً للمذهب الحنفي، وهو يريد أن أجاوز حدود التعصب المذهبي، وأن اعتمد على الدليل، لا على ما قيل... وتأثرت به، وذهبت مع الأيام مذهبه مقتنعاً به، بعد عشرات من الجلسات والسهرات في المجادلات والمناظرات... ) ( رجال من التاريخ لعلي الطنطاوي )
مؤلفاته :
تنوعت مؤلفات البيطار في مسائل الفقه والشريعة، كما قام البيطار برحلات علمية ودراسية عديدة، أرخ لها في نهاية كتابه (الرحلة النجدية الحجازية) وشملت رحلاته البلاد العربية والإسلامية والروسية والولايات المتحدة الأمريكية، موضحاً الدافع إلى كل منها، وأهم ما وقع له خلال بعضها.
ولقد ترك عدة مؤلفات قيمة ، منها:
- الإسلام والصحابة الكرام بين السنَّة والشيعة
- نقد عين الميزان
- تفسير سورة يوسف " حيث أكمل التفسير الذي بدأه السيد رشيد رضا مع التقديم له "
- حياة شيخ الإسلام ابن تيمية
- المعاملات في الإسلام وتحقيق ما ورد في الربا " وقد بدأه محمد رشيد رضا وأكمله البيطار ووضع مقدمته "
- الرحلة النجدية الحجازية
- كلمات وأحاديث بعنوان الثقافتان الصفراء والبيضاء
- رسالة «الكوثري وتعليقاته»
- رسالة «نظرة في النفحة الزكية»
- بحث "الاشتقاق والتعريب".
- بحث "الإنجيل والقرآن في كفتي الميزان".
- بحث «حجة الإسلام أبي حامد الغزالي»
وله تحقيقا أو تعليقا :
- مسائل الإمام أحمد: أبو داود "تعليق"
- أسرار العربية: لابن الأنباري "تحقيق"
- «الموفي في النحو الكوفي» - لصدر الدين الكنفراوي " تحقيق "
- كتاب «البخلاء» للجاحظ تحقيق بالاشتراك
- قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: محمد جمال الدين القاسمي "تحقيق وتعليق"
- حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر/ لجده عبد الرزاق البيطار "تحقيق وتقديم"
- الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين، وهو شرح الأربعين العجلونية تأليف جمال الدين القاسمي "تقديم وتحقيق"
وفاته :
توفي الشيخ البيطار يوم السبت 30 جمادى الأولى 1396هـ في دمشق إثر مرض لم يمهله طويلا

اكتب تعليق

أحدث أقدم